الأمم المتحدة تندد بـ«تعليق» ترمب استقبال بلاده للاجئين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا قال إنه سيفرض تدقيقًا أكثر صرامة لمنع الإرهابيين الأجانب من دخول الولايات المتحدة (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا قال إنه سيفرض تدقيقًا أكثر صرامة لمنع الإرهابيين الأجانب من دخول الولايات المتحدة (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تندد بـ«تعليق» ترمب استقبال بلاده للاجئين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا قال إنه سيفرض تدقيقًا أكثر صرامة لمنع الإرهابيين الأجانب من دخول الولايات المتحدة (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال توقيعه أمرًا تنفيذيًا قال إنه سيفرض تدقيقًا أكثر صرامة لمنع الإرهابيين الأجانب من دخول الولايات المتحدة (رويترز)

دعت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (السبت) إلى مواصلة تقديم اللجوء للفارين من الحرب والاضطهاد، قائلتين إن البرنامج الأميركي لإعادة التوطين مهم.
وقالت المفوضية والمنظمة في بيان مشترك: «لم تكن احتياجات اللاجئين والمهاجرين حول العالم أكبر مما هي عليه الآن والبرنامج الأميركي لإعادة التوطين من بين البرامج الأهم في العالم».
وفي استمرار لقراراته المثيرة للجدل خلال الأسبوع الأول من ولايته، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس (الجمعة) قرارًا يعلّق دخول لاجئي وزائري إيران ودول عربية ثلاثة أشهر حتى ممن لديهم تأشيرات، ويوقف استقبال السوريين منهم حتى إشعار آخر، قائلاً إن هذه الخطوة «ستساعد في حماية الأميركيين من الهجمات الإرهابية».
ويشمل الأمر التنفيذي وقفًا فوريًا لبرنامج الإعفاء من التأشيرات لرعايا هذه الدول التي تشمل العراق والسودان والصومال واليمن وليبيا، لكن بعد فترة ستُعطى الأولوية لطلبات اللاجئين على أساس الاضطهاد الديني لبعض الأقليات، وكان ترمب تعهّد خلال حملته الانتخابية وقف استقبال اللاجئين خصوصًا السوريين.
ولاقت الخطوة إدانة من الديمقراطيين وجماعات حقوقية وجماعات إغاثة مثل «أوكسفام» وغيرها، وقال غريغ تشن من نقابة المحامين إن «الرئيس (ترمب) ارتدى معطف الحظر التمييزي ضد مواطنين من دول إسلامية تحت راية الأمن القومي»، مضيفًا أن الأمر التنفيذي «يشل بشدة» البرنامج الأميركي للاجئين ويترك الناس اليائسين يواجهون الخطر.
وتابع أن «هذه السياسة لا تجعلنا أكثر أمنًا، إنها تظهر الضعف وتسحب بلادنا من وضع زعيمة للعالم في وقت يحتاج كثيرون من اللاجئين للحماية في شكل عاجل».
وفي انتقاد ضمني قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال كلمته في مؤتمر دولي حول السياحة اليوم إن بلاده ومنذ توقيعها الاتفاق النووي «فتحت أبوابها أمام السياح الأجانب». وأضاف في تعليق على قرار بناء جدار مع المكسيك أن «زمن بناء الجدران انتهى».
وأعلن ترمب في وقت سابق من مقر وزارة الدفاع (البنتاغون): «أنا أضع معايير فحص جديدة لإبقاء الإرهابيين المتشددين الإسلاميين خارج الولايات المتحدة الأميركية، لا نريدهم هنا». وأضاف: «نريد فقط أن نقبل في بلادنا هؤلاء الذين يدعمون بلادنا ويحبون شعبنا».
وفي سياق متصل باللاجئين السوريين وقع البنك الدولي مع تركيا بروتوكولاً تتسلم الأخيرة بموجبه 150 مليون يورو لتدعم تعليم اللاجئين فيها. وتم التوقيع في مقر وزارة التعليم التركية في العاصمة أنقرة، بحضور كل من نائب مستشار وزارة التعليم التركية أرجان دميرجي، ومدير فرع البنك الدولي في تركيا يوهانس زوت، ورئيسة إدارة التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي سيمونا غاتي.
في سياق منفصل، وقّع ترمب أمس قرارًا تنفيذيًا لإطلاق عملية «إعادة بناء ضخمة» للقوات المسلحة الأميركية تتضمن تزويد القوة العسكرية الأولى في العالم بسفن حربية وطائرات وموارد جديدة.
وقال في ختام حفلة أقيمت في مقر الوزارة بمناسبة تولي وزير الدفاع الجديد الجنرال المتقاعد جميس ماتيس مهمات منصبه: «سأوقع قرارًا تنفيذيًا لإطلاق إعادة بناء ضخمة للقوات المسلحة ولوضع خطة لطائرات وسفن وموارد ومعدات جديدة لرجالنا ونسائنا العسكريين».
وكان الرئيس الأميركي وعد خلال حملته الانتخابية برفع عدد قطع أسطول بلاده خلال السنوات المقبلة إلى 350 سفينة وغواصة. وكان مشروع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما يقضي برفع الأسطول من 274 سفينة وغواصة حاليًا إلى 310. ووعد ترمب بزيادة عدد الطائرات الحربية وعدد الجنود في سلاح البر، الذي يُعتبر أكبر فروع الجيش الأميركي.
ويرى الجمهوريون أن الاقتطاعات التي لحقت بالموازنة العسكرية على مدى السنوات الماضية في عهد أوباما والأعباء الضخمة التي تحملها الجيش بسبب حربي العراق وأفغانستان، أدت إلى تراجع قدراته، مما يتطلب من الإدارة الجديدة استثمارات ضخمة في الجيش لاستعادة تفوقه العسكري.
وصرح ماتيس أمام مجلس الشيوخ في جلسة الاستماع إليه لتثبيته في منصبه: «أعتقد أنه علينا أن نجري عملية استعادة مستوى بعد سنوات كثيرة من الاستخدام المفرط لمعداتنا».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.