قد لا تكون رحلات السفاري أول أمر يخطر ببال السياح عند التفكير في نيجيريا، أكبر دولة منتجة للنفط في القارة الأفريقية، غير أن متنزه يانكاري الوطني في شمال شرقي البلاد وضع تحديا بتعريف الزوار بأسوده وفيلته وينابيع المياه الساخنة التابعة له.
ويقول محمد عبد الله أبو بكر حاكم منطقة باوشي، حيث تقع المحمية في تغريدة عبر «تويتر»: «السفر إلى لندن أو دبي أو أميركا بات مكلفا للغاية. تعالوا إذن لقضاء إجازة في يانكاري».
أبو بكر، الذي يصف نفسه بأنه «مدير التسويق» في منطقة باوشي، التي استهدفتها هجمات لجماعات «بوكو حرام»، يقول: «نحتاج إلى تنويع مصادر دخلنا والسياحة لا تزال مجالا غير مستغل بالنسبة إلينا».
وقد شهدت إيرادات نيجيريا، الدولة الأفريقية العملاقة، تراجعا كبيرا مع تدهور أسعار النفط على الأسواق العالمية، وباتت ترى في السياحة مصدر دخل ماليًا جديدًا للبلاد.
وتستحوذ رحلات السفاري على 80 في المائة من الرحلات إلى أفريقيا، وهي تدر إيرادات بقيمة 36 مليار دولار، وفق تقرير أصدره البنك الأفريقي للتنمية في أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
ومع ما يقرب من 300 فيل وأعداد كبيرة من الطيور وينابيع للمياه الساخنة بحرارة ثابتة عند 31 درجة طوال السنة، يأمل متنزه يانكاري في جذب أصحاب الرساميل على المدى الطويل، وضخ الأموال في الخزينة العامة في ظل التدهور المطرد في سعر العملة النيجيرية (النايرا).
ويقول أبو بكر: «(باوشي) تعتبر السر المخفي في أفريقيا. أرى في يانكاري قطعة من الجنة».
إلا أن سنوات من سوء الإدارة تركت هذه المحمية البالغة مساحتها 2250 كيلومترا مربعا من دون بنى تحتية ولا سياح.
ويتعين بالتالي إعادة تجهيز الموقع بالكامل. وثمة ورشتان كبيرتان حاليا لتطوير شبكة الطرقات للسماح بمراقبة الثروة الحيوانية على غرار المحميات الكينية، إضافة إلى إنشاء شبكة للكهرباء في المحمية الرئيسية.
وبحسب هابو مامان، المدير الوحيد للمحمية، ثمة تقدم ملحوظ منذ أصبح أبو بكر حاكما للمنطقة بعدما عمل مستشارًا قضائيًا في يانكاري في الثمانينات.
ويقول مامان: «الحاكم يعلم أنه في حال كانت الأوضاع في يانكاري جيدة، هذا قد يشكل مصدر إيرادات كبيرة»، مضيفًا: «أكثرية الحكام السابقين كانوا مهتمين أكثر بطرق تعبئة جيوبهم. إلا أن (أبو بكر) يبحث عن طريقة جدية لوضع يانكاري على خريطة العالم».
وأطلق محمد بخاري، الذي انتخب رئيسا لنيجيريا سنة 2015 عملية واسعة لمكافحة الفساد المستشري في هذا البلد، الذي يعتبر القوة الاقتصادية الأولى في أفريقيا. كما أن الأمن يمثل تحديا كبيرا لنيجيريا، الساعية إلى جذب السياح والعملات الأجنبية.
وتعتبر السلطات أن مجموعة «بوكو حرام» المسؤولة عن مقتل أكثر من 17 ألف قتيل خلال ست سنوات، قد هزمت «تقنيا». إلا أن المجموعة لا تزال تشن هجمات متفرقة في أنحاء مختلفة من البلاد.
ولم تستهدف محمية يانكاري، المعزولة عن باقي أنحاء البلاد والمصانة من أنشطة الصيد غير الشرعي، من جانب مقاتلي «بوكو حرام». وفي هذا الموقع تهيم الحيوانات بحرية مطلقة ويتعين على الزوار التحلي بالصبر لمصادفة فيل أو أسد.
ويطلق المرشد هارونا دودانغو فلسفته الخاصة قائلا: «السفاري لعبة حظ وصدفة».
وفي سبعينات القرن الماضي، عرفت يانكاري نجاحًا ملحوظًا، إذ كانت تجذب ما يقرب من 20 ألف زائر سنويا بأكثريتهم من المهاجرين الذين كانوا يتوجهون للاستفادة من المياه الساخنة أو استكشاف الكهوف الخمسين الصغيرة المحفورة داخل غابة كثيفة تنتشر فيها قرود البابون.
محمية «يانكاري» بنيجيريا تسعى لجذب السياح لزيارتها
بعيدًا عن أجواء العنف
محمية «يانكاري» بنيجيريا تسعى لجذب السياح لزيارتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة