الألمان يتوصلون إلى علاج شافٍ لالتهاب المفاصل

يعتمد على وقف بروتين معين يسبب المرض

TT

الألمان يتوصلون إلى علاج شافٍ لالتهاب المفاصل

يعتبر التهاب المفاصل الرثياني rheumatoide Arthritis من أمراض المناعة الذاتية المستعصية على العلاج، ولا تتوفر في الصيدليات سوى الأدوية التي تعالج أعرض المرض ولا تشفيه حتى الآن. لكن العلماء الألمان من معهد فراونهوفر الألماني المعروف يتحدثون عن علاج شاف يمكن أن يحدث ثورة في عالم المرض الذي يصيب 800 ألف ألماني.
وذكرت مصادر المعهد أن العلاج تم تطويره في إطار مشروع «إيدكيور»، الذي يعمل عليه فريق العمل من المعهد منذ سنوات. ويخطط المعهد حالياً لتأسيس شركة صيدلانية خاصة تتولى إنتاج العقار وتسويقه بدعم من حكومة ولاية هيسن ومن وزارة البحث العلمي الاتحادية.
وذكرت نادينه شنايدر، من معهد فراونهوفر للبيولوجيا الجزيئية في فرانكفورت، أن المرض يحدث حينما يشخّص نظام المناعي الجسدي بروتينات جسد المريض نفسه كأجسام غريبة ويبدأ بتحطيمها. ويكوّن نظام المناعة أجساماً مضادة للخلايا العظمية باعتبارها أجساماً غريبة. وتؤدي هذه العملية من ثم إلى انتفاخ المفاصل وظهور الآلام والتشوهات وفقدان المفاصل لوظائفها.
طور الطريقة العلاجية الجديدة البروفسور هارالد بوركهاردت من معهد فراوههوفر بالتعاون مع البروفسور ريكارد هولمدال من معهد كارولينسكا السويدي في العاصمة ستوكهولم. ويعتمد العلاج بالذات على وقف بروتين معين يكثر في جسم بعض الناس ويجعلهم أكثر عرضة لالتهاب المفاصل الرثياني من غيرهم.
ويركز العلاج على «الجسم المضاد لكريات الدم البيضاء البشرية» Human Leukocyte Antigen، الذي يختصر ب HLA، هو المسؤول عن تشخيص خلايا الجسم كأجسام غريبة من قبل نظام المناعة الجسدي. وكشفت الدراسات السابقة أن هذا العامل يكثر في دماء الأوروبيين والأميركيين الشماليين الذين يعانون من التهاب المفاصل الرثياني. وتم تشخيص هذا العامل في دماء 50 في المائة من الأوروبيين المعانين من هذا المرض.
وتؤكد الباحثة شنايدر أن التجارب على العقار لم تكشف عن مضاعفات أو اختلاطات تذكر. وقدرت شنايدر أن يكون العقار في الصيدليات بعد سنة 2019 حيث سيشهد ذلك العام أول التجارب السريرية للعقار على البشر. وأشارت إلى أن العقار لا يعالج أعراض المرض ويخففها فقط، وإنما يشفي من التهاب المفاصل الرثياني، كما أنها لا تتوقع أن تكون الأعراض الجانبية أكثر من الآلام والأعراض التي يسببها المرض.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.