قال قائد الأركان الروسي الجنرال فليري غيراسيموف إن المهام الرئيسية التي سيجري تركيز الاهتمام عليها عام 2018 يأتي على رأسها التسوية السياسية، والقضاء على «جبهة النصرة»، في وقت حذر فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف من المماطلة في عقد مؤتمر سوتشي المتوقع نهاية الشهر المقبل.
ولفت غيراسيموف في تصريحات أمس، إلى وجود مجموعات تابعة لذلك التنظيم في مختلف مناطق خفض التصعيد، وبصورة خاصة وكبيرة في إدلب، وأعرب عن قناعته بأنه «سيتم قريبا القضاء على تلك المجموعات». وفي سؤاله حول نشاط القوات الروسية في سوريا في المرحلة المقبلة، أشار إلى أن الخبراء العسكريين الروس موجودون عمليا في كل قطعات قوات النظام السوري، «وقاموا بتدريبها وأصبحت تلك القوات قادرة على التصدي للتحديات»، وأكد أن القوات الروسية في حميميم وطرطوس ستستمر في تقديم المساعدة لقوات النظام.
كما اتهم قائد الأركان الروسي، القوات الأميركية في قاعدة التنف بتدريب مقاتلين من «داعش» لزعزعة الوضع في سوريا.
وقال غيراسيموف في حديث أمس لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، إن معطيات الاستطلاع الفضائي وغيرها من وسائل استطلاع، أظهرت وجود مجموعات من المقاتلين في قاعدة التنف الأميركية على الحدود السورية - الأردنية - العراقية، وأضاف أن هؤلاء المقاتلين هم «داعش» عمليا، لكن بعد أن يتم «تغيير لونهم» يحصلون على أسماء أخرى، مثل «جيش سوريا الجديد» على سبيل المثال. وتابع: «نعرف أن نحو 400 شخص انتقلوا من معسكر الشدادي باتجاه التنف (...) وبقي في الشدادي حاليا نحو 750 مقاتلا، و350 في التنف». وأشار إلى أن البنتاغون لم يتمكن حتى الآن من توضيح أسباب الاحتفاظ بقاعدة التنف، بعد القضاء على «داعش» في سوريا.
وحمل غيراسيموف القوات الأميركية المسؤولية عن حادثة خطيرة بمشاركة مقاتلات روسية وأميركية وقعت في الأجواء فوق الفرات يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأكد وجود اتفاق مع الأميركيين على تقاسم مناطق العمليات، حيث تقوم الطائرات الأميركية بعملياتها في الأجزاء الشرقية من ضفة الفرات، والروسية على الضفة الغربية، وقال إن طائرتين روسيتين من طراز «سو25» كانتا يومها تنفذان مهمة استطلاع في الجزء الغربي من وادي الفرات، ولم تتجاوزا الحدود المتفق عليها، وفي هذه الأثناء ظهرت طائرة أميركية «إف22» في الجزء الشرقي وتخطت الحدود المتفق عليها، وأضاف: «كانت الطائرة الأميركية على ارتفاع عال، ثم انتقلت إلى ارتفاع أقل، وحلقت على بعد أقل من 100 متر من طائراتنا، وكانت تشكل خطرا كبيرا»، وشرح كيف كانت المقاتلة الأميركية تقترب من الطائرات الروسية وتبتعد، وقال إن «قائد المقاتلة الأميركية كان يلعب لعبة خطيرة».
في السياق، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال محادثات أجراها في موسكو أمس مع رئيس «تيار الغد السوري» أحمد الجربا، إن قوات النظام السوري وحلفاءها بدعم من القوات الروسية «يضيقون الخناق على (النصرة)». ولفت إلى أن «مقاتليها ما زالوا يقاومون، بما في ذلك، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، بفضل دعم خارجي»، وأكد أن القوات الجوية الروسية ستعود وتقدم المساعدة مجدا لقوات النظام السوري في حال تدهور الوضع، لافتاً إلى أن هذا سيجري بموجب الاتفاقيات الحكومية بين البلدين.
كما تحدث وزير الخارجية الروسي عن أهداف مؤتمر الحوار السوري المرتقب في سوتشي نهاية يناير (كانون الثاني) 2018. وقال: «هدفنا تشكيل أرضية تمثيلية واسعة لإطلاق إصلاحات دستورية، يتفق على شروطها السوريون بالطبع. وبهذا المعنى يجري تنفيذ البند من القرار (2254) الخاص بضرورة الحوار بين الحكومة وكامل أطياف المعارضة». وعبر عن قناعته بأن مؤتمر الحوار في سوتشي «سيساعد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وزملاءه في إطلاق حوار مباشر، دون فرض أي شروط مسبقة، (بين المعارضة والنظام) في جنيف، وقبل كل شيء حول مسائل الدستور والتحضير للانتخابات». وأشار إلى «دعم واسع» لمؤتمر سوتشي بين السوريين «وبصورة خاصة الذين يقيمون في سوريا، بما في ذلك غالبية زعماء العشائر»، وأكد أن الدعوات للمشاركة في سوتشي سيتم توجيهها إلى جميع أطياف المعارضة السورية، بما في ذلك القوى التي تشارك في المفاوضات في جنيف.
من جانبه، أعرب أحمد الجربا عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وعن أمله بأن تبذل روسيا جهودا لتحسين الوضع هناك. وقال: «هناك مآس إنسانية على أعلى مستوى، ونأمل بأن تتدخل روسيا بثقلها لعودة الأمور إلى نصابها». كما تطرق الجربا إلى مسألة مؤتمر الحوار الوطني السوري، قائلا: «سنقيم معكم هذا الموضوع لنرى كيف ستجري الأمور»، وأعرب كذلك عن الأمل بإقامة حوار مباشر بين وفدي الحكومة والمعارضة في مفاوضات جنيف. وأكد الجربا في حديث لقناة «روسيا اليوم» قراره بالمشاركة في مؤتمر سوتشي، لافتاً إلى عناصر مشجعة، منها الوجود الدولي والعربي فضلا عن تركيا وروسيا وإيران. وعبر عن قناعته بأن رأس النظام السوري «مسؤول بنسبة كبيرة عما حصل في سوريا»، مضيفا أن «موضوع الأسد سيناقش، واليوم نحن السوريون لسنا أصحاب القرار، سواء النظام أم المعارضة... هناك أطراف أخرى وتدخلات والنفوذ الخارجي سواء الإقليمي أو الدولي كبير في سوريا، وسنرى كيف ستسير الأمور».
في شأن متصل، كشف المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الأزمة السورية ألكسندر لافرينتيف، عن إنجاز الجانب الروسي نسخته من قائمة المدعوين إلى سوتشي، وقال في حوار نشرته وكالة «ريا نوفوستي»، إن «إجمالي العدد (من سيشاركون في المؤتمر) يبلغ حتى الآن نحو 1500 شخص»، ولم يستبعد زيادة العدد، موضحاً أن روسيا عرضت قائمة المدعوين على الضامنين تركيا وإيران. وأضاف أن «العدد قد يزيد باقتراح الأتراك لبعض الشخصيات». ورجح أن ينتهي العمل على وضع القائمة النهائية للمشاركين في سوتشي خلال الأسبوعين المقبلين. وشدد لافرينتيف على ضرورة عقد مؤتمر سوتشي في موعده الذي تم الاتفاق عليه خلال «آستانة8»، أي يومي 29 و30 يناير (كانون الثاني) المقبل، وحذر من أنه «في حال المماطلة، فهناك خطر بالتحول إلى فعالية فوضوية غير متحكم بها، وسيصبح من الصعب جدا تحقيق أهداف واقعية محددة».
موسكو: مهمتنا في 2018 القضاء على «النصرة»
حذرت من المماطلة في عقد مؤتمر سوتشي
موسكو: مهمتنا في 2018 القضاء على «النصرة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة