البحرينية شيليما تفوز بذهبية سباق الماراثون... ووداع الأبطال لبولت

4 ذهبيات توزع اليوم في بطولة العالم للقوى ومنافسة ساخنة في سباقي 1500 متر سيدات و110 أمتار حواجز رجال

بولت يودع الجماهير بعد ظهوره الأخير في سباقات الفردي (إ.ب.أ) - شيليما على منصة التتويج تحتفل بالذهبية (رويترز)
بولت يودع الجماهير بعد ظهوره الأخير في سباقات الفردي (إ.ب.أ) - شيليما على منصة التتويج تحتفل بالذهبية (رويترز)
TT

البحرينية شيليما تفوز بذهبية سباق الماراثون... ووداع الأبطال لبولت

بولت يودع الجماهير بعد ظهوره الأخير في سباقات الفردي (إ.ب.أ) - شيليما على منصة التتويج تحتفل بالذهبية (رويترز)
بولت يودع الجماهير بعد ظهوره الأخير في سباقات الفردي (إ.ب.أ) - شيليما على منصة التتويج تحتفل بالذهبية (رويترز)

أحرزت العداءة البحرينية روز شيليما أمس ذهبية سباق ماراثون السيدات وحصد الكيني جيوفري كيروي ذهبية الرجال، فيما لم يكتب للعداء الجامايكي أوسين بولت أن ينهي مسيرته المشرقة بذهبية 100 متر ضمن بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في لندن لكنه ودع المسابقات الفردية كبطل. وذهبية شيليما هي الأولى للعرب في البطولة وقد سجلت 2:27:11، وتقدمت على الكينية ايدنا كيبلاغات بطلة العالم عامي 2011 و2013 بفارق سبع ثوان، وذهبت البرونزية إلى الأميركية إيمي كراغ.
وفي ماراثون الرجال تفوق الكيني جيوفري كيروي على الإثيوبي تاميرات تولا في المراحل الحاسمة ليتوج بالذهبية. وقلص تولا الفارق مع كيروي، الفائز بلقب ماراثون بوسطن، لكنه لم يستطع الصعود إلى المقدمة. وأنهى كيروي، 24 عاما، السباق الممتد لمسافة 195.‏42 كيلومتر في ساعتين وثماني دقائق و27 ثانية.
وحل تولا في المركز الثاني متأخرا بفارق دقيقة واحدة و22 ثانية عن كيروي ليحصد الفضية، وجاء التنزاني الفونس سيمبو في المركز الثالث وفاز بالميدالية البرونزية.
وقال كيروي: «إنها أفضل لحظة في مسيرتي الرياضية. لم أكن أتوقع أن أصبح بطل العالم... كنت ذكيا بعدم تتبع اللاعب الإثيوبي. عندما حاول التقدم كنت أعلم أنه يتعين علي أن أسرع في الكيلو 35 ثم بدأت الانطلاق».
لم يكتب للعداء الجامايكي أوسين بولت أن ينهي مسيرته المشرقة في تاريخ الرياضة، بذهبية سباق 100 متر إذ خسر النهائي أمام الأميركي جاستن غاتلين الملطخة سمعته بالمنشطات، فيما تعملقت الإثيوبية الماز ايانا وأحرزت ذهبية 10 آلاف متر. وتتواصل المنافسات اليوم حيث ينتظر أن يشهد سباقا 1500 متر لدى السيدات و110 أمتار حواجز للرجال صراعاً ساخناً على الذهبيات. وينظر إلى بولت الذي خاض سباقه الفردي الأخير على أنه أيقونة أم الألعاب في آخر عشر سنوات، أنقذها من هرب مشجعيها لكنه سيترك إرثا من الصعب تعويضه. وقد يكون من قبيل الإعجاز الاقتراب من أرقام بولت الذي رسم باستعراضه اللافت بعد تحقيقه كل انتصار تعبير البرق تأكيدا على سيطرته على المضمار.
لقد أسدل الجامايكي الأسطوري الستار على مسيرته الفردية في لندن حيث أحرز ثلاثية تاريخية في أولمبياد 2012 في 100 و200 و4x100 متر، ويبقى له سباق أخير في التتابع مع منتخب بلاده السبت المقبل.
وحل بولت، 30 عاما، في سباقه الفردي الأخير ثالثا بزمن 9.95 ثانية وراء غاتلين (9.92 ث) والأميركي الشاب كريستيان كولمان (9.94 ث).
وانطلق بولت حامل لقب 11 ذهبية في بطولة العالم و8 في الألعاب الأولمبية بشكل بطيء وحاول اللحاق بكولمان السريع، لكن خط النهاية شهد منافسة نارية ولم تعرف هوية الفائز قبل ظهور النتائج على اللوحة العملاقة في الملعب الأولمبي، إذ بلغ الفارق بين غاتلين الأول والجامايكي يوهان بلايك الرابع سبعة أعشار من الثانية فقط.
وقال بولت بعد خسارته ومعانقة غاتلين الذي انحنى له بعد خط النهاية: «انا اسف، لم اتمكن من ختام مسيرتي بالفوز. هذا المكان رائع، شكرا لندن لكل هذا الحب والتقدير».
وتابع: «انطلاقتي تقتلني. عادة تتحسن مع مرور الجولات، لكنها لم تنجح. وهذا ما قتلني. عدت مثل كل البطولات وقدمت أفضل ما لدي... لم يكن هذا أفضل مواسمي ولن أعود عن قرار اعتزالي».
وتعرض المخضرم غاتلين، 35 عاما، لآلاف صافرات الاستهجان في مدرجات ملعب لندن بسبب سيرته الملطخة بالتنشط وإيقافه بين عامي 2006 و2010. وكان غاتلين قد حصد بعد عودته فضيتي 100 متر وراء بولت في مونديالي 2013 و2015.
وعن صافرات الاستهجان، قال غاتلين حامل ذهبية أولمبياد 2004 ومونديال 2005: «لا يتعلق الأمر بالجمهور.. اعتدت على ذلك خلال التصفيات ونصف النهائي وجئت للنهائي كي أنفذ بما قمت به». وعجز بولت الذي سيبلغ الحادية والثلاثين في 21 أغسطس (آب) عن رفع رصيده إلى 12 لقبا في تاريخ مشاركاته في بطولة العالم، إذ أحرز 3 ذهبيات في 100 متر وأربعة في 200 متر ومثلها في التتابع 4x100 متر.
وتوزع اليوم 4 ذهبيات، حيث يبدو اللقب بولنديا في رمي المطرقة وأميركيا جنوبيا في الوثبة الثلاثية عند السيدات.
في 1500 متر، بدأت الدراما في نصف نهائي السبت، عندما احتاجت الإثيوبية غنزيبي ديبابا حاملة اللقب والرقم العالمي وصاحبة فضية أولمبياد ريو، إلى أحد مقعدي الملحق للتأهل.
كما تعرضت مواطنتها غوداف تسيغاي التي نزلت تحت حاجز 4 دقائق في 2017 لحالة سقوط، حرمتها بلوغ النهائي. وتمر الكينية فايث كيبييغون في مرحلة جيدة، وهي مرشحة للارتقاء من الفضية التي أحرزتها في 2015 إلى الذهبية، بعد تسجيلها أفضل توقيت في نصف النهائي.
وقالت كيبييغون: «النهائي قوي والكل بمقدوره الفوز. هناك ميوير وسيمينيا، الكل قادر على الفوز. أعرف أن الجمهور سيشجع ميوير، لكن هذا يحفزني لتقديم الأفضل». ويجمع النهائي بين أسماء مميزة كالهولندية سيفان حسن الأسرع في 2017، الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا بطلة 800 متر في أولمبياد ريو والبريطانية لورا ميوير. كما تشارك في النهائي المغربيتان مليكة العقاوي ورباب عرافي. وقالت سيفان حسن: «النهائي رائع لأن الكل جيد. أشعر بأني في حالة أفضل من الألعاب الأولمبية، ولقد تغيرت عقليتي. أيضاً لأني تأهلت بعد فوزي بمجموعتي فيما عانت ديبابا للتأهل، أنا متحمسة».
وتبدو البولندية انيتا فلودارتسيك مرشحة فوق العادة لإحراز ذهبية رمي المطرقة، وقد تأهلت بسهولة إلى النهائي مسجلة 74.61 مترا في الدور الأول.
وتبحث الكولومبية كاترين إيبارغوين عن لقب عالمي ثالث على التوالي في الوثبة الثلاثية، لكن حاملة ذهبية ريو الأخيرة تواجه منافسة قوية من الفنزويلية يوليمار روخاس.
وقالت إيبارغوين، 33 عاما، : «من دون اي شك، ابحث عن تتويج ثالث في لندن. الفوز في ريو كان رائعا، لكني ما زلت متعطشة أكثر».
وتأهلت إيبارغوين (33 عاما) وروخاس منافستها في السنوات الأخيرة، بسهولة إلى النهائي.
وقالت روخاس، 21 عاما، حاملة فضية أولمبياد ريو وصاحبة أفضل وثبة هذه السنة: «يجب أن أعمل بجهد كي أفوز في النهائي، لكني سأظهر بأني قادرة. أنا مستاءة لحاجتي إلى وثبتين كي أتأهل إلى النهائي، لكني كنت أعمل أخيرا على الجانب النفسي».
كما يتوقع دخول الكازاخستانية أولغا ريباكوفا، بطلة أولمبياد لندن 2012، على خط المنافسة، علماً بأنها سجلت أفضل وثبة في التصفيات (14.57 م).
وقالت ريباكوفا: «فوجئت بتأهلي من المحاولة الأولى، لأن موسمي لم يكن رائعا». ويأمل الجامايكي عمر ماكليود أن يصبح أول عداء منذ الأميركي ألن جونسون يحرز اللقب العالمي في 110 أمتار حواجز بعد ذهبية الأولمبياد.
ويقدم الجامايكي موسما جيدا، فسجل خامس أفضل زمن في التاريخ (12.90 ث)، لذا يفكر ليس بحصد الذهبية بل بتحطيم الرقم العالمي الذي يحمله الأميركي إريس ميريت (12.80 ث) منذ 2012.
وقال ماكليود، 23 عاما، : «سأحاول تحطيمه. لم أنجح بذلك (في بطولة جامايكا)، لكني سأحاول المرة المقبلة». ورغم مشكلاته الصحية، يعود ميريت، حامل برونزية بكين 2015 وذهبية أولمبياد لندن 2012، للمشاركة للمرة الخامسة في الحدث العالمي.
كما يتوقع منافسة من حامل اللقب الروسي سيرغي شوبنكوف الذي شكل خطرا كبيرا على ماكليود في آخر مواجهة بينهما.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».