إسرائيل تتهم وزيراً سابقاً بالتجسس لإيران

TT

إسرائيل تتهم وزيراً سابقاً بالتجسس لإيران

في سابقة تعد الأولى من نوعها، سمح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك» بنشر تفاصيل حول اتهام جونين سيغيف، وهو وزير إسرائيلي سابق، بالتجسس لصالح إيران.
وقال الشاباك في بيان إن سيغيف، الذي شغل منصب وزير الطاقة في منتصف التسعينات، وكان يعيش في نيجيريا، ارتكب جرائم أمنية خطيرة، وساعد العدو وقت الحرب، وقد «جندته مخابرات قوى أجنبية (إيران) وأصبح عميلا لها». ووجهت النيابة العامة الإسرائيلية الجمعة الماضي إلى المحكمة المركزية لائحة اتهام ضد سيغيف، بعد أن أقرها المستشار القانوني للحكومة والنائب العام، تضمنت تهما بـ«تقديم بلاغات للعدو»، و«مساعدة العدو خلال الحرب»، و«التجسس ضد دولة إسرائيل».
ويتضح من التفاصيل أن سيغيف كان عميلا للاستخبارات الإيرانية، وتم تجنيده عام 2012 في نيجيريا، حيث كان يقطن.
وبدأت علاقة سيغيف بجهات في السفارة الإيرانية في نيجيريا، وقد شارك في لقاءين مع مشغليه في شقق وغرف فندقية، كانت تستخدم لنشاطات إيرانية سرية.
وقال الشاباك إن سيغيف زود مشغليه بمعلومات عن إسرائيل، بما يشمل مرافق الطاقة ومواقع أمنية، ومبان وأصحاب وظائف، ومناصب في هيئات سياسية وأمنية.
كما تلقى من الجهات الاستخباراتية الإيرانية، التي كانت على اتصال دائم به، جهاز اتصالات سريا لتشفير الرسائل.
وبحسب لائحة الاتهام، فقد حافظ سيغيف على علاقات مع مواطنين إسرائيليين يعملون في مجال الطاقة، والأمن، والعلاقات الخارجية لإسرائيل، وحاول أن ينسج ارتباطا بينهم وبين الاستخبارات الإيرانية، تحت غطاء لقاءات عمل مع مستثمرين أجانب.
واعتقل سيغيف، الذي كان يعيش في نيجيريا في السنوات الأخيرة، بعد أن وصل إلى غينيا، في مايو (أيار) الماضي، ثم سلم إلى إسرائيل بناء على مذكرة اعتقال إسرائيلية صادرة بحقه.
وسبق أن سُجن سيغيف (62 عاماً) لمدة ثلاثة أعوام ونصف بتهم جنائية، بعدما أدين بمحاولة تهريب مخدرات، وتزييف جواز سفر، وغش وخداع ضد شركات البطاقات الائتمانية، إضافة إلى غرامة بقيمة 27 ألف دولار، وأطلق سراحه في عام 2007.
ودخل سيغيف «الكنيست» في مطلع التسعينيات كعضو كنيست عن حزب «تسوميت»، قبل أن ينشق مع عضوين آخرين من القائمة لتشكيل كتلة «ييعود»، وشغل منصب وزير الطاقة والبنى التحتية سنة 1995 بعد اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين.
وتعقيبا على تقديم لائحة الاتهام، قال محامو دفاع سيغيف إن التفاصيل التي سمح بنشرها تظهر صورة في غاية الخطورة، وتضفي جاذبية شديدة. إلا أن لائحة الاتهام بكاملها تظهر صورة مختلفة.
ولم تعقب الحكومة الإسرائيلية على بيان «الشاباك»، لكن وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان قال إنه في حال تمت إدانة سيغيف بالجرائم المنسوبة إليه فإنه يجب أن يقبع في السجن مدى الحياة لأنه «ارتكب جريمة الخيانة العظمى وانتهك القيم المقدسة».
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية القضية بالأخطر من بين قضايا أخرى، باعتباره كان وزيرا مطلعا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.