تعمل إحدى الشركات الصغيرة على صنع سماعة رأس لاسلكية، شفافة تعمل بتقنية الواقع المعزز تتلقى طاقتها من هاتف آيفون، وستباع بـ99$، ويعتقد إن هذه الخطوة ستجذب اهتمام المبرمجين المهتمين باستخدام المنتجات الرقمية، مع العالم الواقعي، دون الاضطرار إلى إنفاق مبالغ طائلة لدفع مبالغ مالية كبيرة مثلما هو الحال عند شراء سماعة «هولو لينز» من مايكروسوفت.
الواقع المعزز
السماعة الجديدة المصنعة من قبل شركة «ميرا» هي بمثابة نسخة بتقنية الواقع المعزز من «سامسونغ غير في.آر»، التي تمنح المستخدمين فرصة تجربة الواقع الافتراضي حين يصلونها مع واحد من أجهزة سامسونغ. ومع سماعة «بريزم Prism» من ميرا، سيكون الهاتف بعيداً عن وجه المستخدم، ولكن الصور ستظهر عبر شاشته، صورة لكل عين، كتقنية الواقع الافتراضي الثلاثي الإبعاد، تعكس عدسة واضحة إلى قلب العينين حتى يرى المستخدم أشياء افتراضية أمامه.
تسمح أجهزة الاستشعار الموجودة على آيفون للسماعة بأن تتبع حركة دوران الرأس، بينما يتتبع جهاز مرفق للتحكم عن بعد حركة دوران اليد وسرعتها، كي تستخدم كسلاح ليزر، وغيره.
تعتزم شركة ميرا البدء بتسجيل طلبات المطورين على السماعة لشحنها في الخريف، مؤكدة على أن السماعة ستكون متوفرة في الأسواق هذا العام. وتأمل الشركة ومقرها لوس أنجليس أن يستخدم المطورون السماعة الجديدة التي أنتجتها لصناعة تطبيقات خاصة بها، وتقول إنها تتعاون مع بعض الشركات المعنية بالمحتوى لتطوير مجموعة من الألعاب وبرمجيات أخرى.
وكانت الشركة قد بدأت العام الماضي بناء نماذج بواسطة قطع مطبوعة بأبعاد ثلاثية، حيث تم اقتطاع العدسات من أحواض سمك تم شراؤها عبر أمازون، لتطابقها مع التقوس والخصائص البصرية التي احتاجها صانعو السماعة. بواسطة هذا النموذج المبدئي، استطاعت ميرا أن تحصل على تمويل بقيمة 1.5 مليون دولار من «سيكويا كابيتال» للمضي في التطوير.
وتقول مجلة «تكنولوجي ريفيو» إن تجربة السماعة تشير إلى توفيرها مجالا واسعا والقيام بحركات كثيرة كالاستدارة لملاحقة وإطلاق النار على كعكات شريرة تطوف في مجرة خيالية، إضافة إلى تجربة الهبوط بواسطة صاروخ صغير على هدف معين.
مراحل أولى
تستخدم ميرا أهدافا ورقية لوصل بعض أشيائها الافتراضية بالأسطح، ومن خلال استخدام كاميرا آيفون الأمامية، يمكن للمستخدم أن يحدد هذه الأهداف وأن يسحب الأشياء الافتراضية الثلاثية الأبعاد المتصلة بها. لهذا السبب، في حال كان لديه تطبيق يسقط لوح شطرنج ثلاثي الأبعاد على علامة معينة على طاولة، يمكنه أن يسير حولها أو يمكن لأكثر من شخص أن يروها في الوقت نفسه ومن زوايا مختلفة.
من ناحية أخرى، تجدر الإشارة إلى أن شكل هذه السماعة يبدو مبسطا بعض الشيء، كما يواجه المستخدم مشاكل في استخدام آلة التحكم عن بعد. ولكن البصريات بدت جيدة جداً حتى عند إدارة الرأس، أو في الحالة التي تحركت فيها أحد الأشياء الافتراضية المتصلة بالطاولة. وتتيح السماعة لأكثر من شخص أن يشتركوا في تقنية الواقع المعزز من خلال تقنية بلوتوث.
ولكن عالم تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي لا يزال في المراحل الأولى من تطوره، ما يعني أن ميرا ستواجه بعض الصعوبات في إيجاد مكانها فيه.
تمتع السماعات التي تتصل بالهواتف الذكية كـ«غير في.آر» و«غوغل داي دريم فيو في.آر» بشعبية أكبر من الأجهزة الأخرى التي تتطلب وصلها بالكومبيوتر. ولكن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي شهدت شحن مجموع 2.3 مليون سماعة فقط، والأغلبية الكبيرة منها تعمل بتقنية الواقع الافتراضي، حسبما أفاد باحث في شؤون سوق التكنولوجيا من «آي.دي.سي».
يقول براين بلاو، محلل من شركة «غارتنر» إن المشكلة الكبيرة التي يواجهها حتى أكبر صانعي هذه السماعات هي غياب المحتوى المميز الذي قد يخدم هذه السماعات التي تتصل بالهواتف الذكية. ويرى أن مسيرة هذه السماعات لا تزال صعبة.