الحكومة اليمنية تتهم الانقلابيين بافتعال خلافات لتعطيل التسوية

المخلافي حض العالم على تحميل الميليشيات مسؤولية إفشال السلام

الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (واس)
الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (واس)
TT

الحكومة اليمنية تتهم الانقلابيين بافتعال خلافات لتعطيل التسوية

الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (واس)
الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (واس)

صعدت الحكومة الشرعية اليمنية، برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من لهجتها تجاه المواقف الدولية «المتغاضية عن جرائم الانقلابيين وتعنتهم»، مطالبة المجتمع الدولي بتحديد موقف واضح وصريح تجاه مسؤولية جماعة الحوثيين المسلحة وقوات صالح عن إفشال مبادرات السلام.
ووفقاً لعبد الملك المخلافي، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، فإن على المجتمع الدولي، وبعد فترة طويلة من التغاضي عن جرائم الانقلابيين وتعنتهم ورفضهم للقرارات الدولية ومبادرات السلام، أن يوجه رسالة قوية للميليشيات المسلحة.
وأضاف المخلافي، الذي حضر اجتماع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد: «حضرت لقاء الرئيس هادي مع المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، وعلى المجتمع الدولي أن يحدد بوضوح مسؤولية الحوثي - صالح في إفشال مبادرات السلام، فبين رفض جماعة الحوثي ومناورات جماعة صالح تزداد معاناة اليمنيين، وينكشف الوجه القبيح لميليشيات الموت والدمار التي لا تبالي بمعاناة الناس».
وتابع الوزير، على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «الرئيس هادي جدد تمسك الحكومة اليمنية بالسلام، وأكد دعم جهود المبعوث الأممي، حرصاً على شعبنا وتخفيف معاناته وإنهاء الحرب، وقرارات كثيرة عن مجلس الأمن، آخرها القرار 2216، وجولات تفاوض، آخرها في الكويت، ومبادرات حظيت بتأييد دولي، ومعاناة تتفاقم، وميليشيات ترفض السلام».
واتهم وزير الخارجية اليمني الميليشيات الحوثية وقوات صالح بافتعال الخلافات بينهما لتعطيل أي تسوية سياسية تنهي الحرب الدائرة منذ نحو عامين، وقال: «ميليشيا الحوثي - صالح مرة أخرى تفشل مساعي المبعوث الأممي، وتناور بادعاء الخلاف، وقبول طرف منها ورفض الآخر، وتضيع فرصة جديدة لإنهاء معاناة اليمنيين، ميليشيا الموت والدمار والمرض تصر على استمرار اختطافها للدولة وإشعال الحرب، وعلى المجتمع الدولي الذي أعطاها الفرصة بعد الأخرى أن يحدد موقفه بوضوح».
إلى ذلك، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أثناء لقائه المبعوث الأممي لليمن يوم أمس، في الرياض، حرص الحكومة الشرعية على تحقيق السلام، وفق المرجعيات المتفق عليها، المتمثلة في المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأشاد هادي بالجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمساعده الشعب اليمني، والجهود التي يبذلها المبعوث الخاص إسماعيل ولد الشيخ، لافتاً إلى تعنت الميليشيات الانقلابية المسلحة، ورفضها لكل دعوات السلام للحد من معاناة اليمنيين، وهو ما يتطلب من المجتمع الدولي المزيد من الضغوط لإثنائها عن مواقفها المتصلبة المتعجرفة غير الآبهة بتضخم فاتورة المعاناة، واستنزاف مقدرات اليمن.
من جانبه، عبر المبعوث الأممي عن تقديره للجهود التي يبذلها الرئيس اليمني من أجل السلام حرصاً على الشعب اليمني، وتخفيفاً لمعاناته، بحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وأكد ولد الشيخ أن المجتمع الدولي يقف إلى جانب السلام العادل، ويتفهم جيداً موقف الشرعية الدستورية، المتمثلة برئيس الجمهورية، الداعم لمسار السلام.
وفي السياق ذاته، التقى الدكتور عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم أمس، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، وتم بحث آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن، والجهود التي يبذلها المبعوث الأممي لإعادة إحياء العملية السياسية في اليمن، وفق المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وقد أطلع المبعوث الأمين العام على تفاصيل المبادرة التي يقوم بها سعادته من أجل ميناء الحديدة.
بدوره، أكد الزياني دعم دول مجلس التعاون للجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الأممي لمواصلة مشاورات السلام اليمنية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى كل المحافظات اليمنية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، مشدداً على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للقضاء على وباء الكوليرا في اليمن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».