حذر مبعوث الامم المتحدة الخاص ستافان دي ميستورا، اليوم (الاحد)، في دمشق، من ان الوقت "ينفد" بالنسبة للوضع في شرق حلب، فيما تواصلت الاعمال القتالية في المدينة حيث قتل ثمانية اطفال على الاقل في قصف على مدرسة في الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وصرح دي ميستورا أن "الوقت ينفد ونحن في سباق مع الزمن" بالنسبة للوضع في شرق حلب، معبرا عن الاستنكار الدولي لحملة القصف المكثف التي يقوم بها النظام السوري على الاحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة. محذرا من انه "بحلول عيد الميلاد وبسبب تكثف العمليات العسكرية قد نشهد تدهورا لما تبقى في شرق حلب ويمكن ان ينزح حوالى 200 الف شخص الى تركيا، ما سيشكل كارثة انسانية"، مؤكدا رفض النظام السوري اقتراحه باقامة "ادارة ذاتية" لمقاتلي المعارضة في أحياء حلب الشرقية.
وكان دي ميستورا اقترح في مقابلة اجراها بداية الاسبوع الماضي مع صحيفة "غارديان" البريطانية ان يعترف النظام السوري بالادارة التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرتهم منذ صيف 2012.
وفي المقابل، سيغادر المقاتلون التابعون لتنظيم "جبهة الشام" (جبهة النصرة سابقا) المنطقة التي يقطنها نحو 250 الف مدني في ظل حصار خانق منذ اربعة اشهر وتتعرض لقصف مكثف.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن القصف الكثيف الذي يتعرض له شرق حلب منذ الثلاثاء اسفر عن مقتل 107 مدنيين على الاقل بينهم 17 طفلا، فيما ارتفع عدد القتلى في صفوف مقاتلي المعارضة الى 58 لكن عدد ضحايا أفراد "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) لا يزال مجهولا.
واوضح المرصد ان هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود مئات الجرحى، عدد كبير منهم في حالة خطيرة.
وافاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الشوارع في احياء شرق حلب كانت مقفرة إلا من عناصر الدفاع المدني وسيارات الاسعاف.
وكانت الامم المتحدة اعربت السبت عن "شديد الحزن والصدمة من التصعيد الاخير في الاعمال القتالية التي تجري في مناطق عديدة من سوريا"، داعية "جميع الاطراف الى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية".
والقصف المتجدد اخيرا الحق اضرارا فادحة بالبنى القادرة على توفير علاج طبي، واعتبرت منظمة "اطباء بلا حدود" يوم السبت "يوما اسود في شرق حلب".
واضطرت الفرق الطبية الى اخلاء آخر مستشفى اطفال عامل فنقلت حديثي الولادة الى اماكن أكثر أمانا.
وأعلنت مدارس شرق حلب في بيان تعليق الدروس السبت والاحد "للحفاظ على سلامة التلاميذ والمدرسين بعد الضربات الجوية الهمجية".
من جانبه، اعرب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت من الدوحة،اليوم، عن ادانة بلاده للضربات التي تشنها قوات النظام السوري المدعوم من موسكو ضد حلب، محذرا من ان "الحرب الشاملة" في سوريا قد تؤدي الى "تقسيم" البلاد.
وقال ايرولت "ثمة استراتيجية حرب شاملة لا يمكن ان تؤدي سوى الى تقسيم سوريا وتعزيز داعش بشكل اكبر"؛ في اشارة الى تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق عدة في شمال سوريا وشرقها.
وفي بروكسل، اكد المفوض الاوروبي للمساعدة الانسانية خريستوس ستيليانيدس ان قصف النظام السوري حرم مئات آلاف المدنيين المحاصرين في شرق حلب من المواد الغذائية والخدمات الطبية. وندد بـ"انتهاكات مرفوضة للقانون الانساني الدولي يمكن ان ترقى الى جرائم حرب"، داعيا الى وقف الضربات الجوية للسماح بتوزيع المساعدات واجلاء المدنيين الجرحى.
وتقول موسكو التي بدأت قبل اكثر من عام حملة عسكرية في سوريا لدعم النظام انها لا تشارك في الهجوم الحالي على حلب وتركز ضرباتها على المعارضة والمسلحين في ادلب المجاورة (شمال غرب) الخاضعة لتحالف من الفصائل المعارضة والمسلحين.
لكن محللين يرون ان النظام وحلفاءه يريدون كسب الوقت لتحقيق تقدم ميداني قبل ان يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل.
دي ميستورا يحذر من كارثة إنسانية بسبب قصف النظام المكثف لشرق حلب
قال إن 200 ألف شخص قد ينزحون منها إلى تركيا
دي ميستورا يحذر من كارثة إنسانية بسبب قصف النظام المكثف لشرق حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة