دعا وزير جزائري سابق، اشتغل مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بداية حكمه، إلى عزله من المنصب بحجة أن هناك قرارات تصدر وإجراءات تتخذ باسمه دون علمه. ويعود ذلك، حسبه، إلى معاناته الطويلة من المرض. فيما تشهد البلاد حاليا صراعا حادا في هرم السلطة بخصوص خلافة الرئيس. ويشاع أن شقيقه وكبير مستشاريه يريد أن يكون رئيسا بحلول انتخابات 2019.
وكتب نور الدين بوكروح وزير التجارة سابقا، ومرشح انتخابات الرئاسة عام 1995، في صفحته بـ«فيس بوك» أنه «إذا كانت الأحداث التي نسبت لرئيس الجمهورية مصدرها هو حقا، فهدا يعني أننا لم نعد أمام رجل منتقص جسديا فقط، بل نحن أمام رجل عاجز ذهنيا مما يستلزم تنحيته حتما لما في أفعاله وأقواله من خلط... وهو الأمر الذي قد يجعل البلاد أمام خطر داهم». في إشارة إلى تسريبات بثتها قناة «النهار» الخاصة، الموالية للرئيس، التي جاء فيها قبل يومين أن بوتفليقة غاضب من رئيس وزرائه عبد المجيد تبون، بحجة أنه يمارس التضييق على رجال أعمال مقربين منه، وعلى رأسهم ممول حملات الرئيس الانتخابية، رجل الأعمال الكبير والنافذ سياسيا علي حداد.
ولأول مرة يجرؤ شخص معروف في البلاد، لا ينتمي للمعارضة، على التصريح بأن بوتفليقة لم يعد قادرا على تسيير شؤون الحكم، وبالتالي ينبغي إبعاده قبل نهاية ولايته بعامين.
وقال بوكروح أيضا إن «كل هذه الأفعال والأقوال، سواء جاءت من عند الرئيس أو أخيه أو من أويحي (مدير ديوان الرئيس)، ليست أفعالا عاقلة ولا منسجمة ولا منطقية. وكما حبس الملاحظون أنفاسهم في قضية مسعود بن عقون (وزير سياحة تمت تنحيته بعد 48 ساعة من تعيينه وزيرا)، وغلطة «الكاستينغ» التي برزت سريعا، فإنهم أمام ما يحدث مع تبون ينبئهم بأن مشكلة خطيرة قد ظهرت للعيان، وهي متعلقة مباشرة بممارسة سلطات رئيس الجمهورية».
ويوجد تبون منذ أسبوع بباريس لقضاء إجازة، وقد التقى مع رئيس وزراء فرنسا إدوارد فيليب في إطار غير رسمي. وقالت «النهار» إن بوتفليقة لم يكن على علم بهذا اللقاء، مما غذى الشائعات عن الخلاف المفترض بينهما، الذي تكتب الصحف عنه يوميا، ولكن لا أحد صرح بوجوده رسميا.
أما وسائل إعلام مقربة من تبون فنقلت عنه أنه استأذن الرئاسة قبل لقاء فيليب، وبأن مسؤولا بسفارة الجزائر بفرنسا حضر اللقاء. ومن بين ما ذكرت «النهار» أن تبون أطلق تدابير تحد من نشاط الاستيراد من الخارج «تسببت في غضب الرئيس لأنها أحدثت فوضى في الاقتصاد». ولم تنف الرئاسة ما بثته «النهار».
ومن جهته، قال العسكري السابق أحمد عظيمي، والمتحدث باسم حزب «طلائع الحريات» الذي يقوده رئيس الوزراء سابقا علي بن فليس إن «ما يحدث يضر بسمعة الدولة ويؤكد أن أجهزة الحكومة معطلة، وأن الأمور في أعلى الهرم قد تميعت لدرجة أن رئيس الوزراء، الذي يقول إنه يطبّق برنامج رئيس الجمهورية، هو اليوم في واد والرئيس في واد آخر».
كما تحدث عظيمي عن «تسيير مزاجي لمؤسسات الدولة»، وقال بهذا الخصوص: «بقراءة متأنية لمضمون الأخبار المنسوبة لرئيس الجمهورية، المتضمنة مجموعة من التعليمات والتوجيهات للحكومة وتخص رجال المال والأعمال وتسهيل عمليات الاستيراد، وبغض النظر عمن كتبها وسربها لقناة النهار، فإنها لا تحمل إلا رسالة واحدة صريحة، هي الإساءة إلى رئيس الجمهورية بطريقة مباشرة وفاضحة».
أما جمال بن عبد السلام، رئيس «جبهة أجيال الجزائر» (حزب إسلامي)، فقال إن «كثيرا من علامات الاستفهام تتزاحم أمام التناقضات التي نراها اليوم. فكيف لرئيس وزراء عينه الرئيس منذ شهرين، وكلفه بالتصدي للفساد على حسب ما سمعنا وقرأنا، أن ينقلب عليه بهذه الطريقة العنيفة؟».
وزير جزائري سابق يطالب بعزل بوتفليقة
وزير جزائري سابق يطالب بعزل بوتفليقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة