طائرات مجهولة تقصف «الميادين»... وتفجير يقتل عناصر من «داعش» في الرقة

مدنيون يواصلون الفرار مع اشتداد الاشتباكات

نازح من مدينة الرقة إلى مخيم عين عيسى يبرد نفسه من قيظ الحر بالماء (رويترز)
نازح من مدينة الرقة إلى مخيم عين عيسى يبرد نفسه من قيظ الحر بالماء (رويترز)
TT

طائرات مجهولة تقصف «الميادين»... وتفجير يقتل عناصر من «داعش» في الرقة

نازح من مدينة الرقة إلى مخيم عين عيسى يبرد نفسه من قيظ الحر بالماء (رويترز)
نازح من مدينة الرقة إلى مخيم عين عيسى يبرد نفسه من قيظ الحر بالماء (رويترز)

هزت انفجارات متتالية مناطق في ريف دير الزور الشرقي، أمس، ناجمة عن قصف من قبل طائرات لا تُعلم هويتها استهدفت مناطق في مدينة الميادين، التي كانت قد شهدت ضربات مكثفة خلال الأسابيع الماضية، في وقت تحدثت فيه تقارير عن مقتل 17 عنصراً من تنظيم داعش. وأُصيب آخرون، أمس، إثر انفجار عربة مفخخة على أطراف حي هشام بن عبد الملك في الرقة، قبيل وصولها إلى مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في الحي.
وتسببت الضربات على «الميادين» في وقوع نحو 20 جريحا، بينهم أطفال، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال إن طائرات لا يعلم ما إذا كانت تابعة للتحالف الدولي أم لا، قصفت بعد منتصف ليل أول من أمس، مناطق في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، كما قصف تنظيم داعش بقذائف الهاون، مناطق في أحياء مدينة دير الزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، «ما أدى لاستشهاد 3 مواطنين وسقوط جرحى»، بينما قصفت طائرات لا يعلم ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي ليل أمس، مناطق في مزرعة قرب نهر الفرات في أطراف مدينة الميادين، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن الخسائر البشرية.
من جهتها، تحدث وكالة «قاسيون» عن مقتل 17 عنصراً من تنظيم داعش، وأُصيب آخرون ظهر أمس، إثر انفجار عربة مفخخة على أطراف حي هشام بن عبد الملك في الرقة. وتمكنت «قوات سوريا الديمقراطية» من تفجير العربة قبل وصولها إلى وجهتها على أطراف الحي، تلاه اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل، أسفر عن سقوط عدد من عناصر التنظيم بين قتيل وجريح، بحسب مصادر إعلامية مقربة من القوات.
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على أكثر من 50 في المائة من مدينة الرقة، منذ بدء العملية العسكرية عليها مطلع يونيو (حزيران) الماضي.
على المستوى الإنساني، قال نازحون فروا من مدينة الرقة السورية، أول من أمس، إن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف ونقص الموارد زاد من معاناتهم.
وفي مخيم للنازحين في قرية عين عيسى، شمال الرقة، قال نازحون وصلوا منذ وقت قريب، لـ«رويترز»، إنهم يتسلمون الخبز والماء «لكنهما لا يكفيان في مواجهة قيظ الصيف».
وقالت نازحة تدعى رقية: «والله زينة بس الحر ذبحنا. يا لطيف. حر غير طبيعي. موفرين لنا الماي وموفرين لنا الخبز ومعونات يعطونا... أنا مين جيت لحد الآن ما خدت شي الصراحة، بس يخبزون ويعطون وجبة واحدة بالنهار».
وقال نازح يدعى أحمد عساف: «نروح على مكان آمن يردوا يلحقونا على نفس المكان الآمن... نرد عن المكان الآمن يردوا يضربوا نفس المكان قذائف هاون».
وبدأت «قوات سوريا الديمقراطية» في أوائل شهر يونيو هجوما للسيطرة على الرقة، بدعم من الولايات المتحدة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي عن نقص حاد في المستلزمات الطبية في الرقة التي يقدر عدد المدنيين فيها بما يصل إلى 50 ألفا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».