المغرب: دعوات للاحتجاج بعد وفاة متظاهر في مواجهات بالحسيمة

ظل في غيبوبة منذ إصابته الشهر الماضي

TT

المغرب: دعوات للاحتجاج بعد وفاة متظاهر في مواجهات بالحسيمة

دعا نشطاء مغاربة إلى التظاهر في عدد من المدن احتجاجاً على وفاة عماد العتابي، أحد نشطاء احتجاجات الحسيمة، متأثراً بجراحه بعد إصابته خلال مواجهات بين محتجين وقوات الأمن، في 20 من يوليو (تموز) الماضي.
كان الوكيل العام للملك (النائب العام) لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة قد أعلن، في بيان، أول من أمس، عن وفاة العتابي بعد إصابته بجروح بليغة في الرأس، نقل على أثرها للعلاج بالمستشفى العسكري بالرباط، حيث ظل في غيبوبة إلى حين وفاته. وتجري حالياً تحقيقات من أجل الكشف عن أسباب وفاة أول متظاهر في الحسيمة بعد حدوث مواجهات ورشق بالحجارة مع الشرطة.
ومن المرجح، حسب بعض المتتبعين، أن يؤدي هذا التطور إلى تأجيج الوضع في الحسيمة، واستمرار المظاهرات التي انطلقت قبل 8 أشهر، احتجاجاً على وفاة بائع السمك محسن فكري.
وخضعت، أمس، جثة العتابي إلى التشريح الطبي داخل المستشفى العسكري في الرباط. وقال عبد الصادق البشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحسيمة، في تصريحات صحافية، إن تشريح جثة العتابي كان تحت إشراف 3 أطباء، موضحاً أن عائلته أصرت على إجراء تشريح للجثة، وبعدها تقرر تسليم الجثة ونقلها عبر مروحية إلى الحسيمة من أجل مواراتها الثرى في قرية ايزفزافن، عصر أمس.
ونددت، أمس، جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية بوفاة العتابي، إذ حمل الحزب الليبرالي المغربي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الحسيمة إلى «التمادي في اعتماد الحلول الأمنية، بدل الإنصات لهموم المواطنين واحتجاجاتهم». وأفاد الحزب، في بيان، بأن «منطق الاستقواء بالقوات العمومية أثبت فشله الذريع، خصوصاً إذا كانت في مواجهة الجماهير الشعبية ومطالبها العادلة»، داعياً إلى «العودة العاجلة لمنطق الحكمة والرزانة والحوار البناء، باعتبارها سياسات تعود المغاربة على الاستجابة لها».
ومن جهتها، حمّلت جماعة العدل والإحسان الإسلامية، شبه المحظورة، السلطات مسؤولية وفاة العتابي، داعية «الدولة إلى الرفع الفوري لمظاهر العسكرة في الريف، التي لا تجدي نفعاً»، حسب تعبيرها، كما دعت المحتجين إلى الاستمرار في التظاهر السلمي و«عدم الانجرار وراء الاستفزازات التي تريد إغراق المنطقة في مستنقع الفوضى».
بدورها، عبرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع الحسيمة، عن تخوفها من أن يتم طي ملف وفاة العتابي دون أن يكشف التحقيق عن الأسباب الحقيقية لوفاته، وطالبت بمحاسبة «المسؤولين الذين حضروا بشكل مبيت من أجل قمع مسيرة 20 يوليو، رغم انعدام أي مؤشرات بأنها كانت ستخرج عن السلمية المعتادة».
وفي المقابل، أكد الوكيل العام للملك في الحسيمة أن الأبحاث بشأن وفاة العتابي لا تزال متواصلة، تحت إشراف النيابة العامة، وأنها «ستذهب إلى أبعد مدى»، وأنه فور انتهائها سيتم ترتيب الآثار القانونية عليها، وإخبار الرأي العام بالنتائج التي تم التوصل إليها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.