واشنطن تندد باستخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في حلب وبرلين تطالب بممر إنساني

«قوات سوريا الديمقراطية» قالت إنها تشن الهجوم الأخير على داعش في منبج

واشنطن تندد باستخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في حلب وبرلين تطالب بممر إنساني
TT

واشنطن تندد باستخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في حلب وبرلين تطالب بممر إنساني

واشنطن تندد باستخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في حلب وبرلين تطالب بممر إنساني

أعربت الولايات المتحدة عن قلقها حيال الاستخدام المحتمل والمتزايد لأسلحة كيميائية في سوريا، بعد معلومات عن وقوع هجوم الأربعاء في حلب، أسفر عن 4 قتلى وعشرات الجرحى.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيت ترودو: «نستعرض المعلومات التي تفيد باستخدام أسلحة كيميائية في حلب»، مضيفة: «نحن نأخذ هذه المعلومات على محمل الجد. وندين، كما فعلنا في الماضي، أي استخدام للأسلحة الكيميائية».
ولم تؤكد الدبلوماسية الأميركية الهجوم الكيميائي في حلب، إلا أنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة «قلقة جدًا لتزايد مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في الأسابيع الأخيرة».
وأوضحت ترودو أنه في حال تم تأكيد استخدام النظام السوري مجددًا للسلاح الكيميائي، فإن هذا يشكل «انتهاكًا» لقرار مجلس الأمن الدولي.
وفي الثالث من الشهر الحالي، أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن قلقها بشأن أنباء عن هجوم بغاز الكلور، قرب مدينة حلب في شمال سوريا، التي تشهد اشتباكات عنيفة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن نحو 24 شخصًا عانوا صعوبات في التنفس في مدينة سراقب، على بعد 50 كلم جنوب حلب، بعد هجوم ببراميل متفجرة الثلاثاء.
إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك - فالتر شتاينماير مجددًا بممر إنساني، لإدخال المساعدات إلى المواطنين في حلب تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة «فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج» الألمانية الصادرة الجمعة: «الممر الإنساني لا يمكن أن يخضع لتحكم أحد أطراف النزاع».
يذكر أن المعارك استمرت في حلب أمس الخميس، رغم إعلان روسيا هدنة لمدة 3 ساعات.
وقال شتاينماير: «هدنة الثلاث ساعات يوميًا التي تمت الدعوة إليها من جانب أحادي لا تكفي لتجنب كارثة إنسانية»، مضيفًا أنه لا يمكن إغاثة المواطنين في حلب بسرعة، إلا إذا تم وقف إطلاق النار والسماح لرجال الإغاثة بدخول المنطقة دون خطر على حياتهم.
وذكر شتاينماير أنه أوضح لنظيره الروسي سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية، أن روسيا بصفتها داعمًا لنظام الأسد، تتحمل مسؤولية كبيرة على نحو خاص فيما يتعلق بمسألة الهدنة أو الممر الإنساني.
تجدر الإشارة إلى أن مئات الآلاف من المدنيين محاصرون في حلب ومنقطعة عنهم إمدادات الطعام ومياه الشرب.
وفي سياق متصل، قال تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» الذي تدعمه الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم داعش قرب الحدود التركية في شمال سوريا اليوم (الجمعة)، إنه يشن هجومًا أخيرًا، لطرد من تبقى من عناصر التنظيم المتشدد من مدينة منبج.
وقال شرفان درويش، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من مقاتلين عرب وأكراد، إن هذه هي العملية الأخيرة والهجوم الأخير.
وقبل أيام قالت «قوات سوريا الديمقراطية» التي يدعمها التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة بغارات جوية، إنها أوشكت على السيطرة بالكامل على منبج، التي يتبقى بها عدد صغير من مقاتلي «داعش».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».