قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس، إن الإقليم يرفض القبول بأن يمثل «الخط الأخضر»، الذي حدده الحاكم المدني الأميركي في العراق، بول بريمر، في تسعينات القرن الماضي، كحد فاصل بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في عهد النظام العراقي السابق، حدود إقليم كردستان. وأضاف: «يطالبوننا بالرجوع إلى الخط الأخضر لترسيم حدود كردستان، ونقول لهم ليس لدينا أي استعداد لمناقشة هذا الأمر».
وأكد بارزاني، في تجمع لدعم استفتاء الاستقلال في قضاء سوران، بمحافظة أربيل، أن «قرار الاستفتاء هو قرار الشعب الكردستاني، وليس لشخص واحد أو حزب معين». وحول وجود بديل عن الاستفتاء، قال بارزاني: «إذا لم يكن هناك بديل حقيقي خلال 3 أيام، فمن المستحيل أن نؤجل الاستفتاء. وفي حال وجد البديل الضامن لحقوقنا، فإننا سوف نحتفل في 25 سبتمبر (أيلول)، ونقيم احتفالات جماهيرية. وإذا لم يصلنا البديل، فسنصوت جميعاً».
إلى ذلك، كانت الليلة قبل الماضية الأكثر توتراً منذ نحو عام في مدينة كركوك الغنية بالنفط (واحدة من المدن المتنازعة عليها بين أربيل وبغداد)، حيث استقبلت إحدى مقرات الجبهة التركمانية في المدينة احتفالات مجموعة من الشباب الكرد والعرب من سكان كركوك، ضمن الحملة الدعائية للاستفتاء، بوابل من الرصاص، مما أسفر عن مقتل شاب كردي، وإصابة 4 آخرين، اثنين منهم من المكون العربي.
وأعلنت القوات الأمنية في محافظة كركوك، بعد مضي وقت قصير على الحادثة، أن الوضع تحت السيطرة، وأكدت أنها تتخذ إجراءات عدة للحيلولة دون وقوع أي أعمال عنف أو حوادث إرهابية في المدينة، مع اقتراب موعد الاستفتاء، الاثنين المقبل.
وقال مسؤول إعلام قوات الآسايش (الأمن الكردي) في كركوك، النقيب فرهاد حمه علي، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم وقوع بعض الحوادث الليلة قبل الماضية في كركوك، فإن أوضاع المدينة مستقرة، وليست متوترة بالشكل الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام، ومديرية الآسايش في كركوك، وبالتنسيق مع قوات الشرطة وكل الأجهزة الأمنية الأخرى، على أهبة الاستعداد، وقد نشرنا قواتنا في مناطق المدينة كافة، خصوصاً في الشوارع والأماكن العامة»، لافتاً إلى أن قوات الآسايش والقوات الأمنية مستعدة دائماً للتصدي للذين يحاولون المس بالتعايش السلمي والأخوة الموجودة بين مكونات كركوك.
وسلط حمه علي الضوء على أحداث كركوك الليلة قبل الماضية، مشيراً إلى أن عدداً من حراس أحد مقرات الجبهة التركمانية في كركوك، التي تسمى بالحركة القومية التركمانية، أطلقوا النار على عدد من شباب كركوك من القوميتين الكردية والعربية أثناء احتفالهم ضمن الحملة الإعلامية لعملية الاستفتاء على الاستقلال، حيث كانوا يعلقون أعلام كردستان، وأسفر إطلاق النار عن مقتل شاب كردي، وإصابة 4 آخرين، اثنين منهم من المكون العربي. في حين تعرضت دورية تابعة لشرطة الطوارئ في المدينة إلى هجوم بقذيفة «آر بي جي»، دون أن تقع خسائر في صفوف قوات الشرطة.
في غضون ذلك، شهدت قلعة كركوك التاريخية، وسط المدينة، أمس، مهرجاناً شعبياً واسعاً لدعم استفتاء الاستقلال، شارك فيه محافظ كركوك نجم الدين كريم، وقيادات من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول علي، وقائد قوات البيشمركة في محور كركوك محمد حاج محمود، وعدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين وشيوخ العشائر، وأبناء مكونات كركوك كافة. وقال محافظ كركوك، الذي صوت مجلس النواب العراقي الأسبوع الماضي على إقالته، في كلمة: «ستبقى كركوك مدينة كردستانية، مجيئكم اليوم والمشاركة في هذا المهرجان أظهر مرة أخرى للعالم كردستانية كركوك»، مشيراً إلى أن مكونات كركوك تعيش بسلام في ظل قوات البيشمركة، والدماء التي ضحت بها من أجل حماية كركوك، والحفاظ على الاستقرار فيها.
وبدوره، شدد الشيخ مسرور ناجي الفاضل الجبوري، أحد رؤساء قبيلة الجبور في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»: «حالياً، الوضع في المدينة هادئ ومطمئن، ونحن كمكون عربي ليس لدينا مخاوف من المستقبل، فنحن - مكونات المدينة - نعيش منذ عام 2003 في ظل التعايش السلمي؛ حقيقة نحن نطمع إلى مستقبل مشرق لهذه المدينة»، مشدداً على أن العلاقات بين مكونات المدينة علاقات وطيدة، ولا خوف عليها، ولن تحدث أي مشكلات بين هذه المكونات. وعما إذا كان أبناء المكون العربي السني في كركوك سيؤيدون الاستفتاء على الاستقلال، أوضح الجبوري: «الاستفتاء يصب في مصلحة جميع مكونات كركوك، لذا نحن ندعمه، وسنشارك في التصويت لصالحه».
ومن جانبه، أكد عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون التركماني، نجاة حسين،، أن الوضع في كركوك مستقر، وهناك انتشار أمني، مستبعداً حدوث أي مشكلات بين مكونات المدينة مستقبلاً، وقال: «هناك تخوف لدى جماهير التركمان في المدينة من المستقبل، لكني أرى الوضع مطمئناً في المدينة، ولن يحدث أي صِدام أو مواجهات بين الأطراف، لأن هناك كثيراً من العقلاء في كل الأطراف، الذين لن يسمحوا بأن ينزلق الموضوع إلى ما لا يُحمد عقباه».
بارزاني مخاطباً المجتمع الدولي: بديل حقيقي خلال 3 أيام أو الاستفتاء
توتر في كركوك بعد إطلاق حزب تركماني النار على محتفلين
بارزاني مخاطباً المجتمع الدولي: بديل حقيقي خلال 3 أيام أو الاستفتاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة