أشاد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر بالانتصارات التي حققتها قوات الشرعية في مواجهة الميليشيات الانقلابية في الآونة الأخيرة، وأكد مضي الحكومة نحو بناء جيش وطني «يكون ولاؤه لله ثم للوطن بعيداً عن المناطقية والحزبية».
وشدد بن دغر خلال لقائه برئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد علي المقدشي أمس، على ضرورة استمرار اليقظة العالية ورفع الجاهزية القتالية في مواجهة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. كما استمع رئيس الوزراء من رئيس هيئة الأركان العامة إلى تقرير مفصل عن سير المعارك القتالية والانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمعنويات المرتفعة لضباط وجنود ومنتسبي القوات المسلحة في تحقيق النصر وهزيمة الميليشيات. وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة «ماضية في بناء جيش وطني يكون ولاؤه لله ثم للوطن بعيداً عن المناطقية والحزبية والولاءات الضيقة التي لا تخدم الوطن والمواطن كما كانت في السابق، وهو الذي أدى إلى انهيار الجيش والدولة التي نحن اليوم بصدد إعادتها وتأسيس الدولة الاتحادية من 6 أقاليم، ذلك المشروع الوطني الذي يتطلع إليه كل اليمنيين».
وجاءت هذه التصريحات تزامناً مع تقارير تتحدث عن صعوبات باتت تواجه الميليشيات الانقلابية في تجنيد المقاتلين في صفوفهم في الجبهات. وقالت مصادر مقربة من الانقلابيين إن الميليشيات صارت تلجأ إلى تجنيد الأطفال وحتى النساء أمام الصعوبات التي تواجهها. وأوضحت المصادر أن قادة الحوثيين كثفوا في الأيام القليلة الماضية ما يسمونه دورات عقائدية وثقافية في أماكن سرية من أجل التحشيد للمشاركة في القتال، خصوصاً في جبهة الساحل الغربي لليمن وجبهتي نهم ومأرب.
وأضافت المصادر أن «المستهدفين من هذه الدورات الجديدة التي تعقد بشكل مكثف، هم ضباط عسكريون ورجال دين وخطباء مساجد وأكاديميون ومدرسون وشخصيات تحظى بالاحترام في مناطقها السكنية». ويطلب من المشاركين في هذه الدورات التي تدوم بين أسبوع و10 أيام، الحشد والدفع بمقاتلين جدد للمشاركة في المعارك، على أن توجه لمن يعترض ويتقاعس تهمة الانتماء إلى الطابور الخامس»، لافتة إلى أن الانقلابيين يطلقون على من يتمّون تلك الدورات العقائدية بأنهم «مشرفون ثقافيون».
وقال محمد شبيبة، وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد اليمني لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات الانقلابية «تعتقد أنها بالعزف على الوتر الديني ستحرض الناس على القتال معها والانخراط في صفوفها، لكن الناس باتوا يعرفون جيداً أن هؤلاء الانقلابيين بعيدون عن الدين الصحيح ويتاجرون بها، وأن شعاراتهم أصبحت مستهلكة». وأكد أن وزارة الأوقاف اليمنية «حريصة على نشر ثقافة السلام والوسطية وحرمة الدماء ونبذ التعصب (والسلالية) والتطرف والإرهاب».
بدوره، يقول المحلل السياسي اليمني باسم الحكيمي، إن «مسألة التجنيد والتجييش باتت صعبة جداً أمام الانقلابيين، لأن القبائل والشخصيات الاجتماعية أصبحت تدرك أن من يرسلونهم إلى الجبهات لا يمكن أن يعودوا إلا في توابيت الموت، وأدركوا أن مشروع الحوثي منتهٍ وغير قابل للحياة، وأن الزج بأبنائهم يحمل مخاطرة كبيرة على حياتهم». وأضاف أن ميليشيات الحوثي «قامت بأعمال قذرة ورطت عبرها كثيراً من الشخصيات الاجتماعية في قضايا أخلاقية من أجل ابتزازها لاحقاً ودفعها للمشاركة في عملية التحشيد».
ورأت مصادر مطلعة أخرى أن الأمر وصل بالانقلابيين إلى تجنيد النساء، وهذا «مؤشر على مدى الانهيار لدى الميليشيات في جبهات القتال، حيث تعرضت خلال السنتين الماضيتين إلى خسائر كبيرة جداً في صفوف مقاتليها ومعداتها العسكرية».
انقلابيو اليمن يواجهون صعوبات في تجنيد المقاتلين
رئيس الحكومة: ماضون نحو بناء جيش وطني ولاؤه للوطن لا للمناطقية
انقلابيو اليمن يواجهون صعوبات في تجنيد المقاتلين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة