تنوعت موضوعات الصحف الأوروبية والأميركية الأسبوع الماضي، وخطفت الحرب الكلامية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية اهتمام أبرز الصحف في القارتين، وبينما انتقدت الصحف الأميركية مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ما أطلقت عليها «حرب التصريحات» عبر صفحته في «تويتر»، فإن صحف أوروبا تناولت إضافة إلى القضية الكورية معاناة المهاجرين غير الشرعيين لدى عبورهم بلدانا عدة، ونشرت أيضا موضوعا عن مسارات المقاتلين ودوافع تطرفهم، إضافة إلى موضوع توسع نفوذ الصين الاقتصادي في إثيوبيا.
وتناولت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية استمرار التوتر بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة تحت عنوان: «ترمب يتحدى بشكل أكبر بيونغ يانغ»، ونشرت مقالا للصحافية لور ماندوفيل حول تصريحات ترمب بخصوص الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وترى أن العالم يشعر حاليا بالقلق والخوف من نهاية قاتلة للنزاع لا سيما بعد الحرب الكلامية والمتعصبة التي تبادلتها بيونغ يانغ وواشنطن، وأضافت الكاتبة أن دونالد ترمب أكد في تغريدة له على أن الخيارات العسكرية حاليا على استعداد تام وأنها جاهزة للتنفيذ إذا تصرفت كوريا الشمالية بتهور.
في صحيفة «ليبراسيون»، كتبت سيسيل براجول حول معاناة المهاجرين عند عبورهم البحار من خليج عدن إلى البحر الأبيض المتوسط، من أجل الوصول إلى أوروبا. وفي موضوع آخر، نشرت صحيفة «لا كروا» دراسة أجريت على المتشددين وأسباب توجههم للقيام بالاعتداءات، فبحسب الدراسة نقلا عن الكاتبة ميقان دو أْمُو ريم، فغالبية المقاتلين عرفت حياتهم العائلية التفكك وعدم الانتظام؛ فيجدون في التطرف شكلا من أشكال الخلاص من الانتماء إلى مجتمع.
بدورها، نشرت صحيفة «لومند» مقالا لإملين وِيل برك، تحدثت فيه عن الدور الاقتصادي الكبير الذي أصبحت تلعبه الصين في إثيوبيا؛ حيث يقدر عدد الشركات الصينية في هذا البلد الأفريقي بمائتين وتسع وسبعين شركة.
في بروكسل تصدرت فضيحة البيض الملوث عناوين الصحف البلجيكية، حيث توقفت «لوسوار» في مقال تحت عنوان: «بلجيكا تغرق في أزمة البيض» عند نتائج خبرة مضادة نشرتها الوكالة الفيدرالية البلجيكية لسلامة السلسلة الغذائية كشفت في عينة من البيض عن وجود نسبة من الفيبرونيل تفوق المعايير الأوروبية.
وبالنسبة لـ«لاليبر بلجيك»، فإن تجاوز هذه المعايير مفاجئ، خصوصا أن الوكالة تحدثت في السابق عن مستوى أقل من السقف الأوروبي.
من جانبها، تساءلت «ليكو» عما إذا كانت بلجيكا ستقوم بإتلاف كميات من البيض، بعد صدور هذه النتائج، على غرار ما قامت به ألمانيا وهولندا وبلجيكا.
وفي موضوع آخر، سلطت «لاديرنيير أور» الضوء على إيقاف شخص مختل عقليا زرع الرعب بحي مولنبيك ببروكسل عندما أكد أن سيارته بها متفجرات، مشيرة إلى أن قوات الأمن استعملت أسلحتها للحد من خطورة السيارة التي لاذت بالفرار. وأضافت الجريدة أنه لم يتم العثور على أي متفجرات.
من جانب آخر، انتقدت افتتاحيات الصحف الأميركية الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي بسبب ما سمتها «حرب التصريحات»، خصوصا لأنها كانت عن طريق صفحته في موقع «تويتر»، وخصوصا لأن الصحافيين لا يخفون غضبهم على ترمب لأنه تعمد تفضيل «تويتر» عليهم للوصول إلى الشعب الأميركي «وغير الأميركي».
كان الأسبوع الماضي في التغطية الصحافية الأميركية هو أسبوع المواجهة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بامتياز. انتقد بعض افتتاحيات الصحف الأميركية الرئيس دونالد ترمب بسبب ما سمتها «حرب التصريحات»، خصوصا لأن كثيرا من تصريحاته كانت عن طريق صفحته في موقع «تويتر»، وخصوصا لأن الصحافيين لا يخفون غضبهم على ترمب لأنه تعمد تفضيل «تويتر» عليهم للوصول إلى الشعب الأميركي «وغير الأميركي».
لكن، بصورة عامة، لم تكن الافتتاحيات معادية لترمب هذه المرة، وذلك لأنها جرمت كوريا الشمالية في المقام الأول.
وبدا كأن هناك «حرب افتتاحيات» بين صحف أميركية وصحف كوريا الشمالية. يعنى هذا أن الصحف الأميركية، نفسها، اشتركت في الحرب الكلامية؛ هذه المرة مع ترمب.
قادت الهجوم على ترمب في كوريا الشمالية صحيفتا «رودنغ سينمون» (العمالية اليومية)، و«جوسون انمينغون» (قوات الشعب المسلحة اليومية).
تحت تأثير ذلك، نشرت الأولى عن لعبة جديدة في نظام الجوال هناك، تسمى «قنابل عمق نووية» و«صواريخ مضادة للغواصات». ويظل العدو، في كل الحالات، هو الولايات المتحدة. وكتبت الثانية افتتاحية عن الاستعداد لمواجهة الولايات المتحدة، تحت عنوان: «مستعدون للإطلاق» و«إطلاق الصواريخ نحو الولايات المتحدة».
وبادرت صحيفة «واشنطن تايمز» اليمينية، فنشرت أجزاء من الافتتاحية الكورية الشمالية، وردت عليها. واستعملت، تقريبا، العبارات نفسها، ووجهتها نحو كوريا الشمالية.
كانت افتتاحية صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أقل حماسا، وكان عنوانها: «رسائل ترمب المتناقضة ربما تعقد الوضع أكثر».
وسألت افتتاحية صحيفة «ميركوري نيوز»، (ولاية كاليفورنيا): «أيهما أكثر جنونا: دونالد ترمب؟ أو كيم جونغ؟» لكنها، طبعا، لم تؤيد كيم ضد ترمب.
وفي موقف مشابه تساءلت افتتاحية صحيفة «شيكاغو تربيون تايمز»: «لماذا لا يهدئ قادة الحزب الجمهوري ترمب؟» لكنها، مرة أخرى، لم تؤيد كيم ضد ترمب.
ولم تبتعد صحيفة «سان فرنسسكو كرونيكل» بسؤالها: لماذا لا يهدئ ترمب من لهجته؟» لكنها، مرة ثالثة، لم تؤيد كيم ضد ترمب.
هكذا، وكما يتوقع ربما كل الناس، في الموضوعات الوطنية يقف الصحافيون مع حكومتهم «مهما كان رأيهم فيها».
واستغل البيت الأبيض هذه الوطنية من جانب الصحافيين، وجمع الافتتاحيات التي أيدت ترمب؛ منها: افتتاحية صحيفة «ناشيونال إكزامينار»، وهي صحيفة يمينية صغيرة تصدر في واشنطن العاصمة، رغم أنها ليست في أهمية صحف كثيرة أخرى، أيدت ترمب.
صحف عالمية تنشغل بالأزمة الكورية ومعاناة المهاجرين إلى بلد الأحلام
ترمب في مواجهة الصحافة مرة أخرى بسبب تغريداته

صحف عالمية تنشغل بالأزمة الكورية ومعاناة المهاجرين إلى بلد الأحلام

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة