لندن: جرائم الكراهية ضد المسلمين تعادل انتهاكات ضد السامية

كاميرون: أرغب في بناء تحالف وطني لمكافحة التطرف في بريطانيا

ديفيد كاميرون خلال لقائه أمس مع ممثلي الجاليات الإسلامية بالمملكة في ندوة جديدة حول سبل مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)
ديفيد كاميرون خلال لقائه أمس مع ممثلي الجاليات الإسلامية بالمملكة في ندوة جديدة حول سبل مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)
TT

لندن: جرائم الكراهية ضد المسلمين تعادل انتهاكات ضد السامية

ديفيد كاميرون خلال لقائه أمس مع ممثلي الجاليات الإسلامية بالمملكة في ندوة جديدة حول سبل مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)
ديفيد كاميرون خلال لقائه أمس مع ممثلي الجاليات الإسلامية بالمملكة في ندوة جديدة حول سبل مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن جرائم الكراهية ضد المسلمين سيتم تصنيفها إلى فئة مميزة لأول مرة في تاريخ بريطانيا. وأوردت المصادر البريطانية أن تلك الخطوة تجعل جرائم «الإسلاموفوبيا» في نفس مستوى الهجوم على «السامية» لاستهداف اليهود بالمملكة المتحدة، ويساعد ذلك الإجراء على تقييم حجم العداء تجاه المسلمين ومن ثم معالجتها. كما وعد كاميرون أيضًا بتخصيص ميزانية جديدة لتعزيز الأمن حول المنشآت الدينية، ويأتي ذلك الإجراء قبل اجتماعه أمس مع ممثلي الجاليات الإسلامية بالمملكة في ندوة جديدة حول سبل مواجهة الإرهاب.
وأظهرت البيانات الرسمية أمس أن بريطانيا شهدت تصاعدا حادا في أعداد جرائم الكراهية التي سجلتها الشرطة العام الماضي وأن الغالبية العظمى يحركها العرق.
ووقع في بريطانيا 52528 جريمة كراهية خلال عام انتهى في مارس (آذار) في ارتفاع نسبته 18 في المائة عن العام السابق على ذلك، وأرجعت وزارة الداخلية البريطانية هذا إلى زيادة أعداد الضحايا الذين يبلغون بتعرضهم للهجوم وتحسن قدرة الشرطة على رصد هذه الحوادث.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن هذا التصاعد غير مقبول، وقالت كارين برادلي الوزيرة المكلفة بمكافحة التمييز والاستغلال إن السلطات ستضع خطة عمل جديدة لوقف هذه الجرائم.
وشهدت كل أنواع جرائم الكراهية زيادة ملحوظة، لكن الزيادة الأكبر كانت في الجرائم التي يحركها الدين والتي زادت بنسبة 43 في المائة عن العام السابق. وأوضح كاميرون أنه يرغب في «بناء تحالف وطني للتحدي والتحدث علنًا ضد التطرف».
وطبقا للخطة الجديدة فإن قوات الشرطة في إنجلترا وويلز ستتبع وتسجل جرائم الكراهية ضد المسلمين وتنشرهم بشكل منفصل اعتبارا من العام المقبل.
وقال كاميرون الذي يستضيف افتتاح اجتماع لمنتدى التواصل المجتمعي لبحث سبل مكافحة التطرف في بيان: «أود أن يعرف مسلمو بريطانيا أننا سنساندهم ضد من ينشرون الكراهية ونرد على من يقول إن المسلمين لا يشعرون أنهم بريطانيون. أود أن تتحرك الشرطة أكثر ضد من يضطهدون الآخر بسبب الدين».
وقال كاميرون صباح أمس: «ارتفاع جرائم الكراهية أمر غير مقبول.. حكومتي لأمة واحدة ستنهي التمييز وتكمل الكفاح من أجل مساواة حقيقية في بريطانيا».
وأضاف أن «هذا من شأنه أن يساعد على قياس حجم المشكلة وتمكين الشرطة من تخصيص موارد إضافية في المناطق المعرضة للخطر، بما في ذلك المدارس أو المساجد».
وقال زعيم حزب المحافظين في بيان لرئاسة الوزراء: «كما قلت الأسبوع الماضي، أنا أريد هذه الحكومة أن تكون جريئة في تحقيق الإصلاح الاجتماعي كما نجحنا في الإصلاح الاقتصادي، والمشكلة الاجتماعية الكبيرة التي نحن بحاجة إلى مواجهتها لإعادة بناء بريطانيا هي التطرف».
وأضاف: «لدينا جميعا دور في مواجهة التطرف.. لهذا السبب دعوت شخصيات إسلامية وغير إسلامية مهمة للانضمام إلى منتدى اجتماعي جديد حتى أتمكن من الاستماع مباشرة منهم عن عملهم في مجتمعاتنا، والتحديات التي يواجهونها حتى يتمكنوا من أن يصبحوا جزءا من استراتيجيتنا كأمة واحدة لدحر هذا التطرف».
وتابع كاميرون: «أريد بناء تحالف وطني للتحدي والتحدث علنا ضد المتطرفين والسموم التي يروجونها، أريد من مسلمي بريطانيا أن يعلموا أننا ندعمهم للوقوف ضد أولئك الذين ينشرون الكراهية ومواجهة الأكاذيب التي تنتشر بأن المسلمين لا يشعرون بأنهم بريطانيون.. أريد من الشرطة اتخاذ مزيد من الإجراءات ضد أولئك الذين يضطهدون الآخرين ببساطة بسبب دينهم».
ومن جانبها، قالت وزير الداخلية البريطانية تريزا ماي: «لا مكان لجرائم الكراهية في بريطانيا.. وأنا عاقدة العزم على تحقيق المزيد من التقدم للتأكد من أننا يمكننا القضاء على هذا العمل المؤسف». وأضافت: «العمل مع الشرطة لتحليل بيانات جرائم الكراهية التي ترتكز على الدين ستساعد القوات في بناء الثقة في المجتمع، واستهداف مواردهم وتمكين الجمهور من محاسبتهم».
ومن المنتظر أن تنشر الحكومة استراتجيتها لمكافحة التطرف في وقت لاحق هذا الشهر، حيث تشمل مجموعة من الإجراءات لهزيمة جميع أنواع التطرف».
ومن المقرر أن يدلي رئيس الوزراء البريطاني بالإعلان في أول اجتماع لمنتدى إشراك المجتمع المحلي الجديد - الذي ينعقد لمناقشة استراتيجية الحكومة لمكافحة الإرهاب - في وقت لاحق من الشهر الحالي. وكذلك سوف يعلن ديفيد كاميرون عن تمويل إضافي لتعزيز الأمن في المنشآت الدينية، بما فيها المساجد.
وفي الوقت الحاضر، يعتبر مشروع «تيل ماما» – الذي أقيم في عام 2012 – هو أفضل مصدر غير رسمي لإحصاءات جرائم الكراهية المعادية للمسلمين، رغم أن شرطة العاصمة تجمع الأرقام أيضا.
وفي عام 2013، أظهر 14 إحصاء تابعا للشرطة زيادة معدل جرائم الكراهية الدينية بنسبة 45 في المائة، وارتفاع معدل جرائم الكراهية العِرقية بنسبة 4 في المائة، ومن المتوقع أن تكون المعدلات ارتفعت أكثر من ذلك في الآونة الأخيرة. ومن شأن إنشاء فئة منفصلة أن تمكن قوات الشرطة والمدعين العامين والسلطات والمجتمعات المحلية من إدراك مدى شيوع جرائم الكراهية المعادية للمسلمين بشكل أفضل، وكذلك تخصيص الموارد وفقا لذلك. ومن المرتقب أن تعطي الإحصاءات أول صورة دقيقة لمدى جرائم الكراهية المعادية للمسلمين في إنجلترا وويلز.
ويعد منتدى إشراك المجتمع المحلي هو أحدث خطوة في سلسلة طويلة من الجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية للوصول إلى الشخصيات الرئيسية في المجتمع الإسلامي.



زيلينسكي يتخلى عن طموح عضوية «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يتخلى عن طموح عضوية «الناتو»

المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)
المستشار الألماني فريدريش ميرتس مرحباً بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب في برلين الأحد (إ.ب.أ)

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، تخلي بلاده عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات أمنية غربية باعتبارها حلاً وسطاً لإنهاء الحرب مع روسيا. وتُمثّل هذه الخطوة تحولاً كبيراً لأوكرانيا التي ناضلت من أجل الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية.

وجاءت تصريحات زيلينسكي قبيل جولة حوار رفيعة المستوى يشارك فيها مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومسؤولين أوروبيين في العاصمة الألمانية برلين.

وأكد الرئيس الأوكراني استعداده لـ«الحوار» في المحادثات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين بلاده وروسيا. وقال زيلينسكي أيضاً إنه يأمل في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة تجميد خطوط القتال على الجبهة في أوكرانيا.


ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
TT

ويتكوف يؤكد إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات مع أوكرانيا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يصافح المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف في حضور مستشار ألمانيا فريدريش ميرتس قبل اجتماعهم في برلين (غيدو بيرغمان - مكتب المعلومات الحكومي الفيدرالي الألماني)

أكد المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، يوم الأحد، إحراز «تقدم كبير» خلال المحادثات في برلين مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهادفة لإيجاد حل دبلوماسي للحرب مع روسيا.

واستمر الاجتماع بين الرئيس الأوكراني والمبعوث الأميركي وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب، لأكثر من خمس ساعات وتضمن «مناقشات معمقة حول خطة السلام المكونة من 20 نقطة والبرامج الاقتصادية وغيرها»، وفق ما قال ويتكوف عبر منصة «إكس»، مضيفاً أن اجتماعاً آخر سيعقد صباح الاثنين.

وقاد ويتكوف مفاوضات مع أوكرانيا وروسيا بشأن مقترح أميركي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ويُبرز اختيار إرسال ويتكوف تزايد حاجة واشنطن الملحة لسد الخلافات المتبقية مع كييف حول بنود خطة إنهاء الحرب.

ومع استمرار تبادل الهجمات بين الطرفين وسقوط مزيد من الضحايا، أبدى ترمب انزعاجاً واضحاً بشأن عدم إحراز تقدم في المحادثات المرتبطة بخطته لحل النزاع الذي اندلع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير (شباط) 2022، وأسفر عن مقتل وإصابة مئات الآلاف.

وأكد زيلينسكي، في وقت سابق، أنّ واشنطن تطلب انسحاب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تُسيطر عليه من إقليم دونيتسك في شرق أوكرانيا، الذي من المفترض أن يُصبح «منطقة اقتصاد حر» منزوعة السلاح، من دون المطالبة بالأمر ذاته من القوات الروسية التي تحتل مناطق أوكرانية.

وفي مقابل ذلك، تنص خطة ترمب على انسحاب الجيش الروسي من مساحات صغيرة غزاها في مناطق سومي وخاركيف ودنيبروبيتروفسك (شمال وشمال شرقي ووسط شرق)، مع احتفاظه بالسيطرة على أراضٍ أكبر في خيرسون وزابوريجيا (جنوب).


روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
TT

روسيا تصنف «دويتشه فيله» الألمانية «منظمة غير مرغوب فيها»

شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)
شعار هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) كما يظهر على مقرها الرئيسي في برلين (د.ب.أ)

أعلنت روسيا تصنيف هيئة البث الخارجية الألمانية (دويتشه فيله) «منظمة غير مرغوب فيها».

وقال فاسيلي بيسكاريوف، النائب في البرلمان الروسي (دوما) عن الحزب الحاكم «روسيا الموحدة»، إن النيابة العامة الروسية اتبعت توصية مجلس «الدوما» باعتبار وسيلة الإعلام الألمانية «رائدة للدعاية المعادية لروسيا». ولم تصدر في البداية أي إفادة من النيابة العامة نفسها.

وانتقدت باربارا ماسينغ، مديرة مؤسسة «دويتشه فيله»، تشديد القضاء الروسي إجراءاته ضد «وسائل الإعلام الحرة»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ونقل بيان للمحطة عن ماسينغ قولها إن مؤسستها لن تسمح بترهيبها «من خلال محاولات إسكات وسائل الإعلام الحرة»، وأضافت: «رغم الرقابة وحجب عروضنا من قبل الحكومة الروسية، فإن (دويتشه فيله) تصل اليوم عبر خدمتها باللغة الروسية إلى عدد أكبر من الناس مقارنة بالسابق».

وتابعت: «سنواصل التغطية بشكل مستقل حول الحرب العدوانية على أوكرانيا، وغيرها من القضايا التي لا تكاد تتوافر عنها معلومات داخل روسيا، كي يتمكن الناس من تكوين آرائهم بأنفسهم».

يشار إلى أنه لطالما أعربت السلطات الروسية على مدار سنوات عن انزعاجها من تغطية «دويتشه فيله»، التي سحبت وزارة الخارجية في موسكو اعتماد مكتبها وصحافييها.

ومنذ فبراير (شباط) 2022 فرضت موسكو حظراً على بث القناة وحجبت الموقع الإلكتروني لها، ومنذ مارس (آذار) 2022 تم تصنيف قناة «دويتشه فيله» في روسيا على أنها «عميل أجنبي»، وهو توصيف يطلق على كل من يتلقى تمويلاً من الخارج، بمن فيهم المدونون.

وأشار بيسكاريوف إلى أن أي تعاون مع المحطة الألمانية سيُعد الآن مخالفة قانونية. ويرأس بيسكاريوف لجنة مجلس «الدوما» المعنية بالتحقيق في وقائع تدخل دول أخرى في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي.

وأوضحت ماسينغ أن تصنيف محطتها على أنها «منظمة غير مرغوب فيها» يمثل «تصعيداً إضافياً» للوضع، لافتة النظر إلى أن التعاون مع المحطة بات يعرض من يفعل ذلك لغرامات مالية أو حتى لعقوبات بالسجن، وأردفت: «وهذا يمس على وجه الخصوص الموظفات والموظفين الروس في (دويتشه فيله) بشكل مباشر».

وأضافت أن المؤسسة لم تتلقَّ حتى الآن قراراً رسمياً من النيابة العامة، لكنها تعتمد إجراءات للتحايل على الرقابة حتى تستمر في الوصول إلى الجمهور داخل روسيا.

ولم تقتصر تصنيفات «غير مرغوب فيها» التي يصدرها القضاء الروسي على وسائل إعلام؛ إذ شملت أيضاً منظمات غير حكومية ومؤسسات، وتواصل القائمة الاتساع. وكان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف وصف إجراءات الرقابة في روسيا بأنها غير مسبوقة، مبرراً إياها بضرورة التصدي لـ«حرب المعلومات» التي ترافق الغزو الروسي لأوكرانيا.