فضيلة الجفال
أعلامية و كاتبة سعودية

مستقبل «قاعدة العديد» القطرية.. هل يقلب الدراما السياسية؟

«العديد»؛ القاعدة المختبئة غرب الدوحة وكأنها موقع لفيلم من الخيال العلمي، بها نحو 11800 ألف عسكري أميركي يذرعون تلك البقعة الضخمة التي تعج بالمقاتلات والطائرات الاستطلاعية والعتاد العسكري. هي «المركز العصبي»، بحسب وصف هذه القوات، الذي يشرف على القوة الجوية الأميركية في المنطقة بما في ذلك أفغانستان والعراق، منذ 2003، وقد كان مشروع القاعدة منذ البداية مغرياً لقطر لجذب الولايات المتحدة بعيداً عن السعودية، أولا لدعم موقعها الاستراتيجي وثانيا لتأمين موقعها.

الإسلام ليس بضاعة سياسية

قبل أيام لفتني إعلان على موقع إنجليزي بعنوان فلاشي متحرك يقول: تحوّل إلى الإسلام. فتحت الإعلان فظهرت لي أيقونة دردشة حية. وضعت اسم كاثرين وتحته «رغبة في معرفة المزيد عن الإسلام».

دورة حياة الإسلام السياسي

بينما تشتعل الأخبار والصحافة في الشرق الأوسط بمانشيتات حول أوضاع المنطقة، اضطراباتها المزمنة وميليشياتها الإرهابية، ينصرف الناس إلى متنفس مريح وهو كأس العالم. يشجع العرب فريق الجزائر باعتزاز، بينما بعض آخر يشجع الفريق الإيراني، هم الذين في كل الأحوال يبحثون عن نافذة من الفرح والمشتركات.

السعوديون وعجلة الحظ

الجلسات الجانبية في المؤتمرات والمناسبات هي عادة من أهم ما فيها. ففيها الحوارات الثرية والتواصل البشري والتلاقح الفكري والتسويق الثقافي والمعرفي. هي صنف من أصناف حملات العلاقات العامة الدولية التي لا تنفق فيها الحكومات شيئا مباشرا في أغلب الأحوال. ومن بينها الدول المضيفة. وذلك على مستويات، منها ترويج وجودها وأهميتها الثقافية من خلال مواردها البشرية المهمة. وقد كنت رفقة مجموعة من الأسماء الثقافية والإعلامية في حفل جائزة الشيخ زايد للكتاب في أبوظبي.

الخطاب الإعلامي الرسمي في الخليج.. علاقات عامة؟

المتابع للخطاب الإعلامي الداخلي الصادر من الأجهزة الحكومية في الخليج، دون النزوح إلى التعميم المطلق، يجد أنه لا يركز على الرسائل التي تصل إلى الجماهير، بقدر ما يقدم صورة نمطية لخطاب تقليدي ثابت. خطاب «دفاعي» في الأزمات، وغير مقنع، عادة، للرأي العام. وهذا ما يخلق أزمة ثقة بينه وبين الجمهور الذي يبحث بالتالي عن بدائل. وتظل الرسائل التقليدية المطروحة والجهد المبذول يراوح في مكانه من دون فائدة. وتجد برنامج «الثامنة» للإعلامي داود الشريان على شاشة «mbc» وغيره من البرامج الخليجية المشابهة، زاخرا بالأمثلة الحية لنموذج ذلك المسؤول الحكومي الذي يداخل في قضايا البرنامج بدفاع مستميت وكأنه في جبهة حرب.

الوعي الوطني في الخليج

يجلس مجموعة من العرب في أحد البلدان الأوروبية يستمعون إلى إذاعة عربية تبث الأخبار والحوارات. يعلو صوت مداخلة لأحدهم يقول: أين المال العربي؟ لماذا لا ينقذ الوضع العربي المتردي؟ مشيرين إلى أوضاع سوريا تحديدا، وبعض البلدان الأخرى التي تشهد اضطرابات. هذه اللغة التي ما زال يحتفظ بها البعض، والتي ترفع شعارات القومية العربية، هي لغة لم تعد تمثل الحاضر الشائك فيما يبدو. هل المال العربي المقصود هو حق مفروض وواجب ومشاع؟ رغم أن المال العربي كان وما زال يستنزف في إنقاذ وإسعاف حالات الحروب والاضطرابات في المنطقة.

النساء والسيارة والإشارة الخضراء

بعيدا وفي رحلة إلى أفريقيا، كنت أعتقد أنني ورفيقاتي ابتعدنا عن الواقع الممل، الأخبار السياسية المرهقة والأحداث المثيرة والجهد النفسي والصخب الاجتماعي. وفي سيارة السفاري الخضراء المكشوفة، وفيما نحن نطارد الزرافات والنمور فجرا، سألنا بعض السياح الفرنسيين: من أين السيدات؟ قلنا: من السعودية. قال أحدهم بانفعال: هل قدتن السيارة أم ليس بعد؟ لا ليس بعد.. واستمرت الأسئلة تتهاوى علينا من السياح بمختلف الجنسيات، كمطارق على رؤوسنا حتى المساء. معنى أن تحمل هذا الثقل غير المبرر. أن تواجهه. أن لا تواجهه. أن تتهرب. أن تطالب. ماذا بعد؟ لا شيء سوى أن تقرر الحكومة وأن تعطي إشارتها الخضراء.