بريطانيا تشن غاراتها الأولى على معاقل تنظيم «داعش» في سوريا

بعد ساعات قليلة من إعطاء البرلمان الضوء الأخضر

بريطانيا تشن غاراتها الأولى على معاقل تنظيم «داعش» في سوريا
TT

بريطانيا تشن غاراتها الأولى على معاقل تنظيم «داعش» في سوريا

بريطانيا تشن غاراتها الأولى على معاقل تنظيم «داعش» في سوريا

انضمت بريطانيا الى حملة الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا بشنها صباح اليوم (الخميس) اولى غاراتها على مواقع للمتطرفين، بعد ساعات قليلة على اعطاء البرلمان الضوء الاخضر.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرات تورنيدو تابعة لسلاح الجو الملكي "قامت باول عملية هجومية فوق سوريا شنت فيها ضربات".
وأوضح متحدث باسم الوزارة ان الغارة استهدفت "منشأة نفطية في سوريا على مسافة حوالى 50 كلم من الحدود العراقية".
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون اليوم، ان بلاده سترسل ثماني طائرات حربية أخرى الى قاعدتها في قبرص للمشاركة في ضربات جوية تستهدف تنظيم "داعش" في سوريا.
وقال فالون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نضاعف اليوم قوة الضرب. الطائرات الثماني الاضافية الجاري ارسالها الى أكروتيري تحلق في الاجواء الآن في طريقها للقاعدة". وأضاف أن الطائرات الثماني هي ست مقاتلات تايفون وطائرتان تورنادو.
واقلعت اربع طائرات مقاتلة قاذفة من طراز تورنيدو خلال الليل من قاعدة اكروتيري في قبرص، حيث تنشر بريطانيا ثماني طائرات من هذا الطراز تورنيدو، وأنهت مهمتها عند الفجر. وبذلك تصبح بريطانيا سادس دولة تقصف مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق معا.
وشن الائتلاف الدولي الذي يضم ستين دولة حوالى 8300 غارة جوية على البلدين نفذت الولايات المتحدة حوالى 80 بالمائة منها. وتمكنت بريطانيا من التحرك سريعا نظرا لوجود طائراتها الحربية في العراق وقيامها أساسا بطلعات استكشاف فوق سوريا.
وكان البرلمان قد صوت قرابة الساعة 22:30 تغ على توسيع الضربات لتشمل سوريا بـ397 صوتا مقابل معارضة 223 صوتا وقد انضم 67 نائبا عماليا الى المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لتأييد الضربات، بحسب تعداد وسائل الاعلام البريطانية.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعقيبا على التصويت، ان النواب اتخذوا "القرار الصحيح من أجل حماية أمن المملكة المتحدة".
كما أثنى الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يقود الائتلاف ضد تنظيم "داعش" على قرار البرلمان البريطاني.
بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن تقديره للهجمات البريطانية الأولى على مواقع داعش في سوريا. وأعلن قصر الإليزيه اليوم إشادة الرئيس بأولى العمليات القتالية.
يشار إلى أن هولاند طالب من أوروبا المزيد من الدعم في مكافحة الإرهاب عقب الهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الشهر الماضي.
وتعتزم الحكومة الألمانية أيضا إرسال ما يصل إلى 1200 جندي لمكافحة داعش في سوريا.
على صعيد متصل، قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم ان طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذت غارات على مناطق نفطية في الجزء الخاضع لسيطرة تنظيم "داعش" في شرق سوريا.
وقال المرصد "نفذت طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي عند منتصف ليل الاربعاء/الخميس عدة غارات على مناطق في محيط حقول الجفرة والتنك والعمر النفطية. ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية حتى الآن".
وحول الضربات، تحدثت الولايات المتحدة اليوم عن ضرورة ايجاد قوات برية سورية أو عربية لدحر تنظيم "داعش"، وقالت ان الضربات الجوية لن تهزم التنظيم المتطرف وحدها.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماع في العاصمة الصربية بلغراد لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا "أعتقد أننا نعلم أنه دون القدرة على ايجاد قوات برية مستعدة للاجهاز على داعش، فلن نتمكن من تحقيق النصر الكامل من الجو". وأوضح أنه يشير الى قوات سورية أو عربية.
وبعد التصويت لصالح الضربات، أكد خبراء ان انضمام بريطانيا الى حملة الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا لن يحقق فارقا كبيرا على الصعيد العملي، وتساءلوا حول فاعلية الغارات من الأساس. فان الضربات البريطانية الاولى استهدفت منشأة نفطية بعد ساعات فقط على تصويت البرلمان، موضحين ان مساهمة البريطانيين الذين كانوا يقومون حتى الآن بمهام استطلاع ومراقبة في المنطقة مع 8% فقط من ضربات التحالف فوق العراق، بحسب تقرير برلماني، تبدو هامشية.
ورأى جان فنسان بريسيه مدير الابحاث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، أن "مساهمتهم ستكون بمستوى ما يمكن للفرنسيين القيام به، علما ان البريطانيين لديهم دفاعات أضعف بكثير".
وحتى الآن كان سلاح الجو الملكي ينشر في قاعدته باكروتيري في قبرص ثماني طائرات تورنيدو وعشر طائرات بدون طيار. وشاركت احدى الطائرات بدون طيار استثنائيا في سوريا في سبتمبر (ايلول) للقضاء على متطرفين بريطانيين اثنين.
وتعزز ذلك الخميس بطائرتي تورنيدو وست مقاتلات تايفون حديثة. وبالتالي فان ذلك سيضاعف القدرة الحالية.
ورأى جاستن برونك المتخصص في الطيران العسكري ان "ذلك لن يحرز فارقا كبيرا عملانيا مقارنة مع قوة الضرب لدى الائتلاف الدولي عموما وسلاح الجو الاميركي خصوصا".
والى جانب طائراتها تعتزم بريطانيا تحقيق فارق عبر صواريخ بريمستون الموجهة بالليزر.
وهذا الصاروخ القادر على بلوغ أهداف صغيرة متحركة مثل دراجة نارية وهي تسير بسرعة مائة كلم في الساعة، يحمل شحنة متفجرة ولا يسبب حطاما كبيرا عند ارتطامه ما يؤدي الى الحد من مخاطر سقوط ضحايا مدنيين. واكد كاميرون "حتى الاميركيين ليس لديهم مثله".
وقال بن باري من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ان "هذا الصاروخ دقيق جدا ولن يؤدي الى منعطف حاسم على الفور. لكنه يعطي المزيد من المرونة للائتلاف وسيتيح ضرب اهداف مهمة على حدة".
وبحسب الحكومة البريطانية فانها أتاحت "استعادة 30% من الاراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش" في العراق. كما ساهمت في تحرير مدينة سنجار عبر دعم القوات الكردية ومنع تنظيم "داعش" من الاستيلاء على نقاط استراتيجية مثل كوباني على الحدود التركية او اربيل في كردستان العراق.
وقال حسن حسن المتخصص في شؤون تنظيم "داعش" في شاتام هاوس في صحيفة "الغارديان" "ان ارسال المزيد من القنابل ليس الحل الصائب"، معبرا عن مخاوفه من ان تساهم في دفع قسم من السكان هناك الى صفوف التنظيمات المتطرفة.
وفيما تستعد الولايات المتحدة لتعزيز استخدام قوات خاصة على الارض، اقر كاميرون بان الضربات البريطانية في سوريا يجب ان تدرج ضمن خطة عمل اكثر شمولية لكي تكون فعالة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».