موسكو: مهمتنا في 2018 القضاء على «النصرة»

حذرت من المماطلة في عقد مؤتمر سوتشي

احتفال رمزي بعيد الميلاد داخل كنيسة للأرمن الكاثوليك أصابها الدمار في معارك الرقة (أ.ف.ب)
احتفال رمزي بعيد الميلاد داخل كنيسة للأرمن الكاثوليك أصابها الدمار في معارك الرقة (أ.ف.ب)
TT

موسكو: مهمتنا في 2018 القضاء على «النصرة»

احتفال رمزي بعيد الميلاد داخل كنيسة للأرمن الكاثوليك أصابها الدمار في معارك الرقة (أ.ف.ب)
احتفال رمزي بعيد الميلاد داخل كنيسة للأرمن الكاثوليك أصابها الدمار في معارك الرقة (أ.ف.ب)

قال قائد الأركان الروسي الجنرال فليري غيراسيموف إن المهام الرئيسية التي سيجري تركيز الاهتمام عليها عام 2018 يأتي على رأسها التسوية السياسية، والقضاء على «جبهة النصرة»، في وقت حذر فيه وزير الخارجية سيرغي لافروف من المماطلة في عقد مؤتمر سوتشي المتوقع نهاية الشهر المقبل.
ولفت غيراسيموف في تصريحات أمس، إلى وجود مجموعات تابعة لذلك التنظيم في مختلف مناطق خفض التصعيد، وبصورة خاصة وكبيرة في إدلب، وأعرب عن قناعته بأنه «سيتم قريبا القضاء على تلك المجموعات». وفي سؤاله حول نشاط القوات الروسية في سوريا في المرحلة المقبلة، أشار إلى أن الخبراء العسكريين الروس موجودون عمليا في كل قطعات قوات النظام السوري، «وقاموا بتدريبها وأصبحت تلك القوات قادرة على التصدي للتحديات»، وأكد أن القوات الروسية في حميميم وطرطوس ستستمر في تقديم المساعدة لقوات النظام.
كما اتهم قائد الأركان الروسي، القوات الأميركية في قاعدة التنف بتدريب مقاتلين من «داعش» لزعزعة الوضع في سوريا.
وقال غيراسيموف في حديث أمس لصحيفة «كومسومولسكايا برافدا»، إن معطيات الاستطلاع الفضائي وغيرها من وسائل استطلاع، أظهرت وجود مجموعات من المقاتلين في قاعدة التنف الأميركية على الحدود السورية - الأردنية - العراقية، وأضاف أن هؤلاء المقاتلين هم «داعش» عمليا، لكن بعد أن يتم «تغيير لونهم» يحصلون على أسماء أخرى، مثل «جيش سوريا الجديد» على سبيل المثال. وتابع: «نعرف أن نحو 400 شخص انتقلوا من معسكر الشدادي باتجاه التنف (...) وبقي في الشدادي حاليا نحو 750 مقاتلا، و350 في التنف». وأشار إلى أن البنتاغون لم يتمكن حتى الآن من توضيح أسباب الاحتفاظ بقاعدة التنف، بعد القضاء على «داعش» في سوريا.
وحمل غيراسيموف القوات الأميركية المسؤولية عن حادثة خطيرة بمشاركة مقاتلات روسية وأميركية وقعت في الأجواء فوق الفرات يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وأكد وجود اتفاق مع الأميركيين على تقاسم مناطق العمليات، حيث تقوم الطائرات الأميركية بعملياتها في الأجزاء الشرقية من ضفة الفرات، والروسية على الضفة الغربية، وقال إن طائرتين روسيتين من طراز «سو25» كانتا يومها تنفذان مهمة استطلاع في الجزء الغربي من وادي الفرات، ولم تتجاوزا الحدود المتفق عليها، وفي هذه الأثناء ظهرت طائرة أميركية «إف22» في الجزء الشرقي وتخطت الحدود المتفق عليها، وأضاف: «كانت الطائرة الأميركية على ارتفاع عال، ثم انتقلت إلى ارتفاع أقل، وحلقت على بعد أقل من 100 متر من طائراتنا، وكانت تشكل خطرا كبيرا»، وشرح كيف كانت المقاتلة الأميركية تقترب من الطائرات الروسية وتبتعد، وقال إن «قائد المقاتلة الأميركية كان يلعب لعبة خطيرة».
في السياق، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال محادثات أجراها في موسكو أمس مع رئيس «تيار الغد السوري» أحمد الجربا، إن قوات النظام السوري وحلفاءها بدعم من القوات الروسية «يضيقون الخناق على (النصرة)». ولفت إلى أن «مقاتليها ما زالوا يقاومون، بما في ذلك، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، بفضل دعم خارجي»، وأكد أن القوات الجوية الروسية ستعود وتقدم المساعدة مجدا لقوات النظام السوري في حال تدهور الوضع، لافتاً إلى أن هذا سيجري بموجب الاتفاقيات الحكومية بين البلدين.
كما تحدث وزير الخارجية الروسي عن أهداف مؤتمر الحوار السوري المرتقب في سوتشي نهاية يناير (كانون الثاني) 2018. وقال: «هدفنا تشكيل أرضية تمثيلية واسعة لإطلاق إصلاحات دستورية، يتفق على شروطها السوريون بالطبع. وبهذا المعنى يجري تنفيذ البند من القرار (2254) الخاص بضرورة الحوار بين الحكومة وكامل أطياف المعارضة». وعبر عن قناعته بأن مؤتمر الحوار في سوتشي «سيساعد المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وزملاءه في إطلاق حوار مباشر، دون فرض أي شروط مسبقة، (بين المعارضة والنظام) في جنيف، وقبل كل شيء حول مسائل الدستور والتحضير للانتخابات». وأشار إلى «دعم واسع» لمؤتمر سوتشي بين السوريين «وبصورة خاصة الذين يقيمون في سوريا، بما في ذلك غالبية زعماء العشائر»، وأكد أن الدعوات للمشاركة في سوتشي سيتم توجيهها إلى جميع أطياف المعارضة السورية، بما في ذلك القوى التي تشارك في المفاوضات في جنيف.
من جانبه، أعرب أحمد الجربا عن قلقه إزاء الأوضاع الإنسانية في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق، وعن أمله بأن تبذل روسيا جهودا لتحسين الوضع هناك. وقال: «هناك مآس إنسانية على أعلى مستوى، ونأمل بأن تتدخل روسيا بثقلها لعودة الأمور إلى نصابها». كما تطرق الجربا إلى مسألة مؤتمر الحوار الوطني السوري، قائلا: «سنقيم معكم هذا الموضوع لنرى كيف ستجري الأمور»، وأعرب كذلك عن الأمل بإقامة حوار مباشر بين وفدي الحكومة والمعارضة في مفاوضات جنيف. وأكد الجربا في حديث لقناة «روسيا اليوم» قراره بالمشاركة في مؤتمر سوتشي، لافتاً إلى عناصر مشجعة، منها الوجود الدولي والعربي فضلا عن تركيا وروسيا وإيران. وعبر عن قناعته بأن رأس النظام السوري «مسؤول بنسبة كبيرة عما حصل في سوريا»، مضيفا أن «موضوع الأسد سيناقش، واليوم نحن السوريون لسنا أصحاب القرار، سواء النظام أم المعارضة... هناك أطراف أخرى وتدخلات والنفوذ الخارجي سواء الإقليمي أو الدولي كبير في سوريا، وسنرى كيف ستسير الأمور».
في شأن متصل، كشف المبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى الأزمة السورية ألكسندر لافرينتيف، عن إنجاز الجانب الروسي نسخته من قائمة المدعوين إلى سوتشي، وقال في حوار نشرته وكالة «ريا نوفوستي»، إن «إجمالي العدد (من سيشاركون في المؤتمر) يبلغ حتى الآن نحو 1500 شخص»، ولم يستبعد زيادة العدد، موضحاً أن روسيا عرضت قائمة المدعوين على الضامنين تركيا وإيران. وأضاف أن «العدد قد يزيد باقتراح الأتراك لبعض الشخصيات». ورجح أن ينتهي العمل على وضع القائمة النهائية للمشاركين في سوتشي خلال الأسبوعين المقبلين. وشدد لافرينتيف على ضرورة عقد مؤتمر سوتشي في موعده الذي تم الاتفاق عليه خلال «آستانة8»، أي يومي 29 و30 يناير (كانون الثاني) المقبل، وحذر من أنه «في حال المماطلة، فهناك خطر بالتحول إلى فعالية فوضوية غير متحكم بها، وسيصبح من الصعب جدا تحقيق أهداف واقعية محددة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».