تقدم لافت لقوات الشرعية باتجاه الحديدة... والذعر يعمّ الميليشيات

المالكي يكشف عن انهيار الميليشيات في الساحل الغربي ... والحوثي يستنجد بالقبائل وفرار جماعي لقادته الميدانيين

جانب من تقدّم مقاتلي القوات المشتركة باتجاه الحديدة أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من تقدّم مقاتلي القوات المشتركة باتجاه الحديدة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

تقدم لافت لقوات الشرعية باتجاه الحديدة... والذعر يعمّ الميليشيات

جانب من تقدّم مقاتلي القوات المشتركة باتجاه الحديدة أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من تقدّم مقاتلي القوات المشتركة باتجاه الحديدة أول من أمس (إ.ب.أ)

كشف العقيد الركن تركي المالكي المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، عن انهيار الميليشيات الحوثية على جبهة الساحل الغربي، مضيفاً أن الجيش اليمني سيطر على مناطق مهمة في جبهة الملاحيظ، ويقوم بالضغط المتناوب على الحوثيين في جبهتي صعدة والحديدة، ونجح في قتل عدد من قيادات ميليشيا الحوثي في رازح.
وأشار المالكي خلال مؤتمر صحافي بالرياض، أمس، إلى القبض على نساء زجّت بهن ميلشيات الحوثي في ساحات المعارك، مشدداً على أن استخدام النساء في المعارك يتنافى مع القوانين والأعراف، ويعد دليلاً على إفلاس الحوثي.
إلى ذلك، واصلت ألوية القوات اليمنية المشتركة المسنودة من تحالف دعم الشرعية توغلها في الساحل الغربي لتصبح، أمس، على مشارف مطار مدينة الحديدة ومينائها الحيوي، في ظل انهيار للميليشيات الحوثية رافقه تكبدها خسائر ضخمة على صعيد القتلى والجرحى والعتاد.
وأجبر التقدم السريع للقوات المشتركة نحو الحديدة شمالاً، وهي المؤلفة من ألوية العمالقة، وألوية حراس الجمهورية، وألوية المقاومة التهامية، زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، على توجيه خطاب من مخبئه في محاولة لرفع معنويات ميليشياته المنهارة، وحض عناصرها على الثبات وعدم الفرار، واصفاً هزائمهم بأنها «نوع من الاختراق البسيط والتراجع الموضوعي».
وفي الوقت الذي باتت القوات المشتركة المسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية بعد تقدمها السريع في منطقة الدريهمي الساحلية الواقعة في الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة وتحديداً في منطقة الطائف على بعد نحو 18 كيلومتراً جنوبي المدينة، قال محافظ الحديدة الحسن الطاهر، في تصريحات رسمية إن 3 مديريات باتت في حكم المحررة، ويعني بها التحيتا وزبيد والجراحي.
ومع مواصلة القوات التقدم شمالاً، تخوض بموازاة ذلك خطوطها الجانبية والخلفية مواجهات ضارية للتقدم شرقاً من خط الساحل، باتجاه مراكز مديريات زبيد والجراحي والحسينية وبيت الفقيه، حيث لا تزال الجيوب الحوثية تتحصن في أوساط المباني ومساكن المواطنين، حسبما أفادت به لـ«الشرق الأوسط» مصادر عسكرية ميدانية.
وأفاد شهود في مدينة الحديدة لـ«الشرق الأوسط» بأن عناصر الميليشيات الحوثية يعيشون أوقاتاً غير مسبوقة من الذعر، جراء اقتراب القوات الحكومية المباغت من المدينة ومينائها الاستراتيجي الذي سخّرته الجماعة لتهريب الأسلحة الإيرانية والاستحواذ على عائداته الضخمة لتمويل مجهودها الحربي. وذكر الشهود أن عناصر الجماعة، أزالوا نقاط التفتيش من شوارع وسط المدينة، وبدأ قادة الصف الأول في الفرار، وتهريب عائلاتهم ومنهوباتهم إلى صنعاء وعرض العقارات التي استولوا عليها للبيع، في مؤشر على تيقنهم من الهزيمة وسقوط المدينة ومينائها في يد القوات الشرعية المدعومة من التحالف.
وفرضت الميليشيات على مخارج المدينة، تشديداً أمنياً للتدقيق في هويات أتباعهم والحيلولة دون فرارهم، في حين وصلت القوات المشتركة إلى مركز مديرية الدريهمي، وبات مطار الحديدة تحت السيطرة النارية للقوات.
وأفاد الإعلام الحربي للقوات المشتركة بأن القوات تمكنت من تصفية كتيبة حوثية كاملة قوامها مائة عنصر، متخصصة في مواجهة قوات الدروع، وهي من قوات الميليشيات التي تطلق عليها «كتائب الحسين» وذلك بعد مواجهات ضارية في منطقة الدريهمي جنوبي مدينة الحديدة، أسفرت عن مقتل عناصر الكتيبة مع قائدهم الحوثي المدعو يحيى عبد الجبار الشامي.
وفي السياق ذاته، تولى طيران وبوارج تحالف دعم الشرعية استهداف تحصينات الميليشيات، وتعزيزاتها المقبلة عبر مديرية جبل رأس من اتجاه إب.
وكان محافظ الحديدة الحسن طاهر قد قال في تصريحات رسمية «إن القوات الحكومية والمقاومة الوطنية تواصلان تقدمهما نحو الحديدة بخطوات سريعة بإسناد من التحالف العربي». وأفاد بأن 3 مديريات جديدة بالمحافظة أصبحت في حكم المحررة من الميليشيات الحوثية، داعياً أبناء المحافظة للانتفاض في وجه الميليشيات ومساندة القوات المشتركة. وأكد المحافظ طاهر أن السلطات المحلية بدأت بتفعيل دورها في المديريات المحررة، ودعا أبناء القبائل من المغرر بهم لترك السلاح مع الميليشيات والانحياز إلى القوات الحكومية والمقاومة أو لزوم منازلهم، كما دعا أولياء الأمور إلى سحب أبنائهم من صفوف الجماعة.
وأدى الذعر الذي أصاب قادة الميليشيات إلى استنفار أتباعهم في صنعاء، وفتح مكبرات الصوت في المساجد من أجل حض الناس على القتال، والتوجه إلى جبهة الساحل الغربي للدفاع عن الحديدة. كما ذكر شهود لـ«الشرق الأوسط» أن قادة الجماعة الأمنيين تلقوا تعليمات من زعيمهم الحوثي بحشد عناصرهم والتوجه على دفعات وفي سيارات مدنية وأخرى مموهة إلى الحديدة.
وعلى وقع التقدم الواسع للقوات المشتركة باتجاه الحديدة توالت اتصالات قادة الشرعية اليمنية للتهنئة بهذه الانتصارات، حيث استمع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اتصال مع قائد عمليات جبهة الساحل الغربي أبو زرعة المحرمي، إلى شرح عن سير العمليات العسكرية المسنودة من تحالف دعم الشرعية. وأفادت وكالة «سبأ» الحكومية أن القائد المحرمي أشار إلى «ما تحقق من انتصارات باتجاه الدريهمي من قبل اللواء الأول (عمالقة) وباتجاه الحسينية شرقاً من قبل اللواء الثالث (عمالقة) في مواصلة التقدم والتطهير نحو الحديدة». وقال إنه تمت السيطرة على قرية غليفقة بمديرية الدريهمي الملاصقة لمدينة الحديدة وإن ميليشيات الحوثي تتكبد هزائم متسارعة في العدة والعتاد.
من جهته، بارك نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، في اتصال آخر مع محافظ الحديدة الحسن طاهر، انتصارات القوات المشتركة في الساحل الغربي، ونقلت وكالة «سبأ» عنه أنه «ثمّن الدور الكبير للأشقاء في دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وجهودهم الكبيرة في مساندة اليمنيين للتخلص من مؤامرات المشروع الإيراني وحماية المياه الإقليمية وصون الهوية العربية». وأكد الفريق الأحمر -حسب الوكالة- سعي الشرعية لتحرير كل الأرض اليمنية من الميليشيات الانقلابية والعمل على تخفيف المعاناة عن أبناء الحديدة وإنهاء الانتهاكات التي مارستها الميليشيات ضدهم بما في ذلك نهبها لحقوقهم وحرمانهم من المساعدات.
وبينما كان زعيم الميليشيات الحوثية مكتفياً بإلقاء دروس طائفية مطوّلة كل ليلة منذ بدء رمضان موجهة إلى أتباعه، أجبرته الهزائم المتلاحقة لميليشياته في الساحل الغربي على الظهور في خطاب جديد بثته قناة «المسيرة» التابعة للجماعة، ليل الأحد - الاثنين، بدا فيه مرتبكاً ومعترفاً بالانكسار الكبير الذي حاق بأتباعه خلال أيام. وحاول الحوثي أن يجد المبررات المختلفة لهذه الهزائم التي تقرب من استعادة القوات المشتركة للحديدة ومينائها، زاعماً أن «أي تراجع لأسباب موضوعية لا يعني نهاية المعركة» التي اتهم الولايات المتحدة، على حد زعمه، بإدارتها وقيادتها مع التحالف الداعم للشرعية. وتوسّل زعيم الميليشيات الحوثية، إلى أتباعه للدفاع عن الحديدة والساحل الغربي، وأصدر فتوى دينية بوجوب القتال وحشد المسلحين، مع زعمه أن ما حدث مجرد «اختراق للمدرعات» وأنه يمكن احتواؤه «بالصبر والثبات وعدم الارتباك». وفي الوقت الذي حذّر أتباعه مما وصفه بـ«التقصير والتفريط والإرباك والقلق» اعتبر تكتيك القوات المشتركة المسنودة من تحالف دعم الشرعية بأنه «تكتيك صبياني يمكن أن يسقط أمام الثبات العسكري والتماسك الشعبي»، حسب زعمه. واستنجد الحوثي الذي بدا عليه الذعر واضحاً، القبائل لنصرة ميليشياته، ودعا قادته إلى «الاستمرار في تحمل المسؤولية والتحشيد والتجنيد وتنشيط العسكريين السابقين والتحرك من أبناء القبائل» وإلى أن يكون «النشاط التعبوي قوياً» خلال رمضان.
كانت القوات اليمنية المشتركة قد بدأت معركة تحرير الساحل الغربي قبل نحو 5 أسابيع، بعد دخول قوات المقاومة الوطنية (ألوية حراس الجمهورية) التي يقودها العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل، على خط النار. وتمكنت مع قوات ألوية العمالقة (المقاومة الجنوبية) وألوية المقاومة التهامية، من تحرير غالبية الريف الغربي والجنوب الغربي لتعز، قبل التوجه شمالاً باتجاه الحديدة، انطلاقاً من مديريتي الخوخة وحيس المحررتين. ولجأت القوات المشتركة المسنودة بغطاء جوي لتحالف دعم الشرعية، إلى تكتيك قتالي أربك الميليشيات الحوثية، ومكّنها من التوغل السريع بمحاذاة الساحل الغربي وقطع نحو 80 كيلومتراً باتجاه الحديدة خلال أيام فقط، بالتزامن مع استمرارها في تطويق الجيوب الحوثية في مراكز المديريات المحاذية للساحل شرقاً.
ويقدر المراقبون العسكريون، أن هذه الجيوب الحوثية المحاصرة، ستسقط سريعاً بالتزامن مع العملية الوشيكة لاقتحام مدينة الحديدة. وتقول الحكومة الشرعية إن انتزاع الحديدة ومينائها، يعني سلب الميليشيات الحوثية الرئة التي تتنفس منها، لجهة ما يمثله الميناء للميليشيات من بوابة بحرية لتهريب الأسلحة الإيرانية، ومن مصدر رئيس للموارد المالية التي تسخّرها لتمويل المجهود الحربي، إلى جانب أنها تتحكم فيه بمصير شحنات الوقود والمساعدات الإنسانية التي تصل إليه.
وحسب ما أوردته مصادر الإعلام العسكري للقوات المشتركة، فإن «وحدات مشتركة من ألوية حراس الجمهورية والعمالقة واللواء التهامي، دكت تحصينات ميليشيات الحوثي في المراكز الدفاعية الرئيسية في الدريهمي بمساندة طيران التحالف ومروحيات الأباتشي قبل أن تتقدم وحدات الاقتحامات لتمشيط تلك المناطق». وقالت المصادر إن عشرات القتلى والجرحى من عناصر الميليشيات الحوثية سقطوا، وإن الجثث لا تزال مرمية وسط مزارع النخيل التي كانت الميليشيات قد حوّلتها إلى ثكنات عسكرية. وذكرت المصادر العسكرية «أن معركة تحرير مدينة وميناء الحديدة دخلت مرحلة جديدة بعد الانتصارات الساحقة التي تحققت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، والتي تم خلالها دك الأنساق الدفاعية للميليشيات الحوثية وتحرير معظم مناطق مديريتي التحيتا والدريهمي وتحييد مديريتي الجراحي وزبيد عن سياق المعركة».
ويتخوف ناشطون وحقوقيون يمنيون من عمليات انتقامية حوثية بحق سكان الحديدة، جراء عدم قتالهم في صفوف الجماعة، في الوقت الذي ترددت أنباء عن قيام الميليشيات بمحاصرة عدد من القرى جنوب المدينة بالألغام ومنع الأهالي من النزوح إلى أماكن آمنة بعيدة عن ساحة المعارك المرتقبة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».