وزراء لن يسمحوا لنتنياهو بالاستمرار رئيساً للحكومة إذا قدمت لائحة اتهام ضده

3 آلاف إسرائيلي يتظاهرون ضده... و150 يتظاهرون تأييداً له

TT

وزراء لن يسمحوا لنتنياهو بالاستمرار رئيساً للحكومة إذا قدمت لائحة اتهام ضده

بعد أشهر من تأييد ودعم علني من وزراء اليمين الإسرائيلي لرئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو الذي يواجه تحقيقات في قضايا فساد، ساد الصمت أوساطهم في الأيام الأخيرة، بعد أن اتفقت الشرطة مع آري هارو، رئيس طاقم نتنياهو، على أن يصبح «شاهد ملك» ضده. فراح المقربون منه يهددون الوزراء المعنيين بنزع التأييد عنهم في الانتخابات المقبلة. ومع ذلك، بدأ بعضهم يسربون تحفظاتهم على نتنياهو، ويعلنون أنهم لن يوافقوا على استمراره في رئاسة الحكومة في حال توجيه لائحة اتهام ضده. وفي الوقت نفسه، فشل أنصاره في تجنيد جماهير غفيرة في مظاهرة تأييد.
كان أكثر من 3 آلاف إسرائيلي قد تظاهروا ليلة السبت - الأحد، للأسبوع السابع والثلاثين على التوالي، ضد سلوك المستشار القانوني للحكومة، أبيحاي مندلبليت، خلال التحقيقات ضد نتنياهو، في بيتح تكفا، واحتجاجاً على ما يعتبرونه «تساهلاً» إزاء رئيس الحكومة، وطالبوا المستشار بالاستقالة. وفي المقابل، نظم حزب الليكود مظاهرة مضادة، كان يطمح لأن تكون جماهيرية «تخرس قوى اليسار»، لكن عدد المشاركين فيها لم يتجاوز 150 ناشطاً، بينهم رئيس كتل الائتلاف البرلمانية، ديفيد بيتان، ووزير الاتصالات، أيوب قرا، والنائب نافا بوكير.
وادعى بيتان، لاحقاً، أن وسائل الإعلام «حاولت تقزيم مظاهرة الليكود، وتضخيم مظاهرة اليسار»، وقال إن «اليسار لم يجند ألفي متظاهر، ونحن شارك معنا أكثر من ألف متظاهر وصلوا بشكل عفوي غير منظم». كما جرت، مساء أول من أمس، مظاهرات أخرى ضد المستشار مندلبليت، في كل من حيفا والقدس وبئر السبع.
واعتبر المراقبون فشل مظاهرة تأييد نتنياهو دليلاً على بداية انهيار مكانته في الحزب، وأشاروا إلى أن نحو 200 ناشط من الليكود شاركوا في المظاهرة التي تطالب باستقالة نتنياهو.
من جهة ثانية، تواصل الشرطة الإسرائيلية التحقيق في ملفات الفساد ضد نتنياهو والمقربين منه. وكشفت مصادر قضائية أن صاحب جريدة «يسرائيل هيوم»، الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أدلسون، قال خلال إفادته الثانية أمام الشرطة إن نتنياهو كان قد فحص معه إمكانية عدم إصدار ملاحق أسبوعية للصحيفة لكي يرضي صحيفة «يديعوت أحرونوت» المنافسة، مما يعني أن نتنياهو كذب في الشرطة عندما أعلن أنه لم يفاوض حول هذا الموضوع بجدية. وحسب ما نشر أمس، فمن المتوقع ان توصي الشرطة بمحاكمة نتنياهو في هذا الملف أيضاً، الذي يعرف بـ«الملف 2000».
ويشتبه نتنياهو في هذا الملف بمحاولة التوصل إلى صفقة مع صاحب «يديعوت أحرونوت» بتغطية نشاطات رئيس الحكومة بشكل إيجابي، مقابل تمرير قانون يقلص من انتشار «يسرائيل هيوم» كصحيفة مجانية، وبالتالي إعادة «يديعوت أحرونوت» إلى مجدها السابق. وحسب خط الدفاع الرئيسي، يدعي نتنياهو أنه خدع موزس (ناشر الصحيفة)، لكن الأدلة تتعزز الآن بأنه خلال أحد اللقاءات بينهما، كانت نيات نتنياهو جدية.
وتطرق رئيس حزب «يوجد مستقبل» يئير لبيد، ورئيس حزب العمل آبي غباي، أول من أمس، إلى اتفاق الدولة مع آري هارو، وتطورات التحقيق ضد نتنياهو. وطالب لبيد رئيس الحكومة بالعمل على إلغاء أوامر منع النشر عن التحقيقات ضده، وقال للقناة الثانية: «من المناسب أن يقف أمام دولة إسرائيل، ويفصل دوره في هذه القضايا».
وادعى لبيد أن «اليمين يحاول رسم الأمر وكأنه صراع سياسي يقوده اليسار ضد رئيس الحكومة؛ هذا ليس صراعاً سياسياً. كل الضالعين في الموضوع، القائد العام للشرطة والنائب العام للدولة والمستشار القانوني، جرى تعيينهم من قبل نتنياهو».
وأضاف لبيد بأنه «إذا جرى تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو، فإنه لا يمكنه مواصلة شغل منصبه رئيساً للحكومة».
من جهته، كتب رئيس حزب العمل آبي غباي، على صفحته على «فيسبوك»، أن «شعب إسرائيل يئس من رئيس حكومة يحيط به شهود ملك»، وقال: «أنا متفائل، نحن في ذروة أزمة، وفي بداية تصحيح سينظف عفن عقد زمني».
كما طالب رئيس الحكومة السابق إيهود باراك باستقالة نتنياهو، إذا جرى تقديم لائحة اتهام ضده، وتطرق إلى قول وزيرة القضاء أييلت شكيد إن نتنياهو ليس ملزماً بالاستقالة، إذا جرى تقديم لائحة اتهام ضده، وقال: «وزيرة القضاء مخطئة؛ رئيس الحكومة في إسرائيل لا يستطيع مواصلة شغل منصبه بعد قرار تقديم لائحة اتهام ضده. المسألة ليست مجرد قانون، وإنما هي حياة أبنائنا. كل الدائرة القريبة من نتنياهو قريبة من محاكمات رشوة وخداع وخرق للثقة».
وقالت رئيسة حركة ميرتس، زهافا غلؤون: «لا تهمني المعايير السياسية الشفافة التي تقف وراء التصريح المثير للغضب، بأن نتنياهو يستطيع البقاء رئيساً للحكومة مع لائحة اتهام؛ يحظر علينا اعتياد هذا الفساد».
من جانبه، ادعى رئيس الائتلاف الحكومي، ديفيد بيتان، أن اتفاق الدولة مع شاهد ملك لا يعزز الشبهات ضد رئيس الحكومة، وقال في لقاء مع القناة الثانية إن «رئيس الحكومة يقول إنه يمكنه مواجهة هذا، وأنا أصدقه. حالياً، هذا لا يقرب موعد الانتخابات»، وأضاف: «إذا كانت هناك أدلة، فلا حاجة لتدعيمها. انظروا إلى الحقائق، وليس فقط إلى ما تقوله الشرطة. هناك شعور بأنه يجب الانتصار في التحقيق، وهذا يخلق إشكاليات معينة حين يكون المقصود رئيس الحكومة»، وتابع مهاجماً وزراء في الليكود أن «هؤلاء وزراء لا يهمهم إلا استبدال نتنياهو، وسنصفي الحساب معهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.