غرامة نصف مليون دولار و«إيقافات» بانتظار «مشاغبي» النهائي العربي

الشرطة المصرية تخلي سبيل 38 مشجعاً أردنياً تورطوا في الحادثة

لاعبو الفيصلي أثناء اعتدائهم على حكم المباراة (تصوير: أحمد يسري)
لاعبو الفيصلي أثناء اعتدائهم على حكم المباراة (تصوير: أحمد يسري)
TT

غرامة نصف مليون دولار و«إيقافات» بانتظار «مشاغبي» النهائي العربي

لاعبو الفيصلي أثناء اعتدائهم على حكم المباراة (تصوير: أحمد يسري)
لاعبو الفيصلي أثناء اعتدائهم على حكم المباراة (تصوير: أحمد يسري)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن المخالفات التي ارتكبها نادي الفيصلي الأردني أحيلت في نهائي البطولة العربية، التي حقق الترجي التونسي لقبها، إلى لجنة الانضباط في الاتحاد العربي لفرض عقوبات صارمة نظير ما قام به لاعبو الفريق وجماهيره أثناء وبعد المباراة.
وذكرت المصادر أن الغرامات المالية على النادي قد تصل إلى نصف مليون دولار، مع إيقافات وشطب بعض اللاعبين، ومنعهم من المشاركة في البطولات العربية.
كما سيرفع الاتحاد العربي تقريراً للاتحاد الآسيوي بشأن مخالفات النادي الأردني لاتخاذ ما يراه مناسباً في حقهم.
وذكرت المصادر أن الأحداث التي خلفها نادي الفيصلي ستؤثر على الطلب الأردني لاستضافة البطولة العربية القادمة.
ويدرس الاتحاد العربي طلب 4 دول عربية تقدمت باستضافة النسخة القادمة، منها الأردن والمغرب ومصر، بالإضافة لفكرة إقامتها في العاصمة البريطانية لندن.
وأرسل الحكم المصري الدولي إبراهيم نور الدين أمس الاثنين، تقريره عن الأحداث التي واكبت المباراة.
وتوج الترجي التونسي بلقب البطولة العربية بعد الفوز على الفيصلي الأردني بثلاثة أهداف لهدفين.
وشهدت المباراة أحداثاً مؤسفة من قبل الفريق الأردني الذي اعتدى على حكم المباراة، نور الدين، بالأيدي؛ مما دفع قوات الأمن في استاد الإسكندرية لفرض سياج أمني لتأمين خروج الحكم الدولي من الملعب.
كما تضمن التقرير شكوى نور الدين من مدير فريق الفيصلي أحمد عساف، الذي اعتدى عليه أكثر من مرة، فضلاً عن الألفاظ الخارجة التي وجهت له من الفريق والجهاز الفني للفيصلي.
وقال الحكم المصري نور الدين، إنه رفض بدافع وطني إلغاء المباراة النهائية للبطولة العربية للأندية لكرة القدم، رغم تجاوز لاعبي وبعض أفراد بعثة الفيصلي ضده خلال وعقب المباراة.
وأحرز شمس الدين الذوادي هدفاً مثيراً للجدل في الوقت الإضافي ليقود الترجي للفوز، ويتوج الفريق التونسي باللقب في الإسكندرية.
وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2 - 2، وفي الدقيقة 11 من الوقت الإضافي الأول سجل الذوادي هدفاً اعترض عليه الفيصلي بداعي وجود تسلل.
وقبل الهدف مباشرة سقط إبراهيم دلدوم لاعب الفيصلي أرضاً بعد كرة مشتركة، في لقطة اعترض عليها الفريق الأردني أيضاً.
وتسببت هذه الأحداث في توقف المباراة نحو 5 دقائق، حيث نزل رجال الأمن لحماية نور الدين، الذي قال: «كان من السهل إلغاء المباراة بسبب ما حدث من تجاوزات من لاعبي الفيصلي وبعض أعضاء الجهازين الفني والإداري للفريق، واقتحام بعض الجماهير أرضية الملعب لكني فضلت الاستمرار. تحاملت على نفسي حتى تخرج المباراة لبر الأمان، وتنتهي البطولة على خير ما يرام، وبشكل تنظيمي جيد، مثلما بدأت في بلدي مصر. بعد هدف الترجي الثالث اقتحم عدد كبير من الجماهير أرضية الملعب، ولو حدث وألغيت المباراة لزاد الأمر توتراً».
واشتعلت المدرجات غضباً بعد المباراة، وحطم مشجعون مقاعد استاد الإسكندرية، وأظهرت لقطات تلفزيونية تعرض نور الدين لاعتداء آخر أثناء مغادرته الملعب.
وأضاف الحكم الدولي المصري: «غير مسموح لي التحدث في أمور فنية، لكن لاعب الفيصلي الذي كان على أرض الملعب أثناء تسجيل هدف الفوز (دلدوم) لم يصب بأذى، بدليل أنه قام مسرعاً عقب اهتزاز شباك فريقه».
ومن جانبه، طالب عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام المصرية، الاتحاد العربي لكرة القدم بالتدخل وإيقاف كل المشاركين في الاعتداء على الحكم المصري إبراهيم نور الدين.
وقال عبد الفتاح: «ما حدث مشهد غير أخلاقي، وبالتأكيد هناك عقوبات قاسية تنتظر الفيصلي». وأضاف: «المستوى التحكيمي في النهائي كان الأفضل خلال البطولة، والحكم تحمل فوق طاقته، والخطأ حدث من المساعد».
وأخلت الشرطة في مدينة الإسكندرية سبيل 38 مشجعاً أردنياً احتجزوا بسبب أحداث الشغب خلال المباراة.
وتابع عبد الفتاح: «أطالب المسؤولين في الأردن وفي الاتحاد العربي بشطب كل من شارك في الاعتداء على الحكم. «كان من الممكن أن ينهي الحكم المباراة، ولكن كان هذا سيفسد البطولة، لذا كان تصرفه سليماً بضبط النفس حتى النهاية».
وكان سفير الأردن في مصر علي العايد قال إن الشرطة في مدينة الإسكندرية الساحلية أخلت سبيل 38 مشجعاً أردنياً احتجزوا بسبب أحداث شغب في استاد المدينة الليلة الماضية.
وقال العايد في إفادة صحافية، إن السلطات المصرية أبدت تعاوناً كاملاً مع جهود السفارة الأردنية للإفراج عن المشجعين بعد احتجازهم.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».