مصادرة ممتلكات صدام وأكثر من 4 آلاف مسؤول في نظامه السابق

مخاوف من استيلاء جهات نافذة عليها

صورة أرشيفية تجمع صدام حسين ونائبيه السابقين عزة الدوري وطارق عزيز ومساعدين آخرين (غيتي)
صورة أرشيفية تجمع صدام حسين ونائبيه السابقين عزة الدوري وطارق عزيز ومساعدين آخرين (غيتي)
TT

مصادرة ممتلكات صدام وأكثر من 4 آلاف مسؤول في نظامه السابق

صورة أرشيفية تجمع صدام حسين ونائبيه السابقين عزة الدوري وطارق عزيز ومساعدين آخرين (غيتي)
صورة أرشيفية تجمع صدام حسين ونائبيه السابقين عزة الدوري وطارق عزيز ومساعدين آخرين (غيتي)

أنجزت الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة في العراق، أمس، تنفيذ بنود القرار 72 الذي أصدره مجلس النواب العراقي عام 2017. ويعالج قضية أموال أركان نظام حزب البعث المنحل، وشمل القرار مصادرة أموال الرئيس الراحل صدام حسين وأولاده وأحفاده وأقاربه من الدرجة الثانية، إضافة إلى أموال 52 مسؤولا كبيرا في نظامه. كما شمل القرار حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لنحو أربعة آلاف مسؤول سابق في نظام البعث.
وقالت الهيئة في بيان إنها «أنجزت القوائم الخاصة بأسماء المشمولين بالقانون 72، وتتضمن حجز ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة لأركان النظام البائد»، مبينة أن «الأموال المصادرة المنقولة وغير المنقولة تسجّل عائديتها لوزارة المالية». وأشار البيان إلى أن «عدد المشمولين بالحجز بلغ 4257» وأن المادة 3 من القانون نصت على «حجز الأموال المنقولة وغير المنقولة لكل من المحافظين، ومن كان بدرجة عضو فرع فما فوق في حزب البعث المنحل، ومن كان بدرجة عميد في الأجهزة الأمنية للنظام البائد (جهاز المخابرات، الأمن الخاص، الأمن العسكري، الأمن العام، وفدائيي صدام)». وأكدت الهيئة أنه «من حق المشمولين بإجراءات الحجز تقديم الطلبات إلى اللجنة الخاصة المشكلة من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء للبت بمصير الأموال المحجوزة».
وتتخوف بعض الأوساط العراقية من استيلاء جماعات سياسية نافذة وشبكات المتاجرة بالعقارات على ممتلكات أركان النظام السابق وعدم إعادتها إلى ملكية الدولة. ويشاطر النائب مشعان الجبوري كثيرين تلك المخاوف ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء في البلاد مخترق من قبل الفاسدين، مقدرات البلاد جميعها، ضمنها النفط. الفاسدون استحوذوا منذ 2003 على عقارات الدولة العراقية وسيطرتهم على أموال أركان النظام السابق غير مستبعدة».
لكن الجبوري يرى أن القانون الجديد «جيد وينظم عمل ملف شائك ومعقد». ويتابع «قبل قانون 72 كانت ممتلكات عشرات آلاف المواطنين محجوزة، وليس من حقهم التصرف بها، لكن الأمر يتعلق الآن بمصادرة أموال 52 مسؤولا سابقا فقط، وقائمة أخرى بالحجز على ممتلكات أكثر من 4 آلاف بإمكان كثيرين منهم استردادها إن أثبتوا أنهم حصلوا على تلك الأموال عن طريق الرواتب أو الورث أو أي حق طبيعي».
ويعتقد الجبوري أن التعليمات السابقة كانت مجحفة بحق كثيرين لأنهم مشمولون بتوصيف «أركان النظام السابق الذي وجد في عام 1968 وانتهى عام 2003. بحيث إن عائلة الوزير حردان عبد الغفار التكريتي الذي قتله نظام البعث في الكويت عام 1970. محرومة من ممتلكاتها بذريعة انتمائه سابقا لنظام البعث». ويضيف «كذلك الأمر مع صلاح عمر العلي الذي عارض نظام البعث منذ عام 1980، إلا أن أمواله محجوزة استنادا لتعليمات هيئة المساءلة قبل إقرار قانون 72».
وبرأي الجبوري فإن «القائمة التي أصدرتها هيئة المساءلة بشأن أركان النظام السابق المشمولين بالمصادرة صحيحة، رغم أن بعض الشخصيات ومنهم وزير التجارة السابق محمد مهدي صالح ووزير الدفاع سعدي طعمة الجبوري ربما تعرضا للظلم، لأنهما لم يعرف عنهما الاعتداء أو التجاوز على المال العام حين كانوا في السلطة».
ويتفق الخبير القانوني طارق حرب على أن القانون الجديد «قلص بشكل كبير نسبة الأشخاص الذين كانوا محرومين من التصرف بأموالهم نتيجة قرارات سابقة لهيئة المساءلة السابقة». ويرى حرب في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تعليمات هيئة المساءلة السابقة كانت تتحفظ على أموال من هم برتبة عقيد فما فوق إضافة إلى أغلب المسؤولين في النظام السابق، لكن القرار الحالي يستثني مثلا، أموال نائب رئيس الجمهورية من المصادرة والحجز» في إشارة إلى نائب رئيس الجمهورية في نظام البعث طه محيي الدين معروف.
ولا يستبعد حرب تعرض ممتلكات وأموال أركان النظام السابق للسيطرة والاستحواذ من قبل جهات نافذة، ويضيف «أغلب عقارات وأموال النظام السابق في منطقة المسبح بحي الكرادة الراقي سيطرت عليها جهات سياسية معروفة بطرق مختلفة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.