مصر لإطلاق «فيسبوك» محلي قريباً لحماية «استقرار الدولة»

وزير الاتصالات أعلن الانتهاء من مشروع قانون لمكافحة «الجريمة المعلوماتية»

TT

مصر لإطلاق «فيسبوك» محلي قريباً لحماية «استقرار الدولة»

أعلنت الحكومة المصرية، أمس، أنها «خطت خطوات إيجابية وفاعلة في مجال إنشاء وسائل تواصل مجتمعية مصرية خالصة، على غرار دول كثيرة في العالم».
وكان وزير الاتصالات، ياسر القاضي، يتحدث خلال ندوة تنظمها وزارة العدل تحت عنوان «مواجهة الترويج للفكر الإرهابي» وأشار في معرضه حديثه عن «موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)» إلى أن «مصر يجب أن تكون جزءاً من التفاعل الدولي والعالمي في مجالات التواصل الاجتماعي وليست دولة مفعولا بها كما كنا قبل سنوات مضت».
وعدّ القاضي، أن «حماية البيانات والمعلومات غاية في الأهمية لمصر التي أصبح لديها قدرات على حمايتها»، وأشار إلى أن تأمين خصوصية «المواطن المصري من أهم أولويات الدولة في المرحلة الحالية، إيمانا بأن المواطن هو اللبنة الأساسية في المجتمع نحو استقرار الدولة، وأن حماية المواطن حماية للمجتمع ومن ثم زيادة قوة الدولة»، بحسب قوله.
وخلال السنوات القليلة الماضية، أعلنت «وزارة الداخلية» تمكنها من إغلاق عدد كبير من الحسابات والصفحات على موقع «فيسبوك» بسبب «تحريضها على الإرهاب»، وبحسب أحدث بيان رسمي متاح فإن «الداخلية» أغلقت 1045 صفحة إلكترونية في «الموقع الأزرق» خلال عام 2016.
وقال القاضي، إن وزارته «وضعت مشروع قانون لمكافحة الجريمة المعلوماتية، بالتعاون مع وزارة العدل، وعدد من الجهات المعنية يتوافق مع المعايير العالمية ويراعي خصوصية الأوضاع المصرية، ويحمي المواطن ومقدمي الخدمات الإلكترونية أيضا، وذلك من خلال قواعد وأسس قانونية واضحة وإجراءات وقتية سريعة».
وأفاد بأن مشروع القانون «يتضمن آليات متعددة وتدرج في العقوبات حسب حجم الجرم المرتكب، ما بين الإلزام بإزالة المنشورات والتدوينات، والغرامات، والعقوبات السالبة للحرية»، ومؤكداً أن «حجم العقوبات السالبة للحرية محدود جدا بمشروع القانون المقترح، حيث تم التركيز في تلك العقوبات على الجرائم التي تمس الأمن القومي وتهدده، مثل ضرب وتخريب شبكات البنوك ومؤسسات الدولة، وأن العقوبة ستكون على قدر حجم التخريب الإلكتروني المرتكب».
من جهته قال وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي، يحيى كدواني لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك ضرورة أمنية تقتضي أن تتحكم الدولة في شبكات التواصل الاجتماعي، في ظل زيادة محتوى التحريض وبث الشائعات واستقطاب العناصر لصالح التنظيمات الإرهابية»، وأضاف أن «البرلمان بلجانه المختلفة سيكون داعماً لتك الخطوة المصرية».
وبشأن ما إذا كانت تلك الخطوة تمهيداً لحجب المواقع التي تعتبرها الحكومة المصرية أداة لبث «خطاب العنف»، قال كدواني: «نتمنى ذلك، ونأمل أن يكون لدينا القدرة على العمل بتقنية لمنع الوصول لتلك الشبكات»، وأضاف: «سيكون حلاً ناجزاً».
ويقدر عدد المستخدمين المصريين لموقع «فيسبوك» بين 45: 48 مليون شخص، بحسب دراسة أعدتها لجنة «الاتصالات» في البرلمان المصري نهاية العام الماضي.
وقال الخبير الإعلامي، خالد البرماوي، إن هناك «حاجة للفصل بين مفهوم، دعم الدولة لمبادرات في إطار ريادة الأعمال - مثلا - لتأسيس شبكات للتواصل الاجتماعي، وهو أمر إيجابي، في مقابل دخول الحكومة كصانع لتلك التجربة وهو الأمر الذي سبقت إليه دول مثل روسيا وتركيا ولم تتمكن من إنجاحه».
وأشار البرماوي، إلى أن مصر «واحدة من أكثر دول العالم إنفاقاً للوقت على موقع (فيسبوك)، بالمقارنة مع عدد السكان»، ولفت إلى أنه في حال رغبت الحكومة في مواجهة ما تعتبره خطاباً للتحريض على «الإرهاب» على شبكات مواقع التواصل، فإنه ينبغي عليها «سن قوانين تكفل لها ذلك، وتقديم محتوى جاد وليبرالي ينقل رسائلها لجمهور المتلقين، باستخدام الوسيلة نفسها، وليس محاولة إعادة اختراع العجلة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.