منتخبات «يورو 2016»: المنتخب السويسري لم يعد صيدًا سهلاً

الحلقة الثالثة

منتخبات «يورو 2016»: المنتخب السويسري لم يعد صيدًا سهلاً
TT

منتخبات «يورو 2016»: المنتخب السويسري لم يعد صيدًا سهلاً

منتخبات «يورو 2016»: المنتخب السويسري لم يعد صيدًا سهلاً

قبل سنوات قليلة، كانت سويسرا في عداد القوى الكروية المتواضعة على ساحة كرة القدم الدولية، ولكن انتشار اللاعبين السويسريين في بطولات الدوري المحلية الكبيرة بأوروبا ضمن للكرة السويسرية اكتساب مزيد من الخبرة ومنح دفعة هائلة للمنتخب السويسري الذي أصبح الآن من المرشحين بقوة دائمًا للحضور في البطولات الكبيرة.
وحذر المدرب فلاديمير بيتكوفيتش (المولود في البوسنة) المدير الفني للمنتخب السويسري من الاستهانة بفريقه قائلا: «لم نعد المنتخب السويسري المتواضع».
ويستشهد بيتكوفيتش على وجهة نظره بأن هذا الجيل من اللاعبين الموجودين في المنتخب السويسري الحالي يضم كثيرًا من العناصر الفائزة مع المنتخب السويسري بلقب كأس العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في 2009.
وقال بيتكوفيتش، لدى توليه مسؤولية تدريب الفريق خلفا للألماني أوتمار هيتزفيلد عقب مشاركة الفريق في كأس العالم 2014 بالبرازيل: «هذا الفريق له مستقبل ساطع».
وشارك المنتخب السويسري في آخر ثلاث نسخ أقيمت من بطولات كأس العالم كما ستكون مشاركته في بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) هي السادسة له في آخر سبع بطولات كبيرة (كأس العالم وكأس أوروبا).
ومنذ يورو 2004، لم يغب المنتخب السويسري عن البطولة الأوروبية إلا في نسختها الماضية عام 2012.
وكان المنتخب السويسري قاب قوسين أو أدنى من تفجير أكبر مفاجأة في دور الستة عشر بمونديال 2014 في البرازيل، حيث كاد يطيح بنظيره الأرجنتيني بقيادة النجم الشهير ليونيل ميسي من البطولة، ولكن ميسي ورفاقه تغلبوا على المنتخب السويسري بهدف نظيف في الوقت الإضافي للمباراة.
وقدم المنتخب السويسري مسيرة رائعة في التصفيات المؤهلة ليورو 2016 حيث خسر مرتين أمام المنتخب الإنجليزي الذي كان الوحيد الذي حقق الفوز في جميع المباريات العشر التي خاضها بهذه التصفيات، ولكن المنتخب السويسري كان قادرا على إنهاء مسيرته في التصفيات بالمركز الثاني في هذه المجموعة ليحجز مكانه مباشرة في النهائيات متفوقًا على نظيره السلوفيني الذي خاض الملحق الفاصل.
ورغم وجود مقري الاتحادين الأوروبي (يويفا) والدولي (فيفا) للعبة في سويسرا وتمتع الرئيسان السابق جوزيف بلاتر والحالي جياني إنفانتينو للفيفا بالجنسية السويسرية، لم يسبق للمنتخب السويسري أن اجتاز دور المجموعات في مشاركاته الثلاث السابقة بالبطولة الأوروبية.
ويتطلع المنتخب السويسري إلى تغيير هذه الحقيقة من خلال يورو 2016 التي تشهد مشاركة 24 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة مقابل 16 منتخبا في النسخ الماضية.
ولكن مهمة المنتخب السويسري لن تكون سهلة، حيث يخوض البطولة ضمن المجموعة الأولى التي تضم معه المنتخب الفرنسي صاحب الأرض والمنتخبين الروماني والألباني الراغبين في تفجير مفاجأة.
ورغم تمتع المنتخب السويسري بخط وسط رائع ودفاع صلد يمكن الاعتماد عليه بقيادة ستيفان ليشتشتاينر، يفتقد الفريق وجود مهاجم قناص يمكنه ترجمة فرص الفريق إلى أهداف.
ولكن الفريق ما زال متمسكًا بالأمل في أن يجد ضالته هذه المرة في المهاجم الشاب بريل إمبولو (19 عاما) نجم بازل.
وحتى يحدث هذا، يعتمد الفريق بشكل كبير في الهجوم على سرعة نجم الوسط شيردان شاكيري (24 عاما) نجم ستوك سيتي الإنجليزي، الذي يمثل نموذجا جيدا لبرامج التدريب الجيدة التي يطبقها الاتحاد السويسري للعبة على اللاعبين الناشئين والشبان، والتي أفرزت كثيرًا من اللاعبين المتميزين في السنوات القليلة الماضية.
ومثلما هو الحال بالنسبة لشاكيري المولود في كوسوفو، ينتمي عدد من لاعبي سويسرا الشبان لأصول غير سويسرية.
نجم الفريق:
مثلما هو الحال بالنسبة لكثير من اللاعبين الذين نزحت عائلاتهم من منطقة البلقان، ترعرع شيردان شاكيري في قطاع الناشئين والشباب بنادي بازل السويسري. ورغم قصر قامته (69.‏1 متر)، يتمتع شاكيري بالسرعة والقوة في الأداء مما جعله أملا لكثيرين من عشاق المنتخب السويسري.
وذكرت صحيفة «بليك» السويسرية، بعد الأهداف الثلاثة (هاتريك) التي أحرزها شاكيري للمنتخب السويسري في مرمى هندوراس بمونديال 2014 في البرازيل: «لدينا ميسي الخاص بنا».
وبعد فوزه بالثلاثية التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) مع بايرن ميونيخ في 2013، انتقل شاكيري إلى إنتر ميلان الإيطالي قبل أن يصبح في الموسم الحالي أبرز نجوم فريقه الجديد ستوك سيتي الإنجليزي.

المدير الفني:
بعد توليه تدريب ستة أندية سويسرية مختلفة، تولى فلاديمير بيتكوفيتش (52 عاما) مسؤولية المنتخب السويسري الذي يعتبره كمنتخب بلده الأم حيث قال بيتكوفيتش: «سويسرا وطني الأول».
ويأمل بيتكوفيتش في قيادة المنتخب السويسري إلى التقدم خطوة جديدة على طريق تطوير المستوى، وكذلك تحسين سجل الفريق خلال مسيرته في يورو 2016 بفرنسا.

مباريات الفريق بالدور الأول للبطولة:
يستهل المنتخب السويسري مسيرته في يورو 2016 بمواجهة نظيره الألباني في 11 يونيو (حزيران) المقبل ثم يلتقي نظيريه الروماني والفرنسي بمدينتي مارسيليا وليون على الترتيب في 15 و19 من الشهر نفسه.

إنجازات الفريق السابقة:
بلوغ دور الثمانية في بطولات كأس العالم 1934 و1938 و1954. وشارك الفريق في نهائيات كأس أوروبا أعوام 1996 و2004 و2008 لكنه خرج من الدور الأول في كل منها.

هل تعلم:
المنتخب السويسري كان الفريق الوحيد الذي تغلب على نظيره الإسباني في إحدى البطولات الكبيرة التي خاضها الماتادور الإسباني في الفترة من 2008 إلى 2012 وكان ذلك في بداية مشوار الفريق بكأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».