الحوثيون يتخلون عن جرحاهم في جبهات القتال

تقدم للجيش في البيضاء وغارات للتحالف في تعز ونهم

الجيش الوطني اليمني في جبهة مأرب (إ.ب.أ)
الجيش الوطني اليمني في جبهة مأرب (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يتخلون عن جرحاهم في جبهات القتال

الجيش الوطني اليمني في جبهة مأرب (إ.ب.أ)
الجيش الوطني اليمني في جبهة مأرب (إ.ب.أ)

سيطر الجيش اليمني أمس على مواقع جديدة في جبهات القتال بمحافظة البيضاء (وسط) في وقت أدت فيه حالة الإحباط بين صفوف ميليشيات جماعة الحوثيين الانقلابية جراء المعارك الضارية والضربات المحكمة لمقاتلات التحالف العربي إلى التخلي عن جرحاها وجثث قتلاها في جبهة ميدي بمحافظة حجة.
وقالت مصادر قبلية في محافظة البيضاء لـ«الشرق الأوسط» إن «أهم هدف لقوات الجيش بعد تحرير مديرية ناطع والسيطرة على جبال (مركوزة) هو الزحف نحو منطقة (فضحة) التي تتحكم في مفترق طرق بين ثلاث مديريات، إذ تعني السيطرة عليها قطع الإمدادات الحوثية باتجاه مديرية نعمان وعقبة القنذع وإتاحة التوغل في مديرية الملاجم». وأفاد موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت) بأن قواته حررت أمس «جبل الصرير بمديرية ناطع بمحافظة البيضاء ومواقع أخرى استراتيجية تمهيدا لبدء عملياته لتحرير مديرية «الملاجم».
ونقل الموقع عن مصادر ميدانية قولها إن «قوات الجيش الوطني حررت جبل الصرير بعد مواجهات ضارية مع ميليشيات الحوثي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات فيما وصلت المعارك إلى «جبل البير» و«النشيف» والسادة وموقع «بلاد الفقراء» الاستراتيجي الذي يطل على مناطق «فضحة»و«جبل القرحاء»و«ضهر لبان» الاستراتيجية.
وأفادت المصادر العسكرية للجيش اليمني بأن «مقاتلات التحالف العربي شنت، صباح أمس سلسلة غارات جوية استهدفت تعزيزات للميليشيات باتجاه مديرية «نعمان» تتضمن عدة عربات عسكرية مما أدى إلى تدميرها.
وفي محافظة تعز (جنوب غرب) استهدف طيران التحالف «تجمعات لميليشيات الحوثي الانقلابية شرق تعز أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات أثناء تجمعهم جوار المخبز الآلي في جولة القصر الجمهوري»، بحسب ما نقلته وكالة (سبأ) الحكومية.
وذكرت الوكالة أن «قصفا مدفعيا متبادلا دار بين الجيش الوطني ومجاميع الميليشيات التي كانت تعتزم مهاجمة مواقع الجيش في التشريفات والقصر الجمهوري». وأضافت أن الميليشيات قصفت «الأحياء السكنية بقذائف الهاوزر والكاتيوشا في الصفا شرق المدينة وبير باشا غرب المدينة، مما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين».
وفي جبهة نهم عند الأطراف الشمالية الشرقية لصنعاء قال المركز الإعلامي للجيش اليمني في بيان أمس: «إن مقاتلات التحالف العربي قصفت بغارتين جويتين مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية، في جبل بحرة المطل على وادي جهم جنوب مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، مما أدى إلى مصرع عدد من المسلحين» لم يتبين عددهم.
ومع اشتداد المعارك وتصاعد حالة الإحباط والهلع في صفوف الميليشيات أمام تقدم القوات الحكومية في الجبهات أصبح قادة الجماعة الانقلابية يتخلون عن قتلاهم وجرحاهم ويلوذون بالفرار، بحسب ما أفادت مصادر الجيش.
وفي هذا السياق عثر أفراد من قوات الجيش الوطني في جبهة «ميدي» (شمال غرب) على أحد جرحى ميليشيات الحوثي بعد أن ظل ينزف في الصحراء أكثر من يومين متتاليين.
وأكد مصدر ميداني لموقع الجيش «سبتمبر نت» أن أفراد اللواء الثاني حرس حدود «قاموا بإسعاف الجريح ونقله إلى المستشفى الميداني التابع للجيش الوطني في جبهة ميدي حيث قدمت له جميع الإسعافات الأولية اللازمة، وتم نقله بعد ذلك إلى أحد المستشفيات بالمملكة العربية السعودية نظرا لوضعه الحرج».
وأضاف المصدر أن عناصر الحوثي تركوا وراءهم العشرات من القتلى والجرحى في معارك الجمعة الماضي في جبهة ميدي، مؤكدا أن جثث الكثير منهم لا تزال ملقاة في الصحراء.
على صعيد متصل، ذكرت مصادر الجيش أن محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي ورئيس أركان المنطقة السادسة في الجيش اليمني العميد الركن منصور ثوابة تفقدا أمس المواقع التي حررها اللواء أول حرس حدود بالخط الدولي الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة. وضيقت القوات الحكومية في الأسابيع الأخيرة الخناق على مسلحي الحوثي في مختلف الجبهات، مما أدى إلى تكبيد الميليشيات خسائر ميدانية وبشرية فادحة.
على صعيد متصل، نقل مركز المحويت الإعلامي، عن سكان محليين في محافظة المحويت، استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في فرض التجنيد الإجباري على الأطفال والشباب في المحافظة، والدفع بهم إلى جبهات القتال وبقوة السلاح. وقال: «محافظ المحويت، المُعين من قبل الحوثيين، فيصل حيدر، هدد وتوعد قيادات في حزب صالح ومديري مكاتب حكومية، بالفصل من الوظيفة وتغييرهم إن لم يقوموا بتجهيز أبنائهم وإرسالهم لجبهات القتال، وذلك خلال ترؤسه لاجتماع مشترك للمجلس المحلي والمكتب التنفيذي بالمحافظة». وأجبرت قيادات ميليشيات الحوثي في المحويت مديري عموم المكاتب الحكومية في المحافظة، وبعض الأعيان وشخصيات اجتماعية، على تجهيز ألف مجند من مديريات المحويت كافة، وإرسالهم إلى جبهة الساحل الغربي، بينما شُكلت لجان حوثية لمتابعة ذلك.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».