تستمر المواجهات العنيفة في جبهات القتال في اليمن، في ظل تضاؤل الآمال في التوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع الدائر في معظم المحافظات اليمنية، وتشهد مدينة عدن وجبهات القتال في الجنوب مواجهات شرسة بين المقاومة الشعبية المؤيدة للشرعية الدستورية والتي تدافع عن أراضيها، وبين القوات المهاجمة والمكونة من ميليشيات الحوثيين والقوات العسكرية المتمردة على الشرعية والموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والتي تواصل قصف الأحياء السكنية في أحياء عدن بالأسلحة الثقيلة، وفي الوقت الذي تستمر المقاومة في مهاجمة المواقع التي تسيطر عليها القوات المهاجمة، تؤكد مصادر جنوبية مطلعة أن المقاومة الجنوبية تنظم صفوفها في الخارج، وعلمت «الشرق الأوسط» أن الآلاف من شباب الحراك الجنوبي، أنهوا، مؤخرا، تدريبات عسكرية قاسية ومكثفة في إحدى الدول العربية استعدادا لنقلهم إلى عدن للدخول في المعركة العسكرية الفاصلة لتحريرها.
وأضاف فؤاد راشد، أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» أن قوام القوة التي ستدخل عدن هي 5000 آلاف مقاتل إلى جانب رفدها بمثلها من الداخل، وأن «كل المؤشرات تؤكد أن هذه القوة المدربة تدريبا عاليا بالإضافة إلى التحاق الآلاف من الشباب المتدربين في الداخل سيقودون عملية لن تطول تنتهي بتحرير عدن»، وقال: «أنا متفائل جدا بأن الجنوبيين ولأول مرة بعد اجتياح بلدهم في 1994م سيؤدون صلاة عيد الفطر هذا العام ووطنهم خال من ميلشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح»، وأشار راشد إلى أن «التدريبات العسكرية للشباب المقاوم التي تلقوها في الخارج تمثلت في فنون قتال التمشيط والمباغتة والانقضاض على العدو في عمليات متراصة ومتداخلة كما ستكون هناك قيادة عسكرية عليا للمقاومة في عدن نقود العمليات ميدانيا إلى جانب وعود كبيرة من دول التحالف بتزويد هذه القوة المقاتلة الضاربة بسلاح ثقيل ومطور وفعال».
وأشار القيادي الجنوبي إلى أن «الحراك الجنوبي وشباب الجنوب المقاوم هم على رأس المقاومة الجنوبية»، وقال: «ولا ننكر دور بقية مكونات المجتمع الجنوبي المنخرطين في المقاومة»، وإلى أن «المقاومة الجنوبية تحقق انتصارات عسكرية عظيمة في مناطق متعددة من لحج وتم تحرير عدد من مدنها كما تحافظ المقاومة على انتصارها بالضالع بعد طرد الغزاة منها وتقاوم يوميا عمليات التسلسل الحوثي صالح»، وذكر أن «المعارك الفاصلة ستكون في اليومين القادمين لتحرير العاصمة عدن وقاعدة العند إن شاء الله»، وأكد راشد أن مدينة عدن «وضعها كارثي وتحريرها بأسرع ما يمكن هو لإنقاذ الناس الذين يقتلهم الحوثي وعلي صالح والأوبئة المنتشرة.. ستحتاج بعد تحرير عدن إلى حملة صحية واسعة تتطلب دورا عربيا ودوليا كبيرا، من حق شعب الجنوب أن يحتفظ بهذه المقاومة ويعززها تمهيدا لتشكيل جيش الجنوب الذي يعيد أمجاد الجيش العربي المنتمي للوطن لا للعائلة والفرد».
على صعيد آخر، تستمر المواجهات في جبهتي القتال في تعز ومأرب، وذكر شهود عيان في تعز لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين يكثفون قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة للمناطق الآهلة بالسكان في محاولة جديدة للضغط على المقاومة الشعبية، ودارت، أمس، اشتباكات عنيف في محيط جبل جرة، وتؤكد المصادر أن المقاومة الشعبية تكبد الميليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر كبيرة في الأرواح، وفي مأرب، فشلت كافة محاولات الحوثيين وقوات صالح في اختراق المواقع التي تتحصن فيها المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، في حين كشفت مصادر في سلطة الحوثيين في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن خلافات دارت، اليومين الماضيين، بين الكثير من القيادات الحوثية الميدانية، وذلك على خلفية تزايد ظاهرة الاتجار بالمشتقات النفطية التي انغمست فيها الكثير من القيادات الحوثية والقيادات الموالية للرئيس المخلوع صالح في الكثير من المحافظات، وتزود تلك القيادات عملاء لها في «السوق السوداء» بتلك المواد المنعدمة في الأسواق، وتباع بمبالغ مالية طائلة، تحت مسمى «المجهود الحربي»، غير أن المصادر تؤكد أن الكثير من تلك القيادات أثرت ثراء سريعا وفاحشا، في الوقت الذي تتزايد الضغوط على سلطة الحوثيين لتلبية احتياجات مؤسسات الدولة شبه المشلولة، وبالأخص في بند المرتبات الأساسية، وذلك بعد إيقاف كافة الحوافز والبدل والمصروفات عن كافة المؤسسات، كما تقوم لجان الحوثي التي تغتصب السلطة في صنعاء، باستقطاعات من مرتبات الموظفين في القطاعين العام والمختلط لدعم «المجهود الحربي»، وبحسب المصادر ذاتها، فإن اللقاءات المتتالية والمكثفة التي عقدها رئيس ما تسمى «اللجنة الثورية العليا»، محمد علي الحوثي، مع رجال الأعمال، انصبت على طلبات متواصلة لدعم الميليشيات في حربها ضد بقية المحافظات وبالأخص المحافظات الجنوبية وتعز ومأرب.
قيادي في الحراك الجنوبي: 5 آلاف مقاتل سوف يحررون عدن خلال أسابيع
المقاومة الشعبية في تعز ومأرب تكبد الميليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر كبيرة في الأرواح
قيادي في الحراك الجنوبي: 5 آلاف مقاتل سوف يحررون عدن خلال أسابيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة