هجوم انتحاري قرب حدود الأردن وقوات النظام تحكم السيطرة على السخنة

استمرار القصف على جوبر وغوطة دمشق

TT

هجوم انتحاري قرب حدود الأردن وقوات النظام تحكم السيطرة على السخنة

قتل وجرح العشرات من مقاتلي «جيش الإسلام» المعارض، في تفجير انتحاري استهدف معسكرا للتنظيم، في بلدة نصيب المتاخمة للحدود الأردنية، في وقت أحكمت فيه قوات النظام السيطرة على السخنة شرق حمص وواصلت قصف جوبر وشرق دمشق.
وأفادت معلومات بأن 23 عنصرا من «جيش الإسلام» قتلوا في حصيلة غير نهائية، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 30 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. في وقت واصل فيه النظام تقدمه في ريف حمص الشرقي على حساب تنظيم داعش، وبات قريبا من إحكام حصاره على التنظيم في هذه المنطقة. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن «انفجارا وقع وسط تجمع لمقاتلين من المعارضة قرب الحدود السورية مع الأردن ليل الجمعة، ما أسفر عن مصرع 23 مقاتلا وإصابة العشرات»، مؤكدا أن «التفجير الذي نفذه انتحاري، وقع في معسكر لجماعة (جيش الإسلام)، قرب بلدة نصيب الحدودية». ويقع معبر نصيب الحدودي مع الأردن، الذي يقع تحت سيطرة المعارضة السورية، نقطة عبور حيوية إلى سوريا للأفراد والبضائع القادمة من دول الخليج عبر المملكة العربية السعودية والأردن.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر إعلامي مقرب من «جيش الإسلام»، أن «انتحاريا تسلل مساء الجمعة (أول من أمس) إلى معسكر تدريبي تابع لـ(جيش الإسلام)، في منطقة نصيب على الحدود السورية الأردنية جنوب شرقي مدينة درعا». وقال المصدر إن الانتحاري «استغل وجود اجتماع لعناصر الجيش داخل المعسكر وفجر نفسه، ما أدى إلى مقتل 20 شخصا على الأقل، وجرح العشرات».
واصلت قوات النظام وحلفاؤها تقدمها في بعد سيطرتها بالكامل على مدينة السخنة، وبات يفصلها 35 كلم فقط عن فرض حصار كامل على آلاف الكيلومترات التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظتي حمص وحماة، بحسب «المرصد» الذي قال إن التقدم تم من خلال هجوم شنته من مواقعها عند الحدود الإدارية بين الرقة وحمص، وعبر عملية إنزال جوي جرت في أقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، عند مثلث الحدود الإدارية بين الرقة وحمص ودير الزور، ما مكَّنها من تقليص المسافة المتبقية في ريف حمص، بين قواتها المتقدمة من محور الحدود الإدارية مع الرقة ودير الزور، وبين قواتها الموجودة في مدينة السخنة»، مشيرا إلى أن «المسافة الفاصلة بين الطرفين تبلغ حاليا نحو 35 كلم».
وأضاف المرصد: «في حال تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في المنطقة، والسيطرة على هذه المسافة المتبقية وتمكنت قواتها من الالتقاء، فإنها ستكون قد حاصرت تنظيم داعش في آلاف الكيلومترات الممتدة من خط التقدم هذا إلى جنوب طريق أثريا، مرورا بحقول وآبار نفطية وريف حماة الشرقي، وصولا إلى منطقة جبال الشومرية بريف حمص الشمالي الشرقي، وريف جب الجراح على بعد نحو 50 كيلومترا من مدينة حمص».
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بين «قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الخاصة الأميركية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور في محيط حي نزلة شحادة والمدينة القديمة في مدينة الرقة، إثر هجمات معاكسة ينفذها عناصر التنظيم.
إلى ذلك، أفاد «المرصد» بأن قوات النظام «صعّدت عملياتها العسكرية وقصفها المدفعي والصاروخي، واستهدفت الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، خصوصا حي جوبر وبلدة عين ترما، ومدن وبلدات الغوطة الشرقية». وأوضح أن القصف «أدى إلى إصابة سبعة مدنيين في دوما، إصابات بعضهم حرجة»، مؤكدا أن «قذيفة أصابت إحدى أسواق المدينة». ونقل المرصد عن ناشطين، أن النظام «قصف جوبر وعين ترما، بأكثر من 40 صاروخ أرض - أرض، وعدد من قذائف المدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى عشرات الصواريخ والقذائف التي توزعت على مناطق الغوطة». وفي موازاة المعارك المستمرة في أطراف دمشق وريفها الشرقي، نفّذ عناصر من «هيئة تحرير الشام»، التي تهيمن عليها «جبهة النصرة» عملية استهدفت مواقع قوات النظام في تل سيوف في ريف دمشق الغربي.



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».