وسّع الجيش التركي أمس السبت من محاور القتال في شمال سوريا، مع دخول عملية «درع الفرات» يومها الحادي عشر بدخول قوات تركية إلى بلدة الراعي. وعبرت دبابات ومدرعات تركية من مدينة كيليس الحدودية التركية إلى شمال سوريا، بينما قصفت مدافع ميدان «هاوتزر» مواقع لتنظيم داعش الإرهابي، في ثاني توغل لقوات تركية في إطار «درع الفرات»، التي تدعم تركيا فيها عناصر من الجيش السوري الحر، بهدف تطهير حدودها من عناصر «داعش» وكذلك ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية.
قنوات التلفزيون التركية بثت صور دخول دبابات وناقلات جند ومدرعات تابعة للجيش التركي بلدة الراعي، آتية من بلدة ألبايلي التابعة لمدينة كيليس الحدودية. وأثناء عبور الدبابات من ألبايلي قصفت الوحدات المتمركزة على الحدود مواقع تابعة لـ«داعش» بالمدفعية الثقيلة وقذائف العاصفة قرب قرية جوبان باي التركية على الجانب الآخر من الراعي، التي تبادل «داعش» ومقاتلو المعارضة السيطرة عليها خلال الأشهر الأخيرة. وتقع هذه المنطقة على بعد نحو 55 كيلومترا جنوب غربي مدينة جرابلس الحدودية السورية، حيث أطلقت قوات سورية مدعومة من تركيا الأسبوع الماضي عملية «درع الفرات» التي شكلت أول توغل تركي كبير بشمال سوريا منذ بداية الحرب السورية قبل أكثر من خمس سنوات.
من جهة ثانية، سقطت أمس 3 قذائف صاروخية مصدرها الأراضي السورية على قلب مدينة كيليس، وأصابت القذائف، وهي من نوع كاتيوشا، مناطق مختلفة من المدينة الحدودية، وسقطت إحداها في أرض مزروعة بأشجار الزيتون، والثانية قرب مستشفى كيليس الحكومي، بينما سقطت الثالثة على حي كارا بكير. وذكر بيان صادر عن ولاية كيليس أن شخصًا أصيب جراء سقوط القذائف في الساعة 13.15 بالتوقيت المحلي (10.15 تغ) وتم التأكد بأنها أُطلقت من داخل الأراضي السورية من مناطق سيطرة «داعش». ومن جانبها، ذكرت رئاسة الهيئة العامة لأركان الجيش التركي في بيان أن مدفعيتها ردت على مصدر إطلاق القذائف، وأنها حققت إصابات مباشرة قضت على الإرهابيين المتورطين. وكانت كيليس قد شهدت في الآونة الأخيرة سقوط قذائف صاروخية من مواقع سيطرة «داعش» في سوريا، أسفر بعضها عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
على صعيد آخر، أعلنت القوات المسلحة التركية على موقعها الرسمي، أن قوات الأمن ألقت القبض على 1905 أشخاص أرادوا عبور الحدود التركية السورية بطرق غير شرعية. وكانت تركيا قد شنت الغارات الجوية على مواقع «داعش»، يوم أول من أمس الجمعة، موسعة العمليات على طول شريط يمتد لمسافة 90 كيلومترا قرب الحدود التركية، تقول أنقرة إنها تطهره من الجماعات المتشددة وتحميه من توسع جماعات كردية مسلحة. وأعلنت رئاسة الأركان التركية أن مقاتلات ووحدات من سلاح المدفعية التابعة لها، قصفت 12 هدفًا في مناطق مختلفة من مدينة جرابلس بريف محافظة حلب شمال سوريا. وأوضحت، في بيان، أن سلاح المدفعية قصف 9 أهداف «إرهابية» في منطقة غندورة التابعة لريف جرابلس بـ67 رشقة، مؤكدة تحقيقها إصابات مباشرة. كذلك أشار البيان إلى أن مقاتلات تركية دمرت 3 أبنية للتنظيم الإرهابي في غندورة وعرب عزة، بريف جرابلس، وأن الجيش السوري الحر طهر غندورة من الإرهابيين في عملية نفذها بمساندة من قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ولفت البيان إلى أن القوات المسلحة التركية استهدفت 271 هدفا إرهابيا بألف و195 قذيفة منذ بدء «درع الفرات»، وأن سلاح الجو قدم دعما للعملية منذ انطلاقها بنحو 51 طلعة جوية ضد 41 هدفا إرهابيا.
في الوقت نفسه، استأنفت السلطات التركية، الجمعة، بناء جدار إسمنتي على الحدود مع سوريا في بلدة كركميش، المقابلة لجرابلس على الجانب التركي من الحدود، والتابعة لمحافظة غازي عنتاب، وذلك بهدف مكافحة الإرهاب ومنع عمليات التسلل إلى أراضيها من الجانب السوري، في أعقاب تطهير المنطقة من الألغام التي زرعها إرهابيو «داعش». وتقوم آليات بتثبيت الكتل الإسمنتية التي يبلغ طول الواحدة منها مترين ونصف المتر، بارتفاع 3.6 متر، وبوزن 8 أطنان، وسيجري تزويد الجدار بنظام كاميرات وإضاءة. وكانت أعمال بناء الجدار الإسمنتي بدأت في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2015، لكنها تعرقلت في الفترة الماضية جراء الألغام التي زرعها «داعش»، على طول الحدود بين الجانبين التركي والسوري، فضلاً عن الهجمات الإرهابية التي نفذها التنظيم في تركيا.
تركيا توسع محاور القتال في شمال سوريا وتدخل بلدة الراعي
سقوط 3 قذائف على كيليس واستئناف بناء الجدار الإسمنتي بمواجهة جرابلس
تركيا توسع محاور القتال في شمال سوريا وتدخل بلدة الراعي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة