وزير الصحة اليمني: جهود التصدي للكوليرا تتحسن

دعا المنظمات الأممية إلى منح العاملين في مكافحة المرض حوافز مالية

TT

وزير الصحة اليمني: جهود التصدي للكوليرا تتحسن

أكد الدكتور ناصر باعوم، وزير الصحة العامة والسكان اليمني، أن جهود التصدي لوباء الكوليرا في اليمن تتحسن، مشيراً إلى أن نسبة الشفاء من المرض بلغت 99.2 في المائة.
ودعا باعوم الذي، كان يتحدث إلى «الشرق الأوسط» عبر اتصال هاتفي من محافظة أبين اليمنية، المنظمات الأممية الإغاثية إلى ضرورة توزيع الدعم الذي تكفل به «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، وتنفيذ عمليات الإصحاح البيئي على الفور، ومن ذلك تأمين مياه الشرب، ومعالجة المياه الراكدة والصرف الصحي.
وتساءل الوزير اليمني عن أسباب عدم إسهام المنظمات الأممية في تجهيز المختبرات وتعزيز توصيل الغذاء المناسب للمصابين. وقال إن «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والمنظمات الإغاثية الكويتية والإماراتية قدموا العلاج بشكل مجاني؛ إلا أن هناك دوراً يجب أن تقوم به المنظمات الأممية عبر تأمين إدخال المواد الطبية والقيام بأدوار الإصحاح البيئي وتعزيز وتطوير المختبرات المتواجدة وفرق الرصد الوبائي، وإعطاء حوافز للعاملين الميدانيين الذين يتصدون للوباء».
ولفت باعوم إلى أن جهود التصدي لوباء الكوليرا في تحسن كبير، مشيراً إلى أن وزارته سجلت خلال الأسبوعين الماضيين أربع حالات وفاة فقط في عموم محافظات اليمن، منوهاً بأن وزارة الصحة اليمنية مستمرة في رفع الجاهزية في المرافق الصحية؛ لأن الوباء يمكن أن يتفشى في أي وقت.
وأشار وزير الصحة العامة والسكان اليمني، إلى التحسن في نسب عدم الإصابة من وباء الكوليرا أو نسبة الشفاء منه يعودان إلى تدخل «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، بالتعاون مع «الهلال الأحمر الإماراتي» و«منظمة الإغاثة الكويتية»، وتعاون المنظمات الدولية الأخرى، لافتاً إلى أن ما نشرته منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير هو الحالات التي تراجع العيادات الخارجية ومراكز الاستقبال فقط.
وكانت منظمة الصحة العالمية ذكرت في تقريرها الأخير، أن أكثر من نصف مليون شخص في اليمن أصيبوا بالكوليرا منذ تفشي الوباء قبل أربعة أشهر، مشيرة إلى أن المرض حصد أرواح 1975 شخصاً، مضيفة أن أكثر من 5 آلاف إصابة جديدة بالفيروس الذي ينتقل عبر الماء، تسجل يومياً في الدولة التي انهار نظامها الصحي.
وقالت المنظمة إن «العدد الإجمالي لحالات الكوليرا المشتبه بها في اليمن هذا العام بلغ نصف مليون يوم الأحد الماضي، كما توفي نحو ألفي شخص منذ بدأ الوباء ينتشر بسرعة في نهاية أبريل (نيسان) الماضي».
وأضافت، أن انتشار الكوليرا تباطأ بشكل ملحوظ في بعض المناطق، مقارنة بأعلى المستويات المسجلة، لكن المرض ينتشر بسرعة في المناطق التي أصيبت به في الآونة الأخيرة، وتسجل أعداداً كبيرة من الحالات. وأوضحت، أن هناك 503484 حالة في الإجمالي. ويمكن للمرض أن يودي بحياة المصاب في غضون ساعات إذا لم يتلق العلاج اللازم.
يشار إلى أن السعودية عبر «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» وقّع أوائل شهر أغسطس (آب) الحالي اتفاقية لدعم أعمال منظمة الصحة العالمية في اليمن بمبلغ 33.7 مليون دولار، وذلك في إطار مواجهة وباء الكوليرا المنتشر في اليمن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».