«وزير» حوثي يعترف بطلبه تصفية الرئيس هادي

«وزير» حوثي يعترف بطلبه تصفية الرئيس هادي
TT

«وزير» حوثي يعترف بطلبه تصفية الرئيس هادي

«وزير» حوثي يعترف بطلبه تصفية الرئيس هادي

في اعتراف نادر، قال حسن زيد، «وزير» الشباب والرياضة والقيادي المقرب من الحوثيين، إنه طلب من صالح الصماد، رئيس ما يسمى «المجلس السياسي» الانقلابي، تصفية الرئيس عبد ربه منصور هادي إبان محاصرته بمنزله في العاصمة اليمنية صنعاء قبل نحو عامين.
وأكد زيد في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه أبلغ الصماد في اتصال هاتفي أثناء المواجهات بين الحرس الرئاسي والميليشيات الحوثية بـ«ألا يخرج (عبد ربه) حتى لو اضطررتم لقتله وعجزتم عن اعتقاله».
وأضاف زيد موضحا: «أعترف؛ ولأول مرة في حياتي بأني أنصح بقتل أو سجن شخص، فقد اتصل بي صالح الصماد وكنا مجتمعين في (المشترك) عندما حدثت المواجهات مع حراسة عبد ربه، وعلى أثرها أقدم هو وبحاح على الانقلاب على الدولة، وكنا نسمع أصوات الرصاص لقربنا من (الستين) الغربي».
وتابع زيد قوله: «عندما علمت بالمواجهات بين (أنصار الله) وحراسة عبد ربه، قلت للأستاذ صالح: يا أستاذ لا يخرج عبد ربه حتى لو اضطررتم لقتله إن عجزتم عن اعتقاله... خروج بعد هذا فتنة وكارثة».
وأكد المحامي السعودي الدكتور ماجد قاروب أن هذا الاعتراف يوجب محاكمة حسن زيد بوصفه مجرم حرب وخائنا لوطنه ودولته، ولفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذا الاعتراف يعد دليلا على أنهم (الحوثيون) مرتزقة، وعليه؛ فلا بد من محاكمته بوصفه مجرم حرب وخائنا لوطنه ودولته، باعتبار أنه يتآمر على قتل رئيس الدولة الحاكم الشرعي، وهو الرئيس المنتخب المعترف به دولياً».
وشدد قاروب على أن «محاكمة زيد لا تسقط بالتقادم، وهو يستحق المحاكمة والعقاب نظير تآمره على الرئيس الشرعي للبلاد».
واعترف زيد بأن هذا الطلب كان رد فعل متعجلاً وغير مدروس شرعاً؛ «لأني أتحرج كثيراً من التفكير في جواز قتل حتى القاتل، وذلك لأفضلية العفو»، وتابع قائلا: «اليوم لا يمكن أن أنصح بقتل أحد، لأني أخاف من تحمل المسؤولية، ولست في موقع قرار».
وفي رده على استفسار أحد متابعيه على «فيسبوك» بأن ما قاله يشكل اعترافا خطيرا وإدانة كبيرة له، وإدانة قانونية بتهمة التحريض على القتل، أجاب زيد بالإيجاب، وقال بهذا الخصوص: «نعم، والله أحق أن أخشاه، لقد قلتها وقتها، والله يحاسبني وليس الناس، ولا أجد فيها ما يخجل؛ استغفار وإعلان توبة».
وكان زيد قد كشف في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح كان يمنح الرتب العسكرية لعناصر تنظيم القاعدة وقطاع الطرق، واتهمه باستخدامهم في اغتيال أكاديميين وعسكريين وقادة أمنيين.
وفي سياق تبريره للتعيينات العسكرية التي يقوم بها الحوثيون في المؤسسات العسكرية والأمنية دون أي مسوغات تؤهلهم لنيل هذه المناصب، قال زيد إن «النظام السابق (نظام صالح) كان يمنح الرتب العسكرية، ويعتمد المرافقين بالمئات لقطاع الطرق وأعضاء (القاعدة) ليستخدمهم في الاغتيالات التي طالت الوطنيين من القادة العسكريين والأمنيين والأكاديميين».
وأشار القيادي الحوثي إلى أن «صالح الذي لم يلتحق بأي كلية عسكرية، لم يتعلم القراءة والكتابة إلا وهو رئيس جمهورية، ولم يعترض أحد».
وحاول زيد تبرير التعيينات التي يقوم بها الحوثيون ونشر عناصرهم في جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية، بقوله إن «الذين يعينون من قبل (أنصار الله) في الجهاز الأمني والعسكري يعينون لقدرتهم وكفاءتهم، وليس لأي اعتبار آخر»، مضيفا أن «نجاح قيادة الجهاز الأمني لـ(أنصار الله) بتعاونهم وتفعيلهم للأجهزة الموجودة، خير دليل على قدرتهم وكفاءتهم، والهجمة الغبية على تعيين اللواء عبد الحكيم الخيواني سببها عجز الجماعات الإرهابية والأجهزة الاستخبارية العميلة عن إقلاق الأمن في ظل إدارته».
وفي سياق متصل، كشف تقرير حقوقي حديث عن نحو 62 مجزرة ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في تعز، أسفرت عن مقتل 104 مدنيين، بينهم 24 طفلاً و8 نساء، وإصابة 211 مدنياً، بينهم 78 طفلاً و34 امرأة.
كما أكد التقرير عمليات خطف قام بها الانقلابيون في حق 26 إعلامياً وحقوقياً وأصحاب رأي ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي من مدينة تعز خلال النصف الأول من العام الحالي.
وقال المركز الإنساني للحقوق والتنمية، وشبكة الراصدين في تعز، في تقرير مشترك، إنه تم رصد «105 حالات اعتداء جسدي تعرض لها مدنيون في تعز، بينهم 98 عامل نظافة تعرضوا للضرب وإطلاق رصاص، واحتجازهم من قبل مسلحي جماعة الحوثي والرئيس السابق، أثناء تنفيذهم إضراباً شاملاً عن العمل في حوش الترميمات بمنطقة الحوبان للمطالبة برواتبهم، بينما سجلت 139 حالة اختطاف، بينهم 39 من المنتمين للأحزاب السياسية المناوئة لها في تعز، وخطف 33 تربوياً و19 عسكرياً، بالإضافة إلى طفلين تم اختطافهما من مناطق سيطرة الميليشيات بتهم وذرائع مختلفة، من بينها تهمة التخابر مع قوات التحالف وتأييد الشرعية».
وقال التقرير أيضاً إن من بين الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الانقلابية في تعز ارتكاب نحو «287 حالة قتل خارج إطار القانون، إضافة إلى تسجيل 774 حالة إصابة تعرض لها المدنيون خلال فترة إنجاز التقرير».
وبخصوص ضحايا الألغام التي زرعتها الميليشيات الانقلابية، قال التقرير إن «49 مدنياً، بينهم طفل وامرأتان، قتلوا، فيما أصيب 87 آخرين، بينهم 4 أطفال و4 نساء».
كما كشف التقرير عن انتهاكات الانقلابيين، التي تتضمن الاختفاء القسري بـ46 حالة، إضافة إلى 4 حالات تعذيب داخل سجونها. لكن الميليشيات الانقلابية لم تكتف بعمليات القتل والملاحقة والإخفاء القسري وإلصاق التهم بالمدنيين، بل استمرت في عمليات التهجير القسري لأهالي قرى تعز، التي تسببت بحسب ما وثقه الفريق التابع للمركز الإنساني وشبكة الراصدين في تهجير 2055 أسرة، من بينها 1350 أسرة من مديرية جبل حبشي، و318 أسرة تم تهجيرها من مديرية التعزية، و372 من مديرية الوازعية، في حين توزعت باقي حالات التهجير من المخا والمعافر وحيفان وصبر الموادم، بالإضافة إلى الأضرار والخسائر المادية التي تعرضت لها بعض الممتلكات الخاصة، والتي وصلت إلى 374 حالة.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».