شبوة إلى حضن الحكومة... وعناصر «القاعدة» انسحبوا دون قتال

«البنتاغون» لـ «الشرق الأوسط» : مجموعة صغيرة من القوات الأميركية في اليمن لتبادل المعلومات

القوات اليمنية لدى انتشارها في شبوة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
القوات اليمنية لدى انتشارها في شبوة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

شبوة إلى حضن الحكومة... وعناصر «القاعدة» انسحبوا دون قتال

القوات اليمنية لدى انتشارها في شبوة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
القوات اليمنية لدى انتشارها في شبوة أول من أمس («الشرق الأوسط»)

قال سكان إن قوات يمنية طردت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من مدن رئيسية في محافظة شبوة، لتعود المحافظة إلى سيطرة الحكومة. وأضاف السكان في تقرير نشرته «رويترز» أن متشددي القاعدة انسحبوا إلى الجبال دون قتال، مع تقدم عربات مدرعة تابعة للجيش الحكومي، وقوة جديدة تعرف باسم قوة النخبة الشبوانية إلى عتق، عاصمة المحافظة، وبلدات ومدن أخرى منذ صباح أول من أمس (الخميس). وقالت وكالة أنباء الإمارات، أول من أمس، إن التقدم كان مدعوما من قوات أميركية وإماراتية دون أن تحدد نوع الدعم.
واستغل تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب العمليات العسكرية لتطهير اليمن من ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، لمحاولة توسيع سيطرته ونفوذه في اليمن.
وقال آدم ستمب، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لـ«الشرق الأوسط»: «إن مجموعة محدودة من القوات الأميركية موجودة في اليمن لتبادل المعلومات مع شركاء قادرين»، من دون أن يكشف عن تفاصيل أخرى حولها.
وأكد المتحدث بالقول إن القوات الأميركية «تدعم الشركاء الإقليميين بالعمليات الجارية في اليمن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لتقويض قدرة التنظيم على تنسيق العمليات الإرهابية الخارجية، واستخدام الأراضي اليمنية مكانا آمنا للتآمر الإرهابي».
وأضاف ستمب: «إن دعم الولايات المتحدة للشعب اليمني يساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة، والقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فضلا عن تأثير تنظيم داعش؛ سيؤدي إلى تدهور كبير في النشاط الإرهابي في المنطقة، مما يهيئ الظروف لتحقيق جهود الاستقرار في اليمن».
ولفت المتحدث إلى شن القوات الأميركية منذ 28 فبراير (شباط) الماضي، أكثر من 80 ضربة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة والبنية التحتية ومواقع القتال والمعدات المتعلقة بالتنظيم، مؤكدا على أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب «أذن للقيادة المركزية الأميركية بإجراء عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن».
وكان الجيش الأميركي قد شن غارة جوية في شبوة في يونيو (حزيران) أسفرت عن قتل أبو خطاب العولقي أحد أمراء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، إلى جانب متشددين اثنين آخرين.
وطبقا لـ«رويترز»، تعد عملية شبوة المرة الأولى منذ سنوات التي تسيطر فيها القوات الحكومية على جميع مناطق المحافظة التي يوجد فيها أكبر مشروع للغاز في البلاد، وهو محطة للغاز تقود عملياتها شركة «توتال» وقيمتها 4.5 مليار دولار.
وتوقفت المحطة عن العمل بعد إجلاء الخبراء الأجانب في 2015؛ لكن الحكومة تقول إنها تعتزم استئناف العمل بها.
والعمليات البرية الكبيرة نادرة في المنطقة منذ 2015، عندما تم طرد القاعدة من الدويلة التي أسستها في مدينة المكلا الساحلية عاصمة محافظة حضرموت المجاورة، لكن الضربات الجوية الأميركية بالطائرات من دون طيار والطائرات الحربية متكررة ضد التنظيم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».