قُتل فلسطيني وأصيب عشرات آخرون، أمس (الجمعة)، في مسيرات شهدتها الأراضي الفلسطينية كان أعنفها على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة في الأسبوع الـ26 على التوالي من مسيرات العودة وكسر الحصار.
جاء ذلك في وقت كشفت فيه مصادر متطابقة أن حركة حماس توافقت مع فصائل مشاركة في فعاليات مسيرات العودة على توسيع رقعة المظاهرات لتشمل كل أيام الأسبوع ليلاً ونهاراً، على أن يتم استئناف إطلاق البالونات الحارقة بشكل واسع تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «حماس» اجتمعت بالفصائل منذ أيام وبحثت التوافق معها على توسيع المظاهرات والعمل على زيادة الاحتكاك الميداني مع الاحتلال الإسرائيلي عبر الحدود، من خلال تنظيم مسيرات يومية بشكل محدود على طول حدود القطاع، مع حشد جماهيري أكبر يوم الجمعة. وتابعت المصادر أن كل الفصائل وافقت على تلك الخطة وبدأت التخطيط لتنفيذ مسيرات يومية في ساعات النهار، وكذلك في الليل تحت اسم «وحدات الإرباك الليلي» التي من مهمتها إطلاق ألعاب نارية وقنابل حارقة تجاه قوات الاحتلال على الحدود.
وأشارت المصادر إلى أنه تقرر فتح جبهات أخرى من الحدود وليس فقط النقاط الخمس التي كانت معتمدة كل جمعة، مبينةً أنه تقرر كل يوم اثنين تنظيم مسيرة في عرض البحر عبر مراكب الصيادين رفضاً للحصار البحري، على أن تقابلها مسيرة أخرى على شواطئ المنطقة الشمالية الغربية من قطاع غزة قبالة موقع زيكيم العسكري. ومن المقرر أيضاً أن تُنظم مسيرة كل ثلاثاء عند حاجز بيت حانون (إيرز)، ومسيرة كل أربعاء عند موقع «كيسوفيم» العسكري شرق منطقة دير البلح إلى الشرق من وسط قطاع غزة.
ولفتت المصادر إلى أنه سيتم فتح نقاط جبهات أخرى من الحدود في المناطق التي يقوم الاحتلال عندها ببناء الجدار العازل مع قطاع غزة. وقالت إن هذه الخطوات المنسقة مع فصائل «الجهاد الإسلامي» والجبهتين «الشعبية» و«الديمقراطية» وفصائل أخرى، تأتي على خلفية تعثر مباحثات التهدئة مع إسرائيل والمصالحة مع حركة «فتح» والسلطة الفلسطينية.
وذكرت المصادر أن قيادة «حماس» ترى أن فرصة نجاح المصالحة ضعيفة وضئيلة جداً، ولذلك تدرس إمكان تشكيل تحالف من الفصائل لمحاولة إدارة غزة، إلا أنها تتخوف من اعتراضات الفصائل، وخصوصاً «الشعبية» و«الديمقراطية»، علماً أن «حماس» تحاول الحفاظ على علاقات وثيقة معهما في ظل التقارب في وجهات النظر السياسية بشأن الوضع الفلسطيني. وقالت المصادر إن الحركة تتخوف من عرض هذا الاقتراح على الفصائل، ولذلك ستدرس اقتراحات أخرى، منها إدارة الوزارات في غزة عبر لجنة تتبع لها، ولكنها لن تكون بالصلاحيات ذاتها التي كانت للجنة الإدارية السابقة التي حلتها منذ عام.
ولفتت المصادر إلى أن الحركة ستضغط بقوة على إسرائيل من خلال المسيرات على الحدود للوصول إلى حل في قضية التهدئة للخروج من الأزمات التي تعصف في قطاع غزة من مشكلات الكهرباء والمياه وأزمات الرواتب على كل الصعد الحكومية والتنظيمية.
ميدانياً، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن فلسطينياً قُتل وأكثر من 50 آخرين أصيبوا بالرصاص الحي جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه المتظاهرين السلميين على الحدود، فيما أصيب العشرات بالاختناق جراء إطلاق عشرات من قنابل الغاز عبر طائرات صغيرة دون طيار، وكذلك من خلال الجنود الذين وجدوا بكثافة على الحدود.
وشارك الآلاف في المظاهرات الحاشدة على حدود غزة التي أطلق عليها «جمعة كسر الحصار». حيث لوحظت مشاركة قوية من قياديي «حماس» بينهم يحيى السنوار قائد الحركة في قطاع غزة الذي قال في كلمة مقتضبة: «سنعمل على فك الحصار مرة واحدة وإلى الأبد دون أن ندفع ثمناً من كرامتنا سواء ضريبة الذل أو التنسيق الأمني أو التنازل عن الثوابت حتى يحقق شعبنا أهدافه بالتحرير والعودة وفك الحصار». وأضاف: «شعبنا جاهز للاستمرار في المسيرة ونحن معه حتى تحقيق أهدافه، ومن يراهن على أن شعبنا سينكسر أو سيتنازل مع الوقت فهو واهم». وأشار إلى أن المسيرات ستستمر وتتوسع بشكل متدحرج حتى تحقيق أهدافها بفك الحصار الكامل عن غزة.
وأشعل الشبان خلال المظاهرات الإطارات المطاطية، وأطلقوا بشكل موسع طائرات حارقة تجاه البلدات الإسرائيلية المجاورة، ما أدى إلى اندلاع أكثر من 10 حرائق للمرة الأولى منذ ما يزيد على شهر ونصف الشهر، في تصاعد واضح لعمليات إطلاق تلك الطائرات الحارقة التي تحاول من خلالها الفصائل الضغط على إسرائيل لاستئناف مباحثات التهدئة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن طواقم الإطفاء ومتطوعين يعملون على مساعدتهم نجحوا في إخماد تلك الحرائق، مشيرةً إلى أن هناك عدداً من البالونات والطائرات الحارقة سقطت في مناطق مفتوحة دون أن تتسبب بأي حرائق.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن بالوناً يحمل مواد متفجرة سقط في ساعة متقدمة ليلة الخميس في منطقة بوابة النقب الغربي، مشيرةً إلى أنه انفجر في منطقة تبعد نحو 200 متر عن منازل الإسرائيليين في تلك المنطقة.
وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن مواجهات عنيفة شهدتها حدود قطاع غزة، تسببت في إصابة جندي بجروح طفيفة إثر انفجار قنبلة أنبوبية بالقرب من الجنود على حدود شرق مدينة غزة.
وفي الضفة الغربية، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة قرية بلعين غرب مدينة رام الله، السلمية الأسبوعية المناهضة لجدار الضم والتوسع العنصري. كما أصيب شابان فلسطينيان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بالاختناق، عقب قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية.
قتيل وعشرات الجرحى في تصعيد للمواجهات على حدود غزة
«حماس» تدرس خيارات جديدة مع تعثّر التهدئة والمصالحة
قتيل وعشرات الجرحى في تصعيد للمواجهات على حدود غزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة