إسرائيل تحظر مجموعة فلسطينية على خلفية اشتباكات الحرم القدسي

إسرائيل تحظر مجموعة فلسطينية على خلفية اشتباكات الحرم القدسي
TT

إسرائيل تحظر مجموعة فلسطينية على خلفية اشتباكات الحرم القدسي

إسرائيل تحظر مجموعة فلسطينية على خلفية اشتباكات الحرم القدسي

حظرت اسرائيل اليوم (الثلاثاء) مجموعة تقول انها لعبت دورا محوريا في اذكاء العنف حول الحرم القدسي في موجة الاشتباكات التي بدأت قبل سبعة أسابيع.
ورافق القرار الذي اتخذته الحكومة الاسرائيلية المصغرة المعنية بالامن، مداهمات للشرطة لمكاتب الفرع الشمالي للمجموعة، وكان ذلك من أقوى التحركات ضد الفلسطينيين العرب في اسرائيل منذ سنوات.
ويحظر الوضع القائم على غير المسلمين الصلاة في حرم المسجد الاقصى وتقول اسرائيل انها لن تغير ذلك. لكن تزايد زيارات الناشطين اليهود والمتشددين دينيا خلال السنوات القليلة الماضية للمجمع زاد من قلق الفلسطينيين.
ومنذ الاول من أكتوبر (تشرين الاول) قتل 14 اسرائيليا في هجمات فلسطينية. كما قتل 78 فلسطينيا على الاقل وقالت الشرطة الاسرائيلية ان من بينهم 47 مهاجما قتلوا على أيدي قوات الامن في مواقع الهجمات كما قتل كثيرون آخرون في احتجاجات اتسمت بالعنف في الضفة الغربية المحتلة وقرب حدود غزة.
وقال زعيم الحركة الاسلامية رائد صلاح انها ستتخذ إجراء قانونيا ضد الحظر الاسرائيلي. مضيفا "كل هذه الاجراءات التي قامت بها المؤسسة الاسرائيلية هي اجراءات ظالمة ومرفوضة... ستبقى الحركة قائمة ودائمة برسالتها تنتصر لكل الثوابت التي قامت لاجلها وفي مقدمتها القدس والاقصى المباركان". وأضاف "يشرفني أن أبقى رئيسا للحركة انتصر لاسمها وانتصر لكل ثوابتها وفي مقدمتها القدس والمسجد الاقصى المباركان وأسعى بكل الوسائل المشروعة المحلية والدولية لرفع هذا الظلم الصارخ عنها".
وقالت متحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية انه تم استدعاء صلاح الى مقر الشرطة لاخطاره رسميا بأمر الحظر لكنه ليس قيد الاعتقال.
وصدر حكم على صلاح في اكتوبر بالسجن 11 شهرا لادانته عام 2013 بالتحريض على أعمال عنف بشأن تعليقات أدلى بها عام 2007. ولم يبدأ تنفيذ الحكم بعد.
يذكر ان الحركة الاسلامية في اسرائيل نشأت على يد مؤسسها الشيخ عبد الله نمر درويش من مدينة كفر قاسم بالقرب من تل ابيب في اواخر السبعينات، وتستمد فكرها من فكر الاخوان المسلمين.
في 1979، تأسس تيار ديني من وحي هذه الدعوة سمي "التائبين". وأسس اعضاء هذا التيار منظمة سرية شبه عسكرية باسم "أسرة الجهاد" دعت إلى تحرير فلسطين بالجهاد المسلح وإعلان حرب اقتصادية على اسرائيل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».