الرئيس الإيراني يأمر بتطوير محرك للسفن يعمل بالطاقة النووية

ردا على ما وصفه بـ«الانتهاك الأميركي» للاتفاق النووي

الرئيس الإيراني يأمر بتطوير محرك للسفن يعمل بالطاقة النووية
TT

الرئيس الإيراني يأمر بتطوير محرك للسفن يعمل بالطاقة النووية

الرئيس الإيراني يأمر بتطوير محرك للسفن يعمل بالطاقة النووية

أمر الرئيس الايراني حسن روحاني، رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية اليوم (الثلاثاء) بالبدء في التخطيط لتطوير محرك للسفن يعمل بالطاقة النووية، ردًا على ما وصفه بانتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووي.
وقال روحاني في خطاب نشرته وكالة إيرانية للانباء، إنّ هذا المحرك سيستخدم في أغراض النقل البحري.
وبعث روحاني رسالة لوزارة خارجيته وأخرى لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية، لتكليفهما باتخاذ إجراءات ردا على "النقض الأميركي" للاتفاق النووي مع طهران.
وذكرت الوكالة الإيرانية للأنباء، أن روحاني بعث رسالته لوزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي.
وطلب روحاني من الوزارة "تقديم تقرير عن الخطوات المتخذة في هذا المجال إلى رئاسة الجمهورية خلال شهر".
أمّا رسالته إلى صالحي فقد جاء فيها، التخطيط لتصميم محركات نووية لاستخدامها في مجال النقل البحري بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث وصنعها. ثمّ دراسة وتصميم إنتاج الوقود المستعمل في المحركات النووية بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث.
كما طلب روحاني من صالحي "رفع تقرير إلى رئاسة الجمهورية خلال ثلاثة أشهر بشأن التصميم المشار إليه أعلاه والخطة الزمنية لتنفيذ الأمر".



استطلاع إسرائيلي: خُمس السكان فكروا بترك البلاد

متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب (رويترز)
متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب (رويترز)
TT

استطلاع إسرائيلي: خُمس السكان فكروا بترك البلاد

متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب (رويترز)
متظاهرون إسرائيليون ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب (رويترز)

وفق نتائج استطلاع أجراه معهد «الحرية والمسؤولية» في جامعة رايخمن، ونشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الثلاثاء، فإن «مشاعر القوة ما زالت تسيطر على الإسرائيليين، ولكنهم لا ينامون في الليل، وليس لديهم ثقة على الإطلاق بالحكومة». ويقول المعلق الإسرائيلي نداف إيال على نتائج الاستطلاع: «ما زالت توجد للإسرائيليين ثقة بالجيش، وهم فخورون جداً بأن يكونوا إسرائيليين». ويظهر الاستطلاع أن «87 في المائة من الإسرائيليين يشعرون بفخر بمواطنتهم (بين المواطنين العرب فلسطينيي 48، يشعر بهذا الفخر في المواطنة 61 في المائة)».

ويقول إيال: «هذا مؤشر مذهل، لكن يجب له ألا يخفي الصورة القاسية التي تنعكس من الاستطلاع. فلا يقل عن خُمس السكان يقولون إنهم فكروا بترك البلاد. ولدى مصوتي الوسط واليسار زادت النسبة بقليل، وفي أوساط رجال اليمين أقل كثيراً. لكن الصورة واضحة جداً. يهود، عرب، يسار، وسط ويمين يعتقدون أن الدولة تواجه خطراً وجودياً».

ووفق إيال فإن «أكثر من 6 من كل 10 إسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل تحت تهديد الإبادة في هذه الأيام. وعندما يُسألون ما هو التهديد الأكبر على وجود الدولة تكون الفوارق واضحة وجلية: بالنسبة لليمين تكون إيران، ومنظمات الإرهاب والانشقاق في الشعب، وبين من ينتمون للوسط واليسار، فإن التهديد الأكبر في نوعية الزعماء السياسيين (أي نتنياهو وحكومته)، وبعد ذلك يضعون الانشقاق في الشعب وإيران ومنظمات الإرهاب. أما في أوساط مصوتي اليمين فإن جودة الزعماء السياسيين تكاد لا تكون عاملاً».

الاستطلاع يكشف كذلك أن 98 في المائة من المصوتين في الوسط واليسار ليست لديهم ثقة بهذه الحكومة؛ لكن أيضاً في أوساط اليمين يدور الحديث عن نحو 66 في المائة لا يثقون بالحكومة.

أما الجيش الإسرائيلي، رغم الإخفاق في رصد هجوم «حماس»، وفشل الردع والأداء، فإنه، وفق الاستطلاع، يحظى بثقة هائلة «77 في المائة بين مصوتي اليمين، و80 في المائة لدى الوسط واليسار». ويقول معدو الاستطلاع إنهم عندما سألوا المستطلعين: «هل تنامون في الليل جيداً منذ أن شنت (حماس) هجمة الإبادة الجماعية على إسرائيل؟ أجاب 7 من كل 10 بأنهم يعانون من قلق أكبر، بينما لدى الجمهور العربي فإن الوضع أفضل: 5 فقط من كل 10 يبلغون عن ارتفاع في مستوى القلق». وأبلغ 12 في المائة من المستطلعين أنهم توجهوا للمساعدة النفسية (أي نحو مليون شخص). وفي قراءة إيال للاستطلاع فإن إسرائيل قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) كانت دولة تسير في اتجاه محافظ يميني وديني أكثر. في المجتمع اليهودي وفي المجتمع العربي أيضاً. وجاءت الحرب، وعززت هذه الميول فقط. وابتعد الناس عن الحل السياسي، ويستند في ذلك إلى أن «56 في المائة، دون فرق بين يمين، وسط ويسار، عبروا عن اعتقادهم أن احتمال تحقيق اتفاق سياسي مع الفلسطينيين انخفض إلى 22 في المائة فقط».


بعد 200 يوم... إسرائيل «عالقة» في حرب من دون حسم

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

بعد 200 يوم... إسرائيل «عالقة» في حرب من دون حسم

جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بالقرب من الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)

رغم مرور 200 يوم من الحرب الإسرائيلية على غزة، من الصعب أن تجد أحداً في إسرائيل يتحدث عن «انتصار ساحق» سوى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. حتى الجيش، الذي لا ينافسه أحد في الغرور والغطرسة، ويفترض فيه أن ينهي الحرب بانتصار، بات يتحدث بلغة أكثر تواضعاً. وأنزل سقف التوقعات من هذه الحرب، من «إبادة حماس» إلى «شل قدرتها على الحكم»، ومن «تحرير المختطفين بالقوة» إلى «تحريرهم بالقوة أو بالمفاوضات»، بيد أن نتنياهو يصر على لغة الانتصار الساحق.

وبالمقابل، فإن كبار الخبراء يرفضون هذا المنطق، ويحذرون من فشل كبير، بل إن عدداً منهم يحذر من هزيمة.

خبير الشؤون الأمنية والاستراتيجية في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، يقول: «نحن عالقون. ووصلنا في هذه الحرب إلى باب موصود استراتيجياً». ويؤكد أنه في قضية الأسرى: «إسرائيل فقدت بمبادرتها كل وسائل الضغط على (حماس)».

جنود إسرائيليون عند الحدود مع قطاع غزة (أرشيفية - رويترز)

وفي قضية اجتياح رفح «لا يزال نتنياهو يدير مفاوضات مع واشنطن حول حجم العملية الإسرائيلية وجدواها، والأميركيون لم يصادقوا على الخطط الإسرائيلية حتى الآن»، وفي قضية «اليوم التالي» ما زالت إسرائيل تتخبط، وكل اقتراحاتها في الموضوع غير واقعية و«حماس»، رغم أنها خسرت نحو 75 في المائة من قوتها العسكرية، ما زالت تسيطر على كثير من المناطق والمجالات.

وعلى الجبهة اللبنانية «يتصاعد التوتر، ولكن لا يوجد حسم باتجاه حرب شاملة أو اتفاق سياسي، والجميع ينتظر انتهاء القتال في غزة»، وعلى جبهة إيران «تفشل إسرائيل في إنشاء تحالف إقليمي؛ لأنها لا تتقدم في الموضوع الفلسطيني، ولا تعترف بالأمر الأساسي، وهو أن هذه القضية هي المفتاح لتسوية كل المشكلات».

ويختتم الخبير الإسرائيلي قائلاً: «إسرائيل مجبَرة على التنازل عن موقفها المتصلب تجاه القضية الفلسطينية والتجاوب مع المطلب الأمريكي. فمن دون التعاون الاستراتيجي مع إدارة الرئيس جو بايدن، فإننا لن نظل عالقين في طريق دون مخرج فحسب، بل إننا سننهي الحرب بهزيمة».

ماذا تحقق؟

وعلى النهج نفسه تقريباً، يقول الفيلسوف الإسرائيلي العالمي، يوفال نواح هراري، في مقال له في «هآرتس»، إن «الحرب أداة عسكرية لتحقيق الأهداف السياسية، وهناك معيار واحد للنجاح في الحرب: هل جرى تحقيق الأهداف السياسية؟ بعد مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول) المروعة، اضطُرت إسرائيل إلى العمل لإطلاق سراح المختطفين ونزع سلاح (حماس)، لكن هذه لم تكن أهدافها الوحيدة. وفي ضوء التهديد الوجودي الذي تشكله إيران وعملاء الفوضى التابعون لها، كان على إسرائيل أيضاً أن تعزز التحالف مع الديمقراطيات الغربية، وتعزز التعاون مع العناصر المعتدلة في العالم العربي، وتؤسس نظاماً إقليمياً مستقراً، لكن حكومة نتنياهو تجاهلت كل هذه الأهداف، وبدلاً من ذلك سعت إلى الانتقام، ولم تطلق سراح جميع المختطفين، ولم تقضِ على (حماس)».

ملامح أنثوية تظهر على بعض عناصر «كتائب القسام» خلال صفقة تبادل الأسرى (الإعلام العسكري لكتائب القسام)

ويزيد هراري: «لقد تسببت (حكومة نتنياهو) عن عمد في وقوع كارثة إنسانية هائلة على 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، ما أدى إلى تقويض الأساس الأخلاقي والسياسي لوجود دولة إسرائيل. كما أن الكارثة الإنسانية في غزة، وتدهور الوضع في الضفة الغربية يعملان أيضاً على تغذية الفوضى، وتشويه تحالفنا مع الديمقراطيات الغربية، ويجعلان من الصعب التعاون مع دول مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية. وبعد أكثر من 6 أشهر من الحرب، لا يزال كثير من المختطفين في الأسر، ولم تُهزم (حماس) بعد، لكن قطاع غزة مدمر بالكامل تقريباً، وقُتل عشرات آلاف من مواطنيه، وأصبح معظم سكانه لاجئين يتضورون جوعاً».

دولة منبوذة

ومن وضع غزة إلى وضع إسرائيل نفسها، ينتقل هراري في تحليله، ويقول: «إلى جانب غزة، جرى تدمير الوضع السياسي لإسرائيل أيضاً، التي أصبحت دولة منبوذة ومكروهة حتى من قبل الكثيرين الذين كانوا أصدقاء لها قبل وقت ليس ببعيد. إذا اندلعت حرب شاملة وطويلة الأمد ضد إيران ووكلائها، فإلى أي مدى يمكن لإسرائيل أن تثق بأن الولايات المتحدة والديمقراطيات الغربية والدول العربية المعتدلة سوف تخاطر من أجلها، وتزودها بالمساعدة العسكرية والدبلوماسية التي تحتاج إليها؟ وحتى لو لم تندلع مثل هذه الحرب، فإلى متى ستتمكن إسرائيل من البقاء دولةً منبوذةً؟ ليس لدينا موارد روسيا. ومن دون علاقات تجارية وعلمية وثقافية مع بقية العالم، ومن دونها الأسلحة والمال الأميركيين، فإن السيناريو الأكثر تفاؤلاً الذي يمكن أن نطمح إليه هو أن نكون كوريا الشمالية في الشرق الأوسط».

ويختتم هراري: «تتركز عيون معظم الإسرائيليين الآن على طهران، وحتى قبل ذلك لم نكن نريد حقاً أن نرى ما يحدث في غزة والضفة الغربية. ولكن إذا لم نقم بتغيير جذري في تعاملنا مع الفلسطينيين، فإن غطرستنا ورغبتنا في الانتقام ستقوداننا إلى هزيمة تاريخية».

وفي هذه الأيام، التي يحيي فيها اليهود في إسرائيل والعالم أول أيام عيد الفصح العبري، يرجعون إلى التوراة. وفيها قصة مهمة تتعلق باليهود وغزة. إنها قصة شمشون الجبار، ذلك البطل اليهودي الذي اختطفه الفلسطينيون إلى غزة، واحتُجز في الأسر وفي الظلام وتعرض لتعذيب شديد. والعقلاء يعدونها رمزاً مخيفاً جداً.

أطول حرب

ويقول الكاتب في «معاريف»، بن كسبيت: «لقد قال شمشون: (سأنتقم انتقامة واحدة... ولتمت نفسي مع الفلسطينيين). منذ 7 أكتوبر، أصبحنا مشابهين جداً لشمشون في أشياء كثيرة – الغطرسة، والعمى، والانتقام، والانتحار – لدرجة أنه من المخيف جداً أن نتذكر البطل المتعجرف الذي انهار المنزل على رأسه وقتل روحه في سبيل قتل الفلسطينيين».

إن الإسرائيليين، حتى المؤيدين لنتنياهو، يشعرون بأن خطأً ما كبيراً حدث في هذه الحرب، يجعلها «أطول حرب في تاريخ الدولة» ويظهرها عاجزة عن إيجاد مخرج مشرف منها، ويبقيها بعيدة عن تحقيق أي من أهدافها. لقد حصدت هذه الحرب حتى الآن نتائج مأساوية أيضاً للإسرائيليين.

أقارب وأصدقاء الجندي الإسرائيلي يائير كوهين الذي قُتل في غزة خلال تشييعه الثلاثاء بتل أبيب (أ.ب)

ووفق الإحصاءات الرسمية للجيش الإسرائيلي، قُتل في الحرب حتى الآن 1483 إسرائيلياً، بينهم 605 جنود، و61 رجل شرطة، و5 من رجال المخابرات، و8 من قوات الدفاع المدني، و804 مدنيين، وجرح 3294 بينهم 1583 جندياً، وهذا عدا المصابين النفسيين، ومع ذلك فهناك أصوات كثيرة تشكك في صحة الأرقام، وتتحدث عن خسائر أكبر.

كذلك فهناك 133 أسيراً، بينهم 31 قُتلوا بشكل مؤكد، ويوجد أكثر من 100 ألف مواطن جرى إخلاؤهم من بيوتهم في البلدات الواقعة شمال إسرائيل وفي بلدات غلاف غزة.

خسائر اقتصادية

أما عن الخسائر المادية المباشرة وغير المباشرة فإنها تقدر بنحو 60 مليار دولار. وفي الخسائر الاقتصادية سُجل انخفاض بنسبة 6.6 في المائة في الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع النمو الاقتصادي للعام الحالي بمقدار 1.1 نقطة مئوية بعد خسائر متوقعة قدرها 1.4 نقطة مئوية العام الماضي. وفقدت إسرائيل قوة الردع، ليس فقط في الهجوم المباغت في 7 أكتوبر الماضي، بل بمجرد استمرار الحرب 200 يوم (حتى الآن)، يجري فيها استخدام جيش نظامي واحتياطي يصل إلى 600 ألف جندي مقابل تنظيم مسلح صغير لحركتي «حماس» و«الجهاد» وبقية الفصائل لا يتعدى قوامها 50 ألفاً، يعد هذا فشلاً.

اهتزت مكانة إسرائيل الدولية. وباتت تحاكم بتهمة ارتكاب «جرائم حرب» في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وجريمة إبادة شعب في محكمة العدل العليا الدولية في لاهاي. ولا ترى نهاية لهذه الحرب بعدُ، ولا لتبعاتها الإقليمية والدولية.


طهران وتل أبيب... رسائل «استعراض القوة» على هامش غزة

خامنئي يقف أمام جثث 7 من ضباط «الحرس الثوري» قضوا في ضربة القنصلية الإيرانية (إ.ب.أ)
خامنئي يقف أمام جثث 7 من ضباط «الحرس الثوري» قضوا في ضربة القنصلية الإيرانية (إ.ب.أ)
TT

طهران وتل أبيب... رسائل «استعراض القوة» على هامش غزة

خامنئي يقف أمام جثث 7 من ضباط «الحرس الثوري» قضوا في ضربة القنصلية الإيرانية (إ.ب.أ)
خامنئي يقف أمام جثث 7 من ضباط «الحرس الثوري» قضوا في ضربة القنصلية الإيرانية (إ.ب.أ)

منذ اللحظات الأولى لانطلاق الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ضد إسرائيل، بدت إيران منخرطةً في الأزمة الإقليمية، سواء على صعيد علاقتها بأنشطة الجماعات المسلحة الموالية لها في المنطقة (العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن)، أو على مستوى التحرك سواء السياسي أو الدبلوماسي أو العسكري أخيراً لحكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وبالوسائل كافة، تنامت إجراءات الاستعراض بين تل أبيب وطهران على مدار 200 يوم من الحرب ضد غزة، حتى الوصول إلى لحظة الذروة - حتى الآن - بانتقال «حرب الظل» الإيرانية - الإسرائيلية المستمرة منذ سنوات إلى مستويات جديدة تصل إلى الحرب المباشرة، خصوصاً من الجانب الإيراني.

اعتماداً على المستوى السياسي، سعى المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأولى من اندلاع الحرب في قطاع غزة، إلى إظهار ما أرادوا أن تكون «لحظة تفوق»، فلوّحوا بقدرتهم على توسيع نطاق الحرب ومواجهة إسرائيل عبر «توحيد الجبهات»، إذا ما واصلت قصف قطاع غزة. كانت تلك إذن محاولة استعراض سياسي.

الإيحاءات الإيرانية بضلوع ما في المواجهة دون إقرار رسمي، تباينت معها التقارير والتقديرات الغربية، خصوصاً الأميركية بشأن دور إيران في «طوفان الأقصى» (التسمية التي اعتمدتها «حماس» لعمليتها في 7 أكتوبر).

وفي لعبة تبادل الاتهامات ومحاولة جلب أطراف دولية إلى المواجهة، اتهمت بعض الصحف الغربية إيران بتدبير الهجوم استناداً إلى مصادر إسرائيلية، وفي المقابل، استندت وسائل إعلام ووكالات إلى مصادر إيرانية لدحض الرواية الإسرائيلية.

وفي مسار محاولة الاستثمار الإيراني في لحظة الصدمة الإسرائيلية من «طوفان الأقصى»، جاءت رسالة استعراضية جديدة على لسان قادة في «الحرس الثوري» الإيراني تتحدث عن دوافع إيرانية وراء الهجوم، من بينها الثأر لمسؤول العمليات السابق، قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020، لكن سرعان ما سعت طهران لتدارك ذلك، عبر إعلان نفي تلك العلاقة التي كانت ستجلب عليها حينها ما يعكر صفو توازناتها.

استعراض دبلوماسي

بشكل عام، سارعت طهران على الصعيد الدبلوماسي، إلى تنشيط اتصالاتها الإقليمية مع مختلف الأطراف، وإعطاء دفعة للسياسة المعلنة للسلطات بعد تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة الإيرانية، بهدف تحسين علاقاتها مع دول المنطقة، في محاولة لكسر العزلة الدولية، خصوصاً بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، التي أضعفت فرص التوصل إلى صفقة لإحياء «الاتفاق النووي».

ويصعب تصور تفسير آخر بخلاف «الاستعراض الدبلوماسي»، لفهم ما قاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في خطاب بجامعة طهران، ديسمبر (كانون الأول) الماضي من أنه «لا يمكن التوصل لأي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران» وفق زعمه.

على أي حال، فقد زار عبداللهيان جدة وجنيف ونيويورك؛ لحضور مؤتمرات واجتماعات دولية حول فلسطين. وتساءلت مجموعة من الصحف الإيرانية حول تعطل القضايا الأساسية والملحة في البلاد، بما في ذلك المفاوضات النووية الهادفة لرفع العقوبات الأميركية. لكن تبعات الحرب أسهمت أيضاً في تخفيف بعض من الضغط الغربي على طهران بشأن برنامجها النووي المتسارع، إذ قررت القوى الغربية، لمرتين، خلال الأشهر الماضية، إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن أو إدانتها، نظراً للتطورات الإقليمية. وتقول القوى الغربية إنها لا تريد تفاقم الأزمة مع إيران في ظل الحرب في قطاع غزة.

استعراض العلاقات

بموازاة تحركها الدبلوماسي، تمسّكت طهران باستعراض مدى تشعب علاقاتها من حول إسرائيل، وواصلت دعم حركتَي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، كما زار المسؤولون الإيرانيون، وعلى رأسهم عبداللهيان الدوحة، وبيروت، ودمشق؛ بهدف التواصل والتنسيق مع الحركتين، بالإضافة إلى تنشيط الجماعات المسلحة والفصائل التي تربطها صلات آيديولوجية مع طهران، وعلى وجه الخصوص «حزب الله» اللبناني، وجماعة الحوثي في اليمن، وفصائل عراقية مسلحة.

يعتقد الإيرانيون بأن حرب غزة تمثل أكبر دليل على التنسيق بين الدبلوماسية و«الميدان» أي التسمية الرمزية لأنشطة «الحرس الثوري» والجماعات التي تتلقى الأوامر منه في المنطقة. ومع ذلك، نأت طهران «على المستوى الرسمي» بنفسها عن إعلان التدخل في قرارات تلك الجماعات، أو توجيه عملياتها، رغم أنها واصلت سياسة تأييد تصرفات تلك الجماعات.

 

استعراض بحري

 

وفي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى «قطع الشرايين الحيوية لإسرائيل»، مطالباً بقطع الطريق البحرية لإمدادات الطاقة والغذاء والتجارة. وبعد أسبوعين من خطاب خامنئي، بدأت جماعة الحوثي عمليات عسكرية ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، بدعوى ارتباط تلك السفن بإسرائيل.

وأعادت هجمات الحوثيين، جولة جديدة من التوترات البحرية إلى المياه الإقليمية. وشنّت القوات الأميركية والبريطانية هجمات على مواقع الحوثيين؛ لردع تلك الهجمات، كما أعلنت دول غربية وإقليمية تحالفات بحرية لضمان أمن الملاحة.

ودخل «الحرس الثوري» على خط التوترات، بإعلان مرافقة سفن إيرانية للبحر الأحمر، والتهديد بإغلاق مضيقَي باب المندب وجبل طارق، وعرقلة الملاحة في البحر الأبيض المتوسط. وكذلك إعلان تشكيل «باسيج بحري» يضم وحدة بحرية للجماعات الموالية لإيران.

إسرائيل ترد

مع توسع الهجمات في البحر الأحمر، وتصاعد هجمات الفصائل الموالية لإيران، على القوات الأميركية، شنّت إسرائيل غارتين جويتين بالغتَي الدقة في ديسمبر الماضي، كانت أولاهما في الثاني من ديسمبر بدمشق، وأسفرت عن مقتل ضابطين من «الحرس الثوري»، وهما: العميد بناه تقي زاده، والعميد محمد علي عطايي شورجه. وقال «الحرس الثوري» في بيان حينها إنهما «قُتلا في عمليات استشارية». وذكر موقع مقرب من «الحرس الثوري» أنهما قُتلا في قاعدة عسكرية بمنطقة السيدة زينب، بـ3 صواريخ أُطلقت من أجواء الجولان، ولم تحدد مهام الضابطين.

وفي 25 ديسمبر، قُتل رضي موسوي، مسؤول إمدادات قوات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان بضربة جوية إسرائيلية استهدفت منزله في منطقة السيدة زينب، بعد ساعة من مغادرة مكتبه في مجمع السفارة الإيرانية، حسب تصريح تلفزيوني للسفير الإيراني في دمشق، حسين أكبري.

وأتت ثالث الضربات الإسرائيلية، في 20 يناير (كانون الأول) الماضي على منزل في منطقة المزة، وقضى في القصف العميد حجت الله أميدوار، مسؤول استخبارات قوات «الحرس الثوري» في سوريا، وقُتل معه أربعة من الضباط الإيرانيين.

وأعلن «الحرس الثوري» لاحقاً مقتل 3 ضباط آخرين في عمليات منفصلة شهدتها دمشق وحمص ودير الزور، ما بين فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين.

خسارة وتصعيد

ومع توالي التصعيد، كانت دمشق مسرحاً لتسجيل أكبر خسائر «الحرس الثوري» في مضمار استعراض القوة بين طهران وتل أبيب، عندما قُصفت القنصلية الإيرانية بمنطقة المزة في العاصمة السورية، حيث قُتل العميد محمد رضا زاهدي قائد قوات «الحرس الثوري» في سوريا ولبنان، وعضو المجلس الاستشاري لـ«حزب الله»، كما قُتل في الهجوم نفسه، نائبه محمد هادي حاج رحيمي، وخمسة من كبار ضباط «الحرس».

بدورها توعّدت إيران بالرد على هجوم قنصليتها، وتباينت التكهنات والتوقعات بشأن شكل الرد، إذ قال المرشد علي خامنئي إن القنصلية أرض إيرانية وإن بلاده سترد.

وفي كل الهجمات التزمت إسرائيل الصمت، لكن إيران أطلقت بعد أسبوعين من مقتل زاهدي، أكثر من 300 صاروخ «باليستي» و«كروز» وطائرة مسيّرة انتحارية. وقالت إسرائيل إنها نجحت في اعتراض 99 في المائة، بمساعدة الحلفاء.

وقال المرشد علي خامنئي، عن الهجوم الإيراني، إن الهدف ليس عدد الصواريخ وإصابتها للأهداف، إنما «إظهار قوة إيران».

ورداً على إيران، هددت إسرائيل بشنّ هجوم انتقامي في عمق الأراضي الإيرانية. وحاولت القوى الغربية إثناء إسرائيل عن الهجوم. لكن إسرائيل شنّت هجوماً محدوداً، فجر الجمعة الماضي، على مطار عسكري في شمال مدينة أصفهان. وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية تضرر منظومة رادار «إس 300» المكلف حماية منشأتي نطنز وأصفهان للأبحاث النووية.

رد أمام آخر إذن - حتى الآن - لكن يبدو أن دروسه ودلالاته ستجعل مسار استعراض القوة بين إسرائيل وطهران مفتوحاً، حتى بعد أن تضع «حرب غزة» أوزارها.


إردوغان «لا يعتقد» أن «حماس» ستغادر قطر

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحتضن القيادي بـ«حماس» خالد مشعل وبجانبه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في إسطنبول السبت (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحتضن القيادي بـ«حماس» خالد مشعل وبجانبه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في إسطنبول السبت (أ.ف.ب)
TT

إردوغان «لا يعتقد» أن «حماس» ستغادر قطر

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحتضن القيادي بـ«حماس» خالد مشعل وبجانبه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في إسطنبول السبت (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يحتضن القيادي بـ«حماس» خالد مشعل وبجانبه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في إسطنبول السبت (أ.ف.ب)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم (الثلاثاء) إنه لا يعتقد أن «حماس» ستغادر قطر التي تتخذها مقراً، وأشار إلى أنه لم يشهد أيضاً أي مؤشرات على ذلك من جانب الدوحة، وفق ما نقلته «رويترز» عن وسائل إعلام تركية.

ونقلت قناة «خبر ترك» ووسائل إعلام أخرى عنه القول للصحافيين خلال رحلة العودة من زيارته للعراق أن سيطرة إسرائيل بالكامل على غزة «ستفتح الباب» أمام المزيد من الاجتياحات للأراضي الفلسطينية.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» في تقرير الأسبوع الماضي إن القيادة السياسية لحركة «حماس» تبحث احتمال نقل مقرها إلى خارج قطر.

وأشارت مصادر عربية للصحيفة إلى أن قيادة الحركة اتصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين اثنتين على الأقل في المنطقة، إحداهما سلطنة عمان، بشأن ما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إلى عاصمة كل منهما.

ويعيش قادة «حماس» في الدوحة، عاصمة قطر، منذ عام 2012 في ترتيب دعمته الولايات المتحدة.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن ذلك يأتي مع ازدياد الضغوط على الدوحة بشأن الوساطة التي تقوم بها حول هدنة في قطاع غزة تشمل إعادة المحتجزين.


اشتعال النيران في مستودع بسديروت إثر قصف صاروخي من غزة

جنود إسرائيليون يمشطون منطقة في سديروت (أرشيفية - د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يمشطون منطقة في سديروت (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

اشتعال النيران في مستودع بسديروت إثر قصف صاروخي من غزة

جنود إسرائيليون يمشطون منطقة في سديروت (أرشيفية - د.ب.أ)
جنود إسرائيليون يمشطون منطقة في سديروت (أرشيفية - د.ب.أ)

قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إن نيراناً اشتعلت في مستودع داخل مدينة سديروت المحاذية لقطاع غزة بعد إطلاق عدد من الصواريخ باتجاه المدينة.

وبحسب الهيئة فقد دوت صافرات الإنذار فيما انطلقت القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ، حسبما أفادت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأشارت إلى أن النيران اشتعلت إثر سقوط شظايا صاروخ على المستودع بعد إسقاطه من المضادات الإسرائيلية.

وأفادت الهيئة أن سلاح المدفعية شرع بالرد على الهجمات.


إيران تحتج على توسيع الاتحاد الأوروبي عقوبات ضدها

عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد إيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد إيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT

إيران تحتج على توسيع الاتحاد الأوروبي عقوبات ضدها

عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد إيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)
عبداللهیان يتحدث إلى دبلوماسيين أجانب بعد ساعات من الرد إيراني على إسرائيل في 14 أبريل الماضي (الخارجية الإيرانية)

احتجت إيران، الثلاثاء، على قرار الاتحاد الأوروبي بتوسيع عقوباته ضد برنامج الصواريخ والطائرات المسيرة، رداً على هجومها على إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على منصة «اكس»: «من المؤسف أن يتخذ الاتحاد الأوروبي قراراً سريعاً بفرض المزيد من إجراءات الحظر غير القانونية ضد إيران؛ لأن بلادنا استخدمت حقها في الدفاع عن نفسها ضد العدوان السافر للكيان الإسرائيلي».

وأضاف: «على الاتحاد الأوروبي ألا يتبع توصية واشنطن لإرضاء الكيان الصهيوني المجرم»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

أعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، أن التكتل وافق من حيث المبدأ على توسيع عقوباته الحالية ضد برنامج إيران للمسيّرات لتشمل الصواريخ وإمكانية نقلها إلى حلفاء إيران في الشرق الأوسط أو إلى روسيا.

وتمثل العقوبات موجة جديدة من الضغوط على «الحرس الثوري» الإيراني، الذي يتولى برنامجي الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل أساسي. واعتمد «الحرس» على قطع غيار مهربة من أوروبا وأميركا على مدى سنوات.

وجاءت العقوبات بعد نحو 10 أيام من شن إيران أول هجوم مباشر في تاريخها على إسرائيل أطلقت خلاله أكثر من 300 صاروخ باليستي ومجنّح ومسيّرة قالت إسرائيل إنها تمكنت من اعتراضها جميعها تقريباً بمساعدة حلفائها، ولم تخلّف سوى أضرار محدودة.

وجاء الهجوم الإيراني رداً على ضربة جوية دمّرت مقر القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل (نيسان)، وأسفرت عن مقتل سبعة من مسؤولي «الحرس الثوري» الإيراني على رأسهم القيادي محمد رضا زاهدي قائد تلك القوات في سوريا ولبنان، واتُهمت إسرائيل بتنفيذها.

وفي ظل المخاوف من رد إسرائيلي كبير على ذلك الهجوم قد يؤدي بدوره إلى رد إيراني آخر، لجأت إسرائيل إلى خيار محدود بشكل متعمّد استجابة لضغوط حلفائها الغربيين خصوصاً الولايات المتحدة.

وتماشياً مع سياستها المعتادة، لم تؤكد إسرائيل أو تنفي تنفيذ الضربة على إيران أو هجوم الأول من أبريل في سوريا.

وبعث الرد الإسرائيلي رسالة تحذير واضحة لقادة إيران بشأن قدرة الجيش الإسرائيلي على استهداف مواقع حساسة.

والاثنين، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز»، نقلاً عن مصادر إسرائيلية وإيرانية، بأن الهدف كان نظام الرادار التابع لمنظومة صواريخ «إس - 300» الدفاعية التي حصلت عليها إيران من روسيا، والواقعة في قاعدة جوية في محافظة أصفهان، حيث منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.

ورغم أن مصدر الضربة ليس واضحاً بالكامل فإنها تمّت بصاروخ واحد على الأقل أُطلق من طائرة حربية لم تخرق الأجواء الإيرانية، ومسيّرات هجومية صغيرة تعرف بـ«كوادكوبتر» (أي مروحية رباعية) يحتمل بأنها قد تكون أُطلقت من داخل إيران وهدفت لإرباك الدفاعات الجوية، وفق ما ذكرت تقارير.

وخاض العدوان المتنافسان في المنطقة، حرب ظل على مدى عقود في الشرق الأوسط، نفّذت إسرائيل في إطارها عمليات سريّة داخل إيران، بينما دعمت الأخيرة جماعات مسلحة بينها «حماس» في غزة و«حزب الله» اللبناني.

واتهمت إيران إسرائيل منذ أعوام بتنفيذ عمليات تخريبية داخل إيران عن طريق جهاز الاستخبارات (الموساد).

ولعل العملية الأشهر، وفق تقارير إعلامية أميركية، هي اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده عام 2020 باستخدام رشاش قام عملاء جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتجميعه داخل إيران، قبل أن يتم إطلاق النار منه عن بعد عقب مغادرتهم.

كما تسري شكوك، بعد وقوع انفجارات غامضة في محيط مواقع حساسة، بأن إسرائيل نفّذت بالفعل هجمات بمسيّرات داخل إيران، وهو أمر لم يتم تأكيده قط.

وسعى المسؤولون الإيرانيون للسخرية من الضربة الإسرائيلية، حتى إن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قال لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية إن الأسلحة المستخدمة لتنفيذها كانت «بمستوى ألعاب» الأطفال.

لكن الخبير المتخصص بالشأن الإيراني لدى «معهد القدس للاستراتيجيات والأمن»، ألكسندر غرينبرغ، قال إن خيار إسرائيل للهدف كان بحد ذاته مؤشراً على وجود الموساد داخل إيران.

وقال: «رسالة إسرائيل هي أنه (بإمكاننا ضرب أي مكان في إيران)؛ نظراً إلى أن أصفهان تقع في وسط إيران، أي بعيدة نسبياً، وتعرف إسرائيل بالضبط أين يمكنها أن تضرب».

وأشار إلى أن عدم تأكيد إيران أن القاعدة الجوية استُهدفت هو أمر منطقي، قائلاً: «لحظة اعترافك بالحجم الحقيقي للأضرار، تقر بقوّة العدو».

وفيما يبدو أن مرحلة التصعيد الحالية انتهت، يمكن لإسرائيل أن تشن المزيد من الضربات الانتقامية ضد إيران. ويمكن لمنسوب التوتر أن يرتفع مجدداً إذا أطلقت إسرائيل هجومها البري الذي تلوّح به منذ مدة طويلة على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة.


الجيش: دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل

دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش: دوي صفارات الإنذار في شمال إسرائيل

دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)
دمار بعد قصف لـ«حزب الله» على شمال إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، في بيان اليوم (الثلاثاء)، إن صفارات الإنذار دوت في المطلة شمال إسرائيل.

ولم يذكر البيان الذي نشره الجيش على «تلغرام» المزيد من التفاصيل، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وأعلن «حزب الله»، في وقت متأخر أمس (الاثنين)، مقتل أحد عناصره في هجمات إسرائيلية على جنوب لبنان.

وأضاف في بيان أن العنصر الذي لقي حتفه هو محمد خليل عطية.

وتفجر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي وجماعة «حزب الله» اللبنانية في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


توسيع العقوبات الأوروبية على إيران


اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
TT

توسيع العقوبات الأوروبية على إيران


اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)
اجتماع وزراء خارجية ودفاع الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أمس (د.ب.أ)

اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في لوكسمبورغ، أمس، على توسيع العقوبات ضد طهران في أعقاب الهجوم الذي شنّته بالصواريخ الباليستية والمسيّرات على إسرائيل.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، للصحافيين بعد الاجتماع: «توصلنا إلى اتفاق سياسي من أجل توسيع نظام (العقوبات) الحالي للطائرات من دون طيار من أجل تغطية الصواريخ وإمكانية نقلها إلى روسيا». وأضاف أنه سيتم توسيع العقوبات لتشمل تسليم الطائرات المسيّرة والصواريخ إلى وكلاء طهران في المنطقة.

وقبل الاجتماع قالت حجة لحبيب، وزيرة الخارجية البلجيكية، إن العقوبات الجديدة يجب أن تشمل «الحرس الثوري». وأوضحت في تصريحات للصحافيين أن دول التكتل لم تتوصل إلى توافق بعد بشأن الأسس القانونية لتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية. وتابعت قائلة: «سنناقش الأمر معاً».


العراق وتركيا... أول خطوة على «طريق التنمية»

رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

العراق وتركيا... أول خطوة على «طريق التنمية»

رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي مستقبلا الرئيس التركي في بغداد أمس (إ.ب.أ)

خطا العراق وتركيا، أمس، أولى الخطوات باتجاه التنمية المشتركة، وذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى بغداد ومنها إلى أربيل في زيارة وُصفت بأنها «تاريخية»؛ إذ جاءت بعد 12 عاماً على آخر زيارة له إلى العاصمة العراقية.

ورعى رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وإردوغان، في بغداد توقيع 26 مذكرة أبرزها مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون في «مشروع طريق التنمية» الاستراتيجي.

وفي ضوء التصريحات المتبادلة، يبدو أن بغداد وأنقرة في طريقهما إلى طيّ صفحة الخلافات المعقدة التي أرهقت علاقتهما على مدى عقود طويلة من الزمن.

وبينما أكدت الحكومة العراقية أهمية هذه الزيارة، إلى بغداد وأربيل، وآفاقها المستقبلية على صعيد العلاقات بين البلدين، وصف رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني زيارة إردوغان إلى بغداد بأنها «تاريخية»، مرحّباً به في الوقت نفسه لزيارة أربيل ومناقشة القضايا المهمة.

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن «تركيا تعتزم تطوير التعاون مع العراق في مختلف المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب».


الجيش الإسرائيلي: كتيبة «نيتسح يهودا» ملتزمة بمبادئ القانون الدولي

جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
TT

الجيش الإسرائيلي: كتيبة «نيتسح يهودا» ملتزمة بمبادئ القانون الدولي

جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)
جنود من وحدة «نيتسح يهودا» في الضفة الغربية (إكس)

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم (الاثنين)، إن كتيبة «نيتسح يهودا» تشارك في الحرب التي تدور رحاها حالياً في قطاع غزة «بشجاعة ومهنية»، مؤكداً أنها «ملتزمة بقيم جيش الدفاع ومبادئ القانون الدولي»، وفق ما أفادت به «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات على وحدة «نيتسح يهودا» التي تنفذ عمليات في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد أن فرضت واشنطن، يوم الجمعة، سلسلة جديدة من العقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية بسبب ازدياد العنف ضد الفلسطينيين.

وقال أدرعي للوكالة: «على مدار السنوات الأخيرة، يؤدي مقاتلو الكتيبة دوراً محورياً في النشاطات العملياتية الجارية على مدار الساعة في سبيل الحفاظ على أمن مواطني دولة إسرائيل، إلى جانب أنها كتيبة رائدة فيما يتعلق بدمج اليهود الأرثوذكس المقاتلين في صفوف جيش الدفاع».

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تخشى أن تفرض دول غربية أخرى عقوبات على وحدات عسكرية إسرائيلية، قال المتحدث: «إذا تم اتخاذ قرار (بشأن فرض عقوبات) فسيتم النظر فيه. جيش الدفاع سيواصل العمل على التحقيق في كل حدث استثنائي بشكل موضوعي وحسب أصول القانون».

وقال عضو حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس، في بيان أمس، إنه طلب من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إعادة النظر في قرار فرض عقوبات على وحدة «نيتسح يهودا».

وأضاف غانتس أن فرض عقوبات على «نيتسح يهودا» سيضر بشرعية إسرائيل في وقت الحرب، قائلاً إنها ليست مبررة لأن إسرائيل لديها نظام قضائي مستقل وتلتزم جميع وحدات الجيش بالقانون الدولي.

وذكر موقع «أكسيوس» الإخباري، أول من أمس، نقلاً عن ثلاثة مصادر أميركية مطلعة، أن العقوبات على «نيتسح يهودا» تتصل بانتهاكات لحقوق الإنسان في الضفة الغربية، وستتضمن حظراً على الوحدة وأعضائها من تلقي أي تدريب أو مساعدة عسكرية أميركية.