علي إبراهيم
صحافي وكاتب مصري، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط».

قوات أرضية.. كيف؟

ليس هناك دليل على حالة الفوضى السائدة في الساحة السورية أكثر من اتهام الأميركيين للروس بأن طائراتهم هي التي قصفت معسكرًا لجيش النظام السوري المفترض أن موسكو أرسلت قواتها لدعمه في مواجهة ما تقول إنها ميليشيات إرهابية. في سوريا والعراق أخذ الصراع الدولي الإقليمي مداه مع كثرة الأطراف الخارجية التي تتدخل ولها مصالح تحاول تحقيقها على حساب دولتين في لحظة ضعف وتفكك، وقد كان رد فعل الحكومة العراقية غريبًا في قوة الاحتجاج على إرسال أنقرة مئات الجنود المدعومين بدبابات قرب الموصل، التي كانت نقطة الانطلاق بالنسبة لـ«داعش»، في حين أن الموقف يحتاج إلى مساعدة خارجية بعدما انهارت القوات الحكومية العراقية في م

حافة الهاوية.. بالزبادي

بدا إسقاط القاذفة الروسية «السوخوي» بطائرات «إف 16» التركية، وكأنه بداية صدام بين الدب الروسي الذي اعتبرها طعنة في الظهر، وحلف الناتو باعتبار أنقرة عضوًا أصيلاً فيه. وطوال أسبوع كان التوتر التركي الروسي والملاسنات بين أنقرة وموسكو أشبه بأيام سياسات حافة الهاوية بين الاتحاد السوفياتي السابق الذي ورثته روسيا، والولايات المتحدة في الستينات والسبعينات. يوميًا هناك تطور جديد، روسيا تريد اعتذارًا، وتركيا ترفض لكنها تريد في نفس الوقت لقاءً مع بوتين. روسيا من جانبها تتخذ كل يوم إجراءات عقابية جديدة بحق تركيا من تقييد زيارة سياحها إلى تركيا إلى حظر استيراد مواد غذائية بينها الزبادي..

بيئة وبيروقراطية على هامش الإرهاب

ولي عهد بريطانيا، الأمير تشارلز، على حق عندما تحدث عن أن جزءًا من أسباب الحرب الأهلية في سوريا، وموجة الهجرة إلى أوروبا، هو الفشل في معالجة مشكلة التغير المناخي، حيث ضرب الجفاف البلاد نحو 6 سنوات، ما أدى إلى مشاكل وحركة نزوح من مناطق ريفية إلى المدن. وبالطبع فإن بقية القصة معروفة، إذ تعامل النظام مع حركة الاحتجاج الاجتماعي بالرصاص والقهر، وهو ما أدى إلى الثورة، والوضع الذي نراه اليوم.

الجيل الضائع

بعد كل هجوم إرهابي كبير تصدر الإدانات، والدعوات إلى عمل دولي حازم ومنسق، وتبدأ عملية البحث عن الأسباب والجذور، ثم تمر الأيام والشهور، ويخفت الحماس، ويتكرر الإرهاب في مكان آخر، أو في نفس البلد..

هل تنتصر «داعش»؟

هل يمكن أن نتصور سيناريو تنتصر فيه «داعش» وتصبح حقيقة أول دولة إرهابية تنشر الرعب والخراب في المنطقة والعالم؟ هذه الخاطرة تمر بعد أحداث سقوط طائرة السياح الروسية في سيناء وما رافقها من تطورات دبلوماسية، والاشتباك الذي حدث بين الأطراف المعنية. من دون الدخول في تفاصيل ما إذا كانت هناك قنبلة وضعت على متن الطائرة وأدت إلى مقتل هذا العدد من السياح العائدين إلى بلدهم بعد تمضية إجازتهم، فإن محصلة ما حدث منذ سقوط الطائرة والإعلان في بريطانيا والولايات المتحدة عن معلومات استخباراتية بأن قنبلة وضعت مع الأمتعة، المحصلة تصب لمصلحة هذه الجماعة الإرهابية. كيف؟

رؤية الإمارات

لا يعرف أحد كيف سيكون شكل المنطقة العربية والشرق الأوسط كله بمكوناته العربية وغير العربية، بعد أن تتجاوز المنطقة الإعصار السياسي الذي تمر به حاليا وبدأ عام 2011 ولم ينته بعد، وعلى الرغم مما خلفه من دمار وتقطيع للنسيج الاجتماعي في دول عربية، فإنه لن يستمر إلى الأبد، وسيتعين أن تكون هناك نهاية له مع ترتيبات جديدة، مثلما حدث بعد الحرب العالمية الأولى ورسم خرائط جديدة. لذلك جميل أن يكون هناك من يتحدث عن رؤية مستقبلية للمنطقة تحدث عنها الوزير الإماراتي أنور قرقاش قائلا: إنها رؤية هدفها تعزيز أجندة الأعمال وإغلاق مربع التناقضات والفوضى. والإمارات مؤهلة لذلك، حيث نجحت في مسيرة 4 عقود في فرض نفسها على

العقدة الكردية

تثير عملية تحرير الأسرى في العراق التي قامت بها قوات خاصة أميركية، بالتعاون مع البيشمركة الأكراد، كثيرا من التساؤلات، باعتبارها العملية الأولى التي تقوم بها الولايات المتحدة في العراق منذ قرار أوباما بالانسحاب. وهي العملية الأولى التي تأخذ فيها الإدارة الأميركية مخاطرة خسرت فيها جنديا، خلال الاشتباك الذي حصل مع عناصر تنظيم داعش، الذي كان يحتجز هؤلاء الأسرى لإعدامهم؛ كما قالت التقارير أو البيانات التي خرجت بعد العملية العسكرية لتحرير الرهائن. كما أنها الأولى التي تنسق فيها الولايات المتحدة على الأرض مع قوة عسكرية أخرى محلية في العراق بعد خروجها منه في عهد المالكي، وعدم الاتفاق وقتها على وجود قو

مفاهيم خاطئة.. وطوابير غائبة

إحدى المشكلات التي واجهت ولا تزال المجتمعات العربية في العقود الأخيرة، والتي أدت إلى ارتباك حركة هذه المجتمعات وعلاقة الحاكم بالمحكوم، ثم الفورة التي حدثت في عام 2011 في عدد من الدول العربية وما زلنا نعيش في تداعياتها، هي القناعات والمفاهيم الخاطئة التي ترسخت، وساهمت الحكومات نفسها في نشرها، ثم اكتشفت أنها كمن يلف حبل المشنقة بنفسه حول عنقه. وهذا بالتحديد ينطبق على القضايا الاقتصادية، باعتبارها قضايا معقدة تحتاج إلى فهم، وكذلك في ضوء أنها تمس الناس في حياتهم اليومية، وأغلب الحكومات تتصرف كالنعامة في مثل هذه القضايا مفضلة الشعبوية، وتأجيل الحلول الجذرية أو تركها لأجيال مقبلة لتحلها، وهذا واضح ف

من ليبيا إلى سوريا

أخيرا أصبح هناك شبه ضوء في نهاية النفق أمام الأزمة الليبية، بعد اقتراح المبعوث الدولي تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد نحو الخروج من الفوضى والاقتتال الداخلي العبثي. ليس معروفا ما إذا كان هذا الاتفاق هو حقيقة الضوء في نهاية النفق الذي طال انتظاره، أم أن مصيره سيكون مثل بقية المحاولات التي أحبطتها قوى سياسية وعسكرية هناك ترى أن مصلحتها في الفوضى، وقد بدأت إرهاصات ذلك برفض القوى المتحكمة في العاصمة طرابلس مشروع المبعوث الدولي.

رمال متحركة

المتأمل للمشهد الحالي في الشرق الأوسط لا بد أن يضرب كفًا بكف من الحيرة حول عملية خلط الأوراق الحادثة، ورهانات الدول التي وصلت إلى حدود قصوى قد تشعل حربًا عالمية ثالثة أو على الأقل حربًا بالوكالة إذا أخطأ أحد اللاعبين في حساباته. خطأ الحسابات يمكن الانزلاق إليه بسهولة في الرمال المتحركة للأزمة السورية التي تحولت في أربع سنوات من مجرد هبّة شعبية تطالب بإصلاحات ديمقراطية ومعيشية اجتماعية إلى بؤرة صراع دولي بين روسيا والولايات المتحدة أساسا. تبدو الأمور شديدة الضبابية بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في سوريا تحت شعار محاربة تنظيم داعش، بينما تقول التقارير الغربية إن الروس يستهدفون أساسا المعارضي