«سيلفي» المسعفين في حادث الإسكندرية يثير موجة استياء بمصر

بلدة بأكملها هرعت لإنقاذ مصابي الحادث

مسعفان يلتقطان صورة «سيلفي» في موقع حادث تصادم القطارين (صورة متداولة على فيسبوك)
مسعفان يلتقطان صورة «سيلفي» في موقع حادث تصادم القطارين (صورة متداولة على فيسبوك)
TT

«سيلفي» المسعفين في حادث الإسكندرية يثير موجة استياء بمصر

مسعفان يلتقطان صورة «سيلفي» في موقع حادث تصادم القطارين (صورة متداولة على فيسبوك)
مسعفان يلتقطان صورة «سيلفي» في موقع حادث تصادم القطارين (صورة متداولة على فيسبوك)

بينما سطّر أهالي البلدة التي وقع بمحيطها حادث تصادم قطارين بمدينة الإسكندرية أمس (الجمعة)، مشهدا إنسانيا رائعا عبر إنقاذ الركاب وإخراج جثامين الضحايا، أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لمسعفين يلتقطان سيلفي في موقع الحادث حالة من الاستياء والغضب بين المصريين.
وبعد ساعات قليلة من وقوع الحادث الذي أودى بحياة 41 شخصاً وأصاب 133 آخرين بحسب وزارة الصحة المصرية، ظهرت على مواقع التواصل صور لاثنين من المسعفين يلتقطان صورة سيلفي مع عربات القطار المحطمة في الخلفية.
وأثارت الصور حالة من الغضب بين مستخدمي مواقع التواصل، الذين تساءلوا كيف لمن من المفترض أن يكونا يد المساعدة والعون والنجدة للمصابين في الحادث أن يتخليا عن مسؤولياتهما لالتقاط صور سيلفي، كما طالبوا بمعاقبتهما.
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أنه تم نقل المسعفين المتورطين في الواقعة من مرفق إسعاف البحيرة (شمال) إلى إسعاف سيوة على الحدود المصرية الليبية.
وقال مجاهد لصحيفة «الأهرام» إن «المسعفين قاما بمجهود خارق ويجب عدم اختزال ذلك في الصورة السيلفي، وإنهما التقطا الصورة بعد رفع جميع المصابين والوفيات»
وتوجهت 82 سيارة إسعاف إلى موقع الحادث لنقل الضحايا والمصابين.
وقال شهود إن قوات الحماية المدنية ورجال الإسعاف وقوات من الجيش عملوا على استخراج جثث ومصابين كانوا عالقين داخل عربات القطارين المحطمة.
من جهة أخرى، كان أهالي «عزبة الشيخ»، بحكم موقعها، أول من هرع لنجدة ركاب القطارين، بعدما سمعوا ارتطاما شديدا ناتجا عن الحادث.
وعلى الفور، قام أهالي عزبة الشيخ بما هو متاح لديهم من إمكانات باستخراج بعض جثث الضحايا وتغطيتها ومحاولة إسعاف المصابين.
وقالت امرأة تدعى هدى وتعيش في المنطقة التي وقع بها الحادث لـ«رويترز»: «كنت واقفة فوق السطوح بصيت لقيت القطرين دخلوا في بعض وعملوا شكل هرم. أنا جالي فزع وبقيت أصوت (أصرخ). كل اللي خارجة أقولها خذي ملاية (لتغطية الجثث)».
وقال شهود إن أحد القطارين كان متوقفا واصطدم به من الخلف القطار الثاني الذي كان مسرعا.
إلى ذلك، توفي مستشار وزير النقل المصري لشؤون الصيانة بالسكة الحديد إثر إصابته بغيبوبة، عقب رؤيته ضحايا الحادث، بحسب وسائل إعلام.
ونقلت صحيفة «اليوم السابع» عن مصادر أن مستشار وزير النقل المهندس مصطفى السيد وصل موقع حادث التصادم، وأصيب بغيبوبة نقل على إثرها للمستشفى، ثم توفى.
وقالت هيئة السكك الحديد إن التصادم ناجم عن عطل في أحد القطارين أدى إلى توقفه واصطدام الآخر به من الخلف.
وقرر وزير النقل هشام عرفات إيقاف أربعة مسؤولين وموظفين في هيئة السكك الحديد عن العمل لحين انتهاء التحقيقات في أسباب الحادث، بحسب وسائل الإعلام.
كما فتح النائب العام المصري نبيل صادق تحقيقا في الحادث وأمر باستدعاء مسؤولي هيئة السكك الحديدي «لسرعة استكمال التحقيقات والانتهاء منها لتحديد المسؤوليات الجنائية والإدارية في هذا الحادث»، حسبما أفاد بيان رسمي أصدره مكتبه.
وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي التحقيق في الحادث «والتعرف على أسبابه ومحاسبة المسؤولين عنه»، بحسب بيان للرئاسة.
وشهدت مصر في السنوات الأخيرة حوادث قطارات قتل فيها مئات وأرجعها مسؤولون إلى قدم القاطرات والعربات والقصور في صيانتها.
وفي سبتمبر (أيلول) قتل خمسة أشخاص وأصيب 27 آخرون في حادث خروج قطار ركاب عن مساره بالقرب من القاهرة.
ووقعت أكبر كارثة قطارات في مصر عام 2002 عندما التهم حريق سبعا من عربات قطار ركاب مكتظ متجه من القاهرة إلى أسوان بجنوب البلاد. وقتل 360 راكبا على الأقل في الحادث الذي وقع عند مدينة العياط بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة.
وقُتل 50 شخصا غالبيتهم أطفال عندما اصطدم قطار بحافلة مدرسية بمحافظة أسيوط في صعيد مصر عام 2012.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.