وزير الأوقاف اليمني يدعو الانقلابيين إلى عدم تسييس الحج

قال إن السعودية تستقبل زوار بيت الله بغض النظر عن المناطق التي يأتون منها

الوزير أحمد عطية
الوزير أحمد عطية
TT

وزير الأوقاف اليمني يدعو الانقلابيين إلى عدم تسييس الحج

الوزير أحمد عطية
الوزير أحمد عطية

تزامناً مع وصول طلائع الحجاج اليمنيين إلى المشاعر المقدسة أمس؛ دعا أحمد عطية وزير الأوقاف والإرشاد رئيس بعثة الحج اليمنية، الميليشيات الحوثية إلى عدم تسييس الحج والسماح للحجاج بمغادرة الأراضي اليمنية، مؤكداً أن السعودية تستقبل زوار بيت الله اليمنيين بغض النظر عن المناطق التي يأتون منها.
وأوضح عطية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مكة المكرمة، أن عدد اليمنيين الذين سيحجون هذا العام يصل إلى نحو 24 ألف حاج، مؤكداً إنهاء ترتيبات حجهم هذا العام مبكراً، مشدداً على وجود تنسيق على مستوى عالٍ بين وزارة الأوقاف اليمنية والجانب السعودي بالمستويات كافة لتسهيل حج اليمنيين.
وذكر الوزير اليمني أنه زار أخيراً المنفذ الحدودي البري الرابط بين السعودية واليمن (منفذ الوديعة) واطلع على الإجراءات كافة التي نفذتها الأجهزة الأمنية والحكومية في السعودية لاستقبال الحجاج اليمنيين، وبينها تقديم الخدمات الصحية، وتكثيف أعداد موظفي الجوازات والجمارك في المنفذ لتسهيل وصول الحجاج اليمنيين إلى الأراضي السعودية.
وشدّد على أن تلك الاستعدادات والتسهيلات السعودية، تقطع كل ذرائع أصحاب الدعايات المغرضة، مبيناً أن تاريخ السعودية يشهد على عدم تسييس المملكة للحج أو العمرة، مستشهداً بأن حجاج اليمن سيؤدون مناسكهم للعام الثالث رغم وجود ميليشيات تحارب الشرعية في اليمن.
ولفت إلى أن طلائع الحجاج اليمنيين وصلت إلى مكة المكرمة أمس، وتم استقبالهم من قبل موظفي الوزارة، في حين فضّل عدد منهم التوجه إلى المدينة المنورة، مؤكداً انسيابية حركة الحجاج اليمنيين وسهولة تنقلهم بين المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن اليوم الثاني من شهر ذي الحجة 24 أغسطس (آب) الجاري سيشهد اكتمال وصول الحجاج اليمنيين كافة إلى المشاعر المقدسة.
ودعا الوزير اليمني، الميليشيات الحوثية إلى عدم تسييس الحج؛ وذلك تعليقاً على عرقلة القوى الانقلابية مغادرة آلاف الحجاج اليمنيين في مناطق سيطرتهم إلى المشاعر المقدسة. وطالب الميليشيات الحوثية بتجنب الخوض في الأمور السياسية مع الحجاج اليمنيين، وأن تبدأ شعيرة الحج بعيداً عن الصراعات الموجودة في البلاد، مؤكداً أن السعودية استقبلت حجاج اليمن من الأراضي اليمنية كافة، ولم تفرّق بين الحجاج اليمنيين سواء القادمين من الأراضي التي استعادتها قوات الشرعية في اليمن، أو المناطق التي لا تزال القوى الانقلابية تسيطر عليها.
وكانت وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية أكدت أن ميليشيات الانقلابيين عرقلت مغادرة آلاف الحجاج ‏في مناطق سيطرتهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج هذا العام. ‏ وأوضح مختار الرباش وكيل الوزارة لقطاع الحج والعمرة أن الميليشيات احتجزت جوازات ‏سفر أكثر من ألفي حاج وعرقلت مغادرة مئات آخرين، مشيراً في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إلى أن نقاط تفتيش تابعة ‏للميليشيات صادرت جوازات الكثير من الحجاج وعرقلت مغادرة آخرين الأمر الذي ‏تسبب في إرباك جدول عملية التفويج في منفذ الوديعة. ودان المسؤول اليمني الممارسات التي تقوم بها ميليشيات الانقلابيين تجاه الحجاج.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».