عزل تنظيم داعش مدينة دير الزور عن مطارها العسكري، إثر تقدم حققه في المدينة، في اليوم الثالث لهجومه المستمر لطرد النظام من آخر معاقله في شرق البلاد، حيث سيطر على مشروع الجرية السكني، ومواقع ونقاط في محيط المطار، ما مكّنه من قطع طريق الإمداد من المدينة إلى المطار.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باستمرار المعارك العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، وسط قصف مكثف وعنيف ومتبادل بين الطرفين، بالتزامن مع عشرات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الحربية منذ الصباح على أحياء المدينة ومحيطها ومواقع سيطرة تنظيم داعش وعلى جبهات القتال.
وأكد «المرصد» أن الاشتباكات المتواصلة مكنت التنظيم من تحقيق تقدم هام والسيطرة على مشروع الجرية السكني، ومواقع ونقاط في محيط المطار، وقطع طريق الإمداد من المدينة إلى مطار دير الزور العسكري، والذي يمكِن التنظيم كذلك من تقسيم المدينة لقسمين شرق وغربي تفصلهما المنطقة التي تقدم إليها التنظيم عقب سيطرته الأحد على الجبل المطل على دير الزور.
وتضاف تلك المناطق التي تقدم إليها التنظيم، إلى سيطرته على منطقة مكابس البلوك القريبة من المطار العسكري، فيما حقق التنظيم تقدمًا في حي العمال داخل المدينة. كما طالت الاشتباكات محيط دوار البانوراما وفي أحياء الصناعة والعمال والرصافة في المدينة، فيما وثق المرصد سقوط 82 قتيلاً بينهم 14 مدنيًا خلال 24 ساعة، أي منذ أن بدأ التنظيم هجومه على مناطق سيطرة قوات النظام في مدينة دير الزور.
وبحسب المعطيات الميدانية فإن النظام بدأ يفقد السيطرة على آخر مواقع له في دير الزور، وفق ما أكد مدير شبكة «فرات بوست» في دير الزور أحمد الرمضان الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن التنظيم «تمكن من عزل مطار دير الزور عن المدينة، عبر إحكام سيطرته على الطريق البرية التي تشكل جسر إمداد قوات النظام إلى المطار». وقال إن «سيطرة النظام على المطار ومنطقة العرايش القريبة منه، تسهّل سيطرته على الأحياء المتبقية بيد النظام في المدينة واللواء 137 وبالتالي تصبح كل محافظة دير الزور في قبضة داعش». وكشف الرمضان أن التنظيم «سيطر بعد ظهر أمس، على الجبل المطل على المدينة، واستولى على مرابض المدفعية الثقيلة العائدة للنظام، ما يعني أن كل أحياء المدينة والمطار واللواء 137 باتت تحت مرمى نيرانه»، مؤكدًا أن «أكثر من 60 غارة جوية تشنها الطائرات الروسية والسورية على نقاط الاشتباك، لكنها لم تبدّل في الواقع شيئا».
وفي مقابل تقدم التنظيم في دير الزور، تراجع في ريف الرقة، حيث حققت القوات الكردية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقدمًا جديدًا على حساب تنظيم داعش وتمكنت من انتزاع السيطرة على عدد من القرى، ضمن معركة «غضب الفرات» التي بدأتها قبل خمسة أسابيع، بهدف استعادة مدينة الرقة التي تعدّ عاصمة التنظيم في سوريا.
وأعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضمّ التشكيلات العسكرية الكردية، وأبرزها «حزب الاتحاد الديمقراطي» و«وحدات حماية الشعب»، أن عناصرها «خاضوا اشتباكات عنيفة مع مقاتلي التنظيم، تمكنوا خلالها من السيطرة الكاملة على قرى الوديان وبيوض وتريجة والتكماني في ريف الرقة، كما شهدت جبهات قرية الفتيح اشتباكات بين الطرفين»، مشيرة إلى أن المعارك «أسفرت عن قتل عدد كبير من عناصر الطرفين». وأفادت القوات الكردية أن عناصرها «صدوا هجمات للتنظيم على قرية السويدية غربي الرقة، وفجروا عربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها». وقالت إن «أكثر من 100 عنصر من التنظيم قتلوا خلال الاشتباكات في النقاط المذكورة».
في المقابل أعلنت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم داعش، أن عنصرين تابعين للتنظيم «نفذا عمليتين انتحاريتين استهدفتا مواقع القوات الكردية في قرية سويدية صغيرة شمال مدينة الطبقة بالريف الغربي للرقة، كما اقتحم مقاتلوه القرية، وخاضوا اشتباكات في داخلها».
لكن مسؤول العلاقات العامة في «قوات سوريا الديمقراطية» عبد العزيز محمود يونس، أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مزاعم داعش ليست إلا مجرد ادعاءات فارغة». وقال إن «المعركة التي تخوضها قوات سوريا الديمقراطية، تسير بوتيرة عالية ووفق الخطة المرسومة لها، من القيادة العسكرية وغرفة العمليات، وهذا يتجلّى بالتقدم الواضح على جميع المحاور». وأضاف القيادي الكردي، أن «المنطقة التي تدخلها قواتنا لا يستطيع (داعش) العودة إليها، لكنه يحاول بين الحين والآخر تنفيذ هجوم على بعض المواقع، سرعان ما يفشل، ويتحوّل عناصره إلى أشلاء». وشدد يونس على أن هذا التنظيم «بات مشتتًا ما بين جبهات دير الزور ومدينة الباب والرقة، وهو يقترب من نهايته المحتومة».
من جهتها، أعلنت غرفة عمليات «غضب الفرات» في بيان، أن «المرحلة الثانية من عملية تحرير الرقة وريفها، التي انطلقت بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول)، مستمرة، حتى تحرير كامل محافظة الرقة من إرهاب داعش وبقرار من المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية».
«داعش» يستعد لطرد النظام من آخر معاقله في شرق سوريا
قطع أوصال المدينة إلى شرق وغرب بسيطرته على طريق الإمداد
«داعش» يستعد لطرد النظام من آخر معاقله في شرق سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة