مانشستر سيتي يقود قافلة الساعين لإسقاط تشيلسي عن عرشه

مورينيو يسعى لإثبات نفسه... وفينغر لنسيان مصاعب الموسم الماضي... وبوكيتينيو لمواصلة انطلاقته

أندية كثيرة تتسابق لإعاقة تشيلسي عن تحقيق لقبه الثاني على التوالي («الشرق الأوسط») - سيتي أنهى استعداداته الودية بهزيمة ريال مدريد برباعية (إ.ب.أ)
أندية كثيرة تتسابق لإعاقة تشيلسي عن تحقيق لقبه الثاني على التوالي («الشرق الأوسط») - سيتي أنهى استعداداته الودية بهزيمة ريال مدريد برباعية (إ.ب.أ)
TT

مانشستر سيتي يقود قافلة الساعين لإسقاط تشيلسي عن عرشه

أندية كثيرة تتسابق لإعاقة تشيلسي عن تحقيق لقبه الثاني على التوالي («الشرق الأوسط») - سيتي أنهى استعداداته الودية بهزيمة ريال مدريد برباعية (إ.ب.أ)
أندية كثيرة تتسابق لإعاقة تشيلسي عن تحقيق لقبه الثاني على التوالي («الشرق الأوسط») - سيتي أنهى استعداداته الودية بهزيمة ريال مدريد برباعية (إ.ب.أ)

بدأ نادي مانشستر سيتي الذي أنفق نحو 200 مليون جنيه إسترليني (264.8 مليون دولار) لتعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية، كأبرز المرشحين لإسقاط تشيلسي عن عرش الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، مع انطلاق موسم 2017 - 2018.
وبعد موسم أول صعب في أحد أبرز دوريات كرة القدم، خرج مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا خالي الوفاض، وأنهى الدوري في المركز الثالث بفارق 15 نقطة عن تشيلسي، وهو ما لم يعتده في تجاربه التدريبية السابقة مع برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني. وكان رد فعل النادي المملوك من الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان واضحا في سوق الانتقالات؛ إذ ضم ثلاثة مدافعين، هم كايل ووكر والفرنسي بنجامان ميندي والبرازيلي دانيلو، إلى الحارس الدولي البرازيلي إيدرسون موراييس ولاعب الوسط البرتغالي برناردو سيلفا.
ورجح النجم الويلزي السابق لنادي مانشستر يونايتد، راين غيغز، أن يكون «مانشستر سيتي الفريق الذي يجب التغلب عليه» هذا الموسم. وأضاف الجناح السابق الذي يتعاون حاليا مع شبكة «سكاي سبورتس» البريطانية: «تابعتهم في المراحل الأخيرة من الموسم الماضي، ولاعبو المقدمة الذين يتمتعون بهم مخيفون». وعلى رغم القوة الهجومية، بدا أداء سيتي غير ثابت في المواقع الخليفة، ولا سيما قلب الدفاع؛ ما دفع غوارديولا إلى التركيز على استقطاب المدافعين استعدادا للموسم المقبل.
ومن المتوقع أن يحل إيدرسون بدلا من التشيلي كلاوديو برافو بين الخشبات الثلاث، بينما سيوفر ميندي ووكر، أغلى مدافعين في العالم، قوة وسرعة للنادي الإنجليزي الشمالي في مركزي الظهيرين. ومع جون ستونز والفرنسي الياكيم مانغالا، يصبح سيتي متمتعا بأحد أغلى خطوط الدفاع في كرة القدم. إلا أن ذلك لا يثير استغراب غوارديولا، ولا سيما أن الإنفاق الإنجليزي في سوق الانتقالات الصيفية تجاوز حتى الآن هذا الموسم عتبة 900 مليون جنيه. وقال غوارديولا «أرغب في أن أدفع مبالغ أقل؛ وذلك لفائدة النادي والجميع، إلا أن السوق هي السوق». وأضاف: «كل الأندية تنفق الكثير من المال، وليس فقط نحن».
على الجانب الآخر من مدينة مانشستر، يتحين الغريم البرتغالي لغوارديولا، مدرب نادي يونايتد جوزيه مورينيو، الفرصة لإثبات نفسه في الدوري الإنجليزي الذي خبره بشكل كبير، وأحرز لقبه مرتين مع تشيلسي. إلا أن مورينيو الذي أنهى الموسم الماضي في المركز السادس، وأنقذ موسمه الأول مع مانشستر يونايتد بكأس الرابطة المحلية والدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، يسعى إلى أن يعود بقوة إلى الدوري الممتاز، ولا سيما أن يونايتد أنهى الموسم خارج المراكز الأربعة الأولى للمرة الثالثة في أربعة مواسم.
وبعد تجارب سابقة أحرز فيها لقب الدوري المحلي في موسمه الثاني مع أكثر من فريق، سعى مورينيو إلى التقليل من انتظار الحظ السعيد، بل نشط بقوة في سوق الانتقالات، وضم المهاجم البلجيكي روميليو لوكاكو مقابل 75 مليون جنيه من إيفرتون (صفقة قياسية بين الأندية الإنجليزية)، والصربي نيمانيا ماتيتش من تشيلسي، والسويدي فيكتور ليندولف من بنفيكا البرتغالي. وقال مورينيو في تصريحات صحافية مؤخرا «عادة ما يكون الموسم الثاني أفضل من الأول، إلا أن هذه هي كرة القدم الحديثة. الواقع يختلف تماما (...) الأمور باتت أصعب على الجميع».
في المقابل، بقي تشيلسي الذي أحرز اللقب عام 2016 للمرة الثانية خلال ثلاثة مواسم، متواضعا في سوق الانتقالات، في حين تردد أنه كان على عكس الزخم الذي أراده مدربه الإيطالي أنطونيو كونتي. إلا أن كونتي تمكن من ضم المهاجم الإسباني ألفارو موراتا من ريال مدريد، علما بأن هدفه الأساسي لتعزيز خط الهجوم كان لوكاكو نفسه. ويرجح أن يكون الوافد الإسباني الجديد بديلا لمواطنه دييغو كوستا الذي أبلغه كونتي بأنه ليس ضمن خططه المقبلة. وشدد المدرب الإيطالي على أن هدفه سيكون تفادي «موسم مورينيو»، في الإشارة إلى قيادة الأخير تشيلسي إلى لقب الدوري عام 2015، والتراجع بشكل كبير في السنة التالية؛ ما أدى إلى إقالته.
أما آرسنال ومدربه الفرنسي أرسين فينغر، فيسعى إلى نسيان مصاعب الموسم الماضي، عندما فشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ 1997، وأبقى المدرب مستقبله مع النادي غير محدد المعالم حتى الأمتار الأخيرة، قبل أن يقرر تمديد عقده لعامين. وكان آرسنال من الفرق القليلة التي تفوقت على تشيلسي مرتين خلال الأشهر الماضية؛ إذ أحرز لقب كأس إنجلترا على حسابه نهاية الموسم الماضي، وهزمه أيضا في نهاية الأسبوع على درع المجتمع. وضم آرسنال المهاجم الدولي الفرنسي ألكسندر لاكازيت من ليون، إلا أن مستقبل مهاجمه التشيلي ألكسيس سانشيز لا يزال غير واضح.
أما توتنهام هوتسبير بقيادة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينيو فيأمل في تقديم أداء مماثل لذاك الذي مكّنه من إنهاء الموسم الماضي في المركز الثاني، بينما يسعى ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب إلى تحسين مركزه الرابع الموسم الماضي.
ويأمل المدربان الأرجنتيني بوكيتيينو وكلوب في الارتقاء هذا الموسم إلى مستوى التوقعات والآمال المعقودة عليهما منذ وصولهما إلى توتنهام هوتسبير وليفربول تواليا، وتذوق طعم التتويج للمرة الأولى مع هذين الفريقين. وعلى رغم اعتبارهما ضمن الفرق القادرة على إحراز الألقاب، لا يزال سجل توتنهام وليفربول خاليا من الكؤوس مع مدربيهما الحاليين.
وتولى بوكيتينيو مهمة الإشراف على توتنهام منذ 2014، بينما يخوض كلوب اعتبارا من نهاية الأسبوع الحالي موسمه الإنجليزي الثالث؛ ما يجعلهما تحت ضغط كبير، ولا سيما أن فريقيهما يملكان الإمكانات الفنية اللازمة للتفوق على أمثال تشيلسي وقطبي مدينة مانشستر وآرسنال. وبعدما أنهى موسم 2014 - 2015 في المركز الثالث، وثانيا الموسم المنصرم، يواجه توتنهام خطر التراجع عوض التقدم درجة إضافية على منصة التتويج، في ضوء التعاقدات التي تجريها الفرق المنافسة.
بنى بوكيتينيو فريقه حول الثنائي الدولي الإنجليزي هاري كاين وديلي آلي اللذين يحظيان بمساندة من البلجيكي توبي ألدرفيريلد والدنماركي كريستيان ايريكسن والبلجيكي يان فرتونغن والكوري الجنوبي سون هيونغ - مين، ويبدو الفريق قادرا على التفوق على أي منافس. إلا أن المدرب البالغ من العمر 45 عاما ولاعبيه عانوا في العامين الماضيين من «قصر النفس» في الأمتار الأخيرة من الموسم وفرطوا بفرصة منح فريقهم لقبه الأول في دوري الأضواء منذ عام 1961 بعدما خسروا المعركة أمام ليستر سيتي وتشيلسي على التوالي. وكان توتنهام ندا لجاره تشيلسي الموسم الماضي وبقي قريبا منه حتى الدور نصف النهائي من مسابقة الكأس حين خرج على يد فريق المدرب أنطونيو كونتي؛ ما أثر على معنوياته ونتائجه وتسبب في إنهائه الدوري الممتاز وصيفا بفارق 7 نقاط عن الـ«بلوز».
على الجانب الآخر، أمضى كلوب الصيف يبحث عن طريقة لتقليص الهوة التي تفصل ليفربول عن فرق مثل توتنهام أو تشيلسي، إلا أن نجاحه في سوق الانتقالات كان محدودا حتى الآن؛ إذ أنفق 57 مليون دولار لضم المصري محمد صلاح من روما الإيطالي، وتعاقد مع مدافع هال سيتي أندرو روبرتسون. ومن غير المتوقع أن يترك روبرتسون تأثيرا ملحوظا في أداء «الحمر»، في حين لا تبشر التجربة السابقة لصلاح في الدوري الممتاز بالخير لأنه عانى الأمرين مع تشيلسي وخاض معه مباريات معدودة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».