الأكراد يعلنون فدراليتهم.. والمعارضة ترفضها وتؤكد «أنها تصادر إرادة الشعب السوري»

الائتلاف السوري: تحديد شكل الدولة ليس من اختصاص فصيل بمفرده

الأكراد يعلنون فدراليتهم.. والمعارضة ترفضها وتؤكد «أنها تصادر إرادة الشعب السوري»
TT

الأكراد يعلنون فدراليتهم.. والمعارضة ترفضها وتؤكد «أنها تصادر إرادة الشعب السوري»

الأكراد يعلنون فدراليتهم.. والمعارضة ترفضها وتؤكد «أنها تصادر إرادة الشعب السوري»

تصاعدت الأصوات الرافضة والمنددة، اليوم (الخميس)، من جميع الأطراف السورية ضدّ إعلان الأكراد النظام الفدرالي في شمال البلاد.
فقد أكّد الائتلاف السوري المعارض رفضه للنظام الفدرالي الكردي الذي أعلن عنه اليوم، محذرا من تشكيل "كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري. مؤكدًا في بيان "لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري".
وحذر الائتلاف "من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري". مشددا على أنّ "تحديد شكل الدولة السورية، سواءً أكانت مركزية أو فدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده"، بل سيتم ذلك "بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد". مشيرًا إلى أن "إزالة الظلم الذي أصاب أي فرد أو جماعة في ظل حكم عائلة الأسد، لا يتم من خلال تنفيذ مشاريع منفردة أو استباقية، بل بدعم خيار الحل السياسي الرامي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تفتح الباب لبناء المستقبل من قبل جميع السوريين". كما أكّد الائتلاف أنّه لن يقبل أي مشروع يقع خارج هذا السياق، ويصر على وحدة سوريا أرضاً وشعباً.
وكان الأكراد قد أعلنوا اليوم، النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد خلال اجتماع عقد في مدينة رميلان في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفق ما قال مسؤولان كرديان لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأكّد سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، للوكالة ""تم اقرار النظام الفدرالي في روج آفا - شمال سوريا"، مشيرًا إلى أنّه "تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك".
من جانبه، رحب الدار خليل عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديمقراطي الكردية في حديث للصحافة الفرنسية بهذه الخطوة قائلا، "نبارك مشروع النظام الفدرالي روج آفا - شمال سوريا".
والمناطق المعنية في النظام الفدرالي هي المقاطعات الكردية الثلاث كوباني (ريف حلب الشمالي) وعفرين (ريف حلب الغربي) والجزيرة (الحسكة)، بالاضافة إلى تلك التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية أخيرًا، خصوصا في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال).
من جهة أخرى، قال مسؤول كبير، إنّ تركيا تعارض اقامة أي كيانات جديدة في سوريا ولا يمكن اتخاذ خطوات منفردة على "أسس عرقية".
وتصاعد نفوذ الاكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وبعد انسحاب قوات النظام تدريجيا من هذه المناطق، أعلن الاكراد اقامة ادارة ذاتية مؤقتة في المقاطعات الثلاث اطلق عليها "روج آفا" اي غرب كردستان.
ويشارك في اجتماع الرميلان اكثر من 150 ممثلا عن شمال سوريا، فبالاضافة إلى الاحزاب الكردية الاساسية هناك ممثلون عن عشائر عربية وسريان وآشوريين وتركمان وأرمن.
وعلى الرغم من دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية، التي أثبتت أنّها الأكثر فعالية في قتال تنظيم "داعش"، فقد أعلنت واشنطن أمس، أنّها لن تعترف بهذه الفيدرالية قائلة "لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر للصحافيين "كنا واضحين جدا لجهة أننا لن نعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سوريا".
وأضاف "هذا أمر ينبغي ان تتم مناقشته والموافقة عليه من جميع الأطراف المعنية في جنيف ثم من الشعب السوري نفسه"؛ في إشارة الى مفاوضات السلام الجارية في سويسرا بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريين برعاية الأمم المتحدة.
وعقد أكثر من 150 ممثلا لأحزاب كردية سورية اليوم اجتماعا في رميلان في ريف الحسكة في شمال شرقي سوريا، على أن يستكمل الخميس، وبحثوا في اعلان نظام فدرالي في مناطق سيطرتهم ضمن رؤية كاملة لاعتماد الفدرالية في كامل سوريا مستقبلا.
وكانت واشنطن قد دعمت أكراد سوريا في قتالهم ضد تنظيم "داعش" في مناطقهم، لكن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أمس، أنها لن تقبل بتفكيك سوريا، وأن أي نموذج للفيدرالية ينبغي أن يستند إلى محادثات جنيف.
ولم تدع الأحزاب الكردية إلى المشاركة في مفاوضات جنيف.
ورغم الخلافات الكبيرة بين وفدي الحكومة والمعارضة في جنيف، فانهما يجمعان على رفض الفدرالية.
وتخشى تركيا أيضا اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها، خوفا من أي يؤدي ذلك إلى تشجيع النزعات الإنفصالية للأكراد داخل حدودها.
ولم يدع الاكراد الى مفاوضات جنيف بجولتيها الاولى والثانية رغم مطالبة روسيا بضرورة اشراك حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الابرز في سوريا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.