إسرائيل تبحث في استكمال الجدار العازل حتى البحر الميت

TT

إسرائيل تبحث في استكمال الجدار العازل حتى البحر الميت

باشر المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابنيت) في الحكومة الإسرائيلية، أمس، سلسلة أبحاث تجري بطلب من الجيش والمخابرات، لاستكمال بناء الجدار العازل حتى يصل إلى حدود البحر الميت.
وقد استبق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، البحث بجولة ميدانية قام بها سوية مع وزرائه الأعضاء في «الكابنيت»، للاطلاع على الأوضاع الأمنية جنوب الضفة الغربية، قرب الخليل. وقد شرح له قادة الجيش أهمية استكمال بناء الجدار، مدعين أنه «لمنع تسلل فلسطينيين ينشدون تنفيذ عمليات مسلحة داخل إسرائيل». وقال نتنياهو: «قمت بجولة ميدانية مع أعضاء المجلس الوزاري المصغر إلى الجدار الأمني، الواقع جنوب جبل الخليل، وشاهدنا المكان الذي اجتاز فيه الإرهابي الجدار آخر مرة. قد أعددنا سابقا، وسائل تصعب اجتياز الجدار، واتخذنا خطوات أخرى لن أفصح عن تفاصيلها هنا، ولكن من المؤكد أنه لن تكون هناك أبدا حدود مغلقة بشكل مطلق».
يذكر أن الجدار الفاصل هو مشروع أقرته حكومة أرئيل شارون، في مطلع سنة 2002، بهدف الفصل بين الفلسطينيين في الضفة الغربية والإسرائيليين، وبحجة منع تسلل فلسطينيين. وقد بدأ إنشاؤه فعليا، في شهر يونيو (حزيران) عام 2002، واعتبرته الحكومة آنذاك «جدارا أمنيا لحماية المواطنين الإسرائيليين». وفي البداية خططوا لأن يؤدي بناء الجدار إلى ضم 15 في المائة من مساحة الضفة الغربية إلى إسرائيل، إضافة إلى القدس الشرقية المحتلة، بينما تبقى 85 في المائة من الضفة الغربية داخل الجدار ومعها غالبية المستوطنات اليهودية.
ووفقا لهذا التخطيط، كان مقررا أن يبلغ طول الجدار 622 كيلومترا. ولكن، مع اعتراض الفلسطينيين ورفع الدعاوى إلى المحاكم، جرى تعديل مسار الجدار مرات عدة حتى تمدد إلى 703 كيلومترات. وفي حين تم إنجاز 470 كيلومترا منها في أول أربع سنوات، تراجعت وتيرة البناء. ورفعت قوى اليمين المتطرف، التي تعارض قيام دولة فلسطينية، صوتها ضد استكماله. وفي زمن حكومة بنيامين نتنياهو توقف البناء تقريبا.
الجدير ذكره أن الجدار مبني من الإسمنت، ويتراوح ارتفاعه بين 4.5 و9 أمتار، في المناطق المأهولة بالسكان الفلسطينيين. وفي المناطق الجنوبية، حيث توجد مناطق جرداء أو صحراوية، اكتفوا بسياج إلكتروني ذي مجسات. قسم صغير منه بني على حدود 1967 (الخط الأخضر)، والقسم الأكبر منه (نحو 85 في المائة) بني داخل المنطقة المحتلة. وقد عزل ألوف الفلسطينيين عن أراضيهم، وحبس ألوفا أخرى ما بين الجدار والخط الأخضر.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.