الميليشيات تعلن {الطوارئ} في صنعاء.. وانشقاقات في صفوف قوات صالح

الحوثيون يغلقون شوارع ويقتحمون منازل للبحث عن الرئيس السابق

عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية يمشون على ملصق يحمل صورة للرئيس السابق علي عبد الله صالح في القاعدة الجوية العند المحررة بمحافظة لحج الجنوبية (غيتي)
عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية يمشون على ملصق يحمل صورة للرئيس السابق علي عبد الله صالح في القاعدة الجوية العند المحررة بمحافظة لحج الجنوبية (غيتي)
TT

الميليشيات تعلن {الطوارئ} في صنعاء.. وانشقاقات في صفوف قوات صالح

عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية يمشون على ملصق يحمل صورة للرئيس السابق علي عبد الله صالح في القاعدة الجوية العند المحررة بمحافظة لحج الجنوبية (غيتي)
عناصر من المقاومة الشعبية اليمنية يمشون على ملصق يحمل صورة للرئيس السابق علي عبد الله صالح في القاعدة الجوية العند المحررة بمحافظة لحج الجنوبية (غيتي)

ظهرت على السطح مؤشرات تصاعد مخاوف جماعة الحوثي المسلحة أن تصل عمليات المقاومة المساندة لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها الجماعة منذ 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، وتكثيف عمليات ملاحقات واختطاف جميع المناوئين لهم، وذلك بعد انهيار مسلحيهم ومقتل المئات منهم في جبهات القتال في المناطق التي تشهد مواجهات بينها وبين المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش الوطني وبطائرات التحالف التي شنت غاراتها على المقار العسكرية الخاصة بالمسلحين الحوثيين وأنصارهم من قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وذلك في الوقت الذي تمكنت فيه المقاومة الشعبية بمحافظة إب من استعادة كثير من مديريات المحافظة وطرد المسلحين الحوثيين وأنصار صالح منها، وإعلانها بأنها في طريق تحريرها لكل مديريات محافظة إب واستعادة السلطات الشرعية فيها بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وإنهاء مظاهر الانقلاب فيها.
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «المسلحين الحوثيين أعلنوا حالة الطوارئ في العاصمة صنعاء، ما يدل على مخاوفها أن تصل عمليات المقاومة إلى العاصمة مسنودة من عمليات التحالف، إذ إنها نصبت نقاط تفتيش جديدة في شوارع العاصمة وأحيائها وشددت من عمليات التفتيش».
وكانت اللجنة الثورية التابعة للحوثيين الممثلة برئيسها محمد علي الحوثي أعلنت حالة الطوارئ منذ العاشرة من ليلة أمس الأحد. ويأتي هذا الإعلان عقب يوم واحد فقط على وقوع حالة انهيار بين قوات الميليشيات وأتباع الرئيس صالح، إذ كانت الميليشيات الحوثية وقوات صالح قد تلقت أكبر ضربة قاصمة إثر سقوطها السريع والدراماتيكي شمال محافظة الضالع، ليبدأ تساقط المناطق في محافظات الشمال الواحدة تلو الأخرى.
وكانت مصادر عسكرية في الجيش قد توقعت حدوث انقلاب مسلح في العاصمة صنعاء. وأضافت هذه المصادر أن انقلابا مسلحا وشيك ومتوقع من أتباع الرئيس المخلوع ونجله قائد الحرس الجمهوري الأسبق وذلك في محاولة من الرئيس ونجله لاستعادة السيطرة على ما تبقى من القوات التي ما زالت موالية للاثنين. وأكدت هذه المصادر أن إعلان حالة الطوارئ من رئيس اللجنة الثورية العليا ربما استباقا لهذا الانقلاب الوشيك، خصوصا بعد حالة الانسحاب والانهيار المتواصلتين في صفوف الحرس الجمهوري، فضلا عن تأكيدات تم تداولها مفادها انضمام اللواء 55 حرس جمهوري في محافظة أبين، وكذا تمرد كتيبتين في لواء 33 مدرع في معسكر الصدرين بمنطقة مريس بمحافظة الضالع أول من أمس السبت.
وفي غضون ذلك قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «كثف المسلحون الحوثيون من عمليات الملاحقات والاختطافات لجميع المناوئين لهم، خصوصا في العاصمة صنعاء، إذ اختطفت، أمس، عددا من الأكاديميين والناشطين وهم أمة السلام الحاج وفاطمة حربه وسميرة الشعور، من شارع الرقاص بصنعاء، بالإضافة إلى اختطاف ستة أكاديميين وهم: ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺯﺍﻕ ﺍﻷﺷﻮﻝ والدكتور محمد العديل والدكتور عبد الله السنوبي والدكتور محمد القعادي وعلي الحدمة وحميد القعادي، واقتادتهم إلى قسم الجديري بصنعاء».
وأضافت المصادر: «اختطفت الجماعة أيضًا القيادي الناصري زبن الله المطري، أمين السر المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري بمحافظة صنعاء ومدير مديرية نهم في مديرية بني حشيش بصنعاء، واختطافه يأتي ضمن كونه أحد أبرز قادة ثورة 11 فبراير (شباط) الشبابية، وكان رئيس المجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية (نصر) وأحد مؤسسي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العام للشباب، قاد حوارات بين المكونات الثورية وعمل على تقريب وجهات النظر وخلق انسجام كبير بينها».
وقال حمدان عيسى، نائب أمين دائرة الشباب والطلاب في التنظيم الناصري، إن «الاعتقالات التي تمارسها ميليشيات الحوثي بحق الناشطين والصحافيين والشباب والقيادات السياسية ما هو إلا دليل الإفلاس الذي وصلت إليه تلك الميليشيات بمحاولتها إسكات الأصوات المرتفعة الرافضة للقتل والتدمير والتمزيق للوطن وحاضره ومستقبله».
وبينما تمكنت المقاومة الشعبية بمحافظة إب، بوسط البلاد، من السيطرة على عدد من المديريات بعد مواجهات مع المسلحين الحوثيين وأنصار الرئيس سابق صالح بعد توافد أبناء المديريات للانضمام مع المقاومة لطرد الانقلابين الحوثيين والسيطرة على المجمع الحكومي بمديرة حزم العدين، قال مصدر مقرب من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «مسلحي المقاومة تمكنوا بعد مواجهات مع المسلحين الحوثيين في مديرية الحزم بمحافظة إب، أمس، من مقتل أكثر من 7 مسلحين حوثيين بينهم قياديون حوثيون من محافظتي صعدة وعمران، بالإضافة إلى تدمير دورية عسكرية والاستيلاء على طقمين عسكرين وأسر أكثر من 10 مسلحين حوثيين وأكثر من 10 جرحى بينهم قياديون متحوثيون (موالون لجماعة الحوثي من محافظة إب) بعد نصب كمين لهم». وأضاف المصدر: «تمكنت المقاومة أيضًا من تدمير 3 أطقم عسكرية خاصة بالمسلحين الحوثيين بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين في منطقة الوزيرية طريق مديرية الجراحي، التابعة لمحافظة الحديدة، بعدما كانت متوجهة إلى مديرية حزم العدين لتقديم التعزيز بالمسلحين والسلاح للمسلحين الحوثيين».
وأكد المصدر المقرب من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» أن «المقاومة في مديرية الحزم تمكنت من قتل المسؤول الأمني بمحافظة إب الذي يدعى أبو عقيل السالمي والمسؤول الأمني للمسلحين الحوثيين في قضاء العدين بإب الذي يدعى أبو مجاهد، وأسر القيادي الحوثي أبو محسن العياني مع أسر آخرين من الجماعة».
وفي الوقت الذي توفد شباب المديريات في محافظة إب للمقاومة الشعبية للدفاع عنه محافظتهم وإعلان استعدادهم لأي هجوم تشنه جماعة الحوثي المسلحة وأنصار صالح عليه، توجهت المقاومة الشعبية إلى مديرية الرضمة لتحريرها بشكل كامل من المسلحين الحوثيين وأنصار صالح لاستعادتها وطرد المسلحين الحوثيين منها وذلك بعد فرض حصار خانق على هذه الأخيرة.
ويأتي انضمام الشباب إلى المقاومة الشعبية واستعادة سيطرتهم على بعض المناطق وسقوط قتلى وجرحى وأسر قيادات من جماعة الحوثي المسلحة بعدما تمكنت، أيضا، المقاومة الشعبية من تطهير منطقة دمت والشيم وقعطبة والفاخر وسليم من المسلحين الحوثيين وأنصار صالح، وتمكنت المقاومة من السيطرة على كل المرتفعات والجبال على امتداد مديرية الرضمة ابتداء من جبل الشيزر حتى جبال مريس، حيث قال قائد المقاومة الشعبية الوطنية بمحافظة إب الشيخ عبد الحكيم المرادي في تصريح صحافي له إن «المقاومة عازمة على تحرير كل مديريات محافظة إب واستعادة السلطات الشرعية فيها بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وإنهاء كل آثار ومظاهر الانقلاب بمحافظة إب، وإنهم استكملوا فرض حصار كامل على مديرية وباتت تسيطر على جميع التباب والجبال والمرتفعات فيها».
وتؤكد مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن «المسلحين الحوثيين فروا بشكل جماعي من منطقة القفر بعد سيطرة المقاومة الشعبية عليها وعلى مركز المديرية، كما سيطرت المقاومة الشعبية على مديرية النادرة، وهناك مفاوضات بين المقاومة والمسلحين الحوثيين لمغادرة هذه الأخيرة مقر اللواء 55 صواريخ بيريم بعدما وعدوا هم وأنصار صالح بإخلاء المعسكر بعد سيطرة المقاومة الجبال والتباب في المديرية بالكامل، ما جعلهم أيضًا يرفعون نقاطهم المسلحة من وسط مدينة يريم».
وشن طيران التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية غارته على المقرات العسكرية لجماعة الحوثي المسلحة وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح بالإضافة إلى المسلحين الحوثيين الفارين في مديرية السدة بمحافظة إب، وأكد شهود محليون لـ«الشرق الأوسط» أن «طائرات التحالف شنت غاراتها على معسكر شرق محافظة إب، وسمع دوي انفجارات عنيفة جراء استهداف الغارات لمخازن أسلحة».
إلى ذلك شيعت المقاومة بمحافظة الضالع جنوب اليمن يوم أمس الأحد جثمان القيادي في المقاومة الشعبية المحامي محمد مسعد العقلة بعد نحو شهرين على مقتله وإخفاء الميليشيات لجثته التي عثر عليها أمس في موقع الشوتري حيث قتل أثناء المواجهات. وقال مصدر في المقاومة إن جثمان القيادي تم مواراته في مسقط رأسه العقله شرق منطقة سناح التي شهدت مواجهات مسلحة خلال الأشهر الماضية.
وقال الصحافي منصور الفقيه على صفحته بـ«فيسبوك» يوم أمس الأحد إن الحوثيين داهموا عصر أمس عددا من المنازل بالعاصمة صنعاء بحثا عن صالح. وكان منشور الصحافي الفقيه قد أفاد بأن الحوثيين يبحثون عن صالح بصنعاء وإغلاق شوارع رئيسية وتفتيش واقتحام منازل البعض للبحث عن صالح.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران والمتحالفون عسكريا مع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبا وسيطروا على صنعاء في سبتمبر الماضي. وتوجهوا بعد ذلك إلى عدن، ثاني أكبر مدن البلاد، واضطر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى المغادرة إلى السعودية بعدما جعل من عدن عاصمة مؤقتة لشهر واحد فقط. وفي 26 مارس (آذار) أطلق التحالف العربي الذي تقوده السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين. وفي الثالث من أغسطس (آب) الحالي، نشر مئات الجنود من دول الخليج الأعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.