تفجير يستهدف أحد كوادر «حماس» في جنوب لبنان

الحركة تتهم إسرائيل بالوقوف وراء محاولة اغتيال

قوات لبنانية في مكان انفجار السيارة الذي استهدف حمدان (إ.ب.أ)
قوات لبنانية في مكان انفجار السيارة الذي استهدف حمدان (إ.ب.أ)
TT

تفجير يستهدف أحد كوادر «حماس» في جنوب لبنان

قوات لبنانية في مكان انفجار السيارة الذي استهدف حمدان (إ.ب.أ)
قوات لبنانية في مكان انفجار السيارة الذي استهدف حمدان (إ.ب.أ)

أصيب محمد حمدان، أحد أعضاء حركة حماس الفلسطينية، نتيجة استهداف سيارته بتفجير عبوة ناسفة، في مدينة صيدا جنوب لبنان. وحمّلت الحركة على لسان نائب مسؤولها السياسي، جهاد طه، إسرائيل المسؤولية عن محاولة الاغتيال.
ولم يكن حمدان من شخصيات «حماس» المعروفة في لبنان؛ لكن تلفزيون «المنار»، التابع لـ«حزب الله»، وصفه بـ«الشخص المهم في الحركة». وذكر أنه كان له دور أمني، وأن إسرائيل كانت تتعقبه.
وقال نائب المسؤول السياسي لـ«حماس» في لبنان، جهاد طه: «إن محمد حمدان الذي استهدف بعملية التفجير في صيدا، هو أحد أعضاء الحركة، ويعمل في مكتب مسؤولها السياسي في لبنان أحمد عبد الهادي»، محملاً العدو الإسرائيلي المسؤولية في استهداف حمدان، لافتاً إلى أن «حالته مستقرة، ويخضع للعلاج في أحد مستشفيات صيدا».
وقال منير المقداح، القيادي في حركة فتح في لبنان لوكالة «رويترز»، إن حمدان «شارك في عمليات في إسرائيل» مضيفاً: «الحادث له بصمات إسرائيلية». وأوضحت قيادة الجيش اللبناني أن «عبوة ناسفة انفجرت بسيارة نوع (BMW) فضية اللون، في محلة البستان الكبير - صيدا، ما أدى إلى إصابة صاحبها الفلسطيني محمد حمدان. وقد فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة طوقاً أمنياً حول المكان، كما حضر الخبير العسكري وباشر الكشف على موقع الانفجار، لتحديد حجمه وطبيعته».
وأصيب حمدان، وفق ما أوضح مصدر طبي في صيدا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إصابة بالغة في قدميه، بينما كان يهم بالصعود إلى السيارة»، موضحاً أنه «يخضع لعملية جراحية»، وأكد الصليب الأحمر اللبناني وقوع إصابة واحدة جراء الانفجار.
وعند وقوع الانفجار، الذي قدّرت زنته بـ500 غرام من المواد المتفجرة وضعت تحت مقعد السائق، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام»: «ضربت القوى الأمنية طوقاً أمنياً حول المكان، وحضرت فرق إطفاء بلدية صيدا وسيارات الإسعاف، فيما باشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لمعرفة ملابسات وخلفية الانفجار الذي أحدث هلعاً في صفوف أهالي مدينة صيدا ومخيماتها».
واستنكر رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي التفجير، مؤكدا أن «ما جرى يدفعنا للدعوة من أجل اليقظة والوعي في هذه المرحلة الحساسة، ونشد على أيدي القوى الأمنية والعسكرية الساهرة للحفاظ على الأمن في هذا البلد، وعلى الجميع التعاون معها لتحقيق هذه الغاية».



هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.