اقتراح بنقل الحرب ضد «طالبان» إلى شركات مرتزقة

وسط خلافات بين البيت الأبيض والبنتاغون

جندي أفغاني يفتش رجلاً على طريق خارج ولاية قندهار عقب هجوم (إ.ب.أ)
جندي أفغاني يفتش رجلاً على طريق خارج ولاية قندهار عقب هجوم (إ.ب.أ)
TT

اقتراح بنقل الحرب ضد «طالبان» إلى شركات مرتزقة

جندي أفغاني يفتش رجلاً على طريق خارج ولاية قندهار عقب هجوم (إ.ب.أ)
جندي أفغاني يفتش رجلاً على طريق خارج ولاية قندهار عقب هجوم (إ.ب.أ)

مع زيادة التوتر بين البيت الأبيض وجنرالات البنتاغون بسبب أفغانستان، ومع توبيخ الرئيس دونالد ترمب لوزير الدفاع، الجنرال المتقاعد جيم ماتيس، ومع توقع استقالة الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، بعد أن انتقده ترمب في اجتماع عاصف في البنتاغون، ظهر اقتراح في البيت الأبيض بسحب القوات الأميركية، ونقل الحرب ضد طالبان إلى شركات مرتزقة.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترمب ومستشاره في البيت الأبيض، اقترح سحب القوات الأميركية من أفغانستان، والتعاقد مع شركات «للقيام بالأعمال المرتبطة بالأمن في أفغانستان، بدلا من الجنود الأميركيين». وقالت الصحيفة إن ستيف بانون، الذي كان رئيس تحرير صحيفة «برايتبارت» اليمينية، وصار مستشارا لترمب في البيت الأبيض، يؤيد هذا الاقتراح.
ونقلت صحيفة «مليتاري تايمز»، التي تغطى أخبار البنتاغون، على لسان مسؤول عسكري في أفغانستان قوله إن إيريك برينس، مدير شركة «بلاكووتر» التي كانت تعاقدت مع القوات الأميركية في العراق، قبل أن يتخلص البنتاغون منها بعد أخبار فساد مالي، وتجاوزات كانت سبب قتل عدد من العراقيين، تحدث عن «قوات جوية خاصة» لقتال طالبان في أفغانستان. فيما قالت وكالة الصحافة الفرنسية أمس إن وزير الدفاع الأميركي «يظل ينتظر تقديم البيت الأبيض استراتيجية متجانسة، ليس فقط لأفغانستان، بل للمنطقة كلها»، في الوقت نفسه الذي تعصف فيه خلافات البيت الأبيض، ليس فقط عن «روسيا غيت» (العلاقة ين روسيا وترمب ومستشاريه)، ولكن، أيضا، عن الحرب في أفغانستان.
يوم الاثنين الماضي، أقال الجنرال المتقاعد هربرت ماكماستر، مستشار الرئيس ترمب للأمن الوطني، عيزرا كوهين، مسؤول الاستخبارات في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض. وفي شهر يونيو (حزيران) الماضي، استقال ديريك هارفي، مستشار الشرق الأوسط.
وقال تلفزيون «إن بي سي» إن استقالة قائد القوات الأميركية في أفغانستان، صارت «متوقعة في أي لحظة»، بعد أن انتقده الرئيس ترمب، في اجتماع طويل ومثير في البنتاغون يوم الأربعاء الماضي، حول سير الحرب هناك. وأشارت القناة إلى قتل جنديين أميركيين هناك يوم الأربعاء عندما هجم انتحاري على فرقة عسكرية أميركية.
وأشارت القناة التلفزيونية، اعتمادا على مصادر من داخل الاجتماع، إلى أن ترمب كان غاضبا من استمرار الحرب التي بدأت منذ 16 عاما، وصارت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت وكالة «رويترز»، على لسان مسؤولين أميركيين، إن ترمب «تساوره شكوك حول الحرب في أفغانستان، مما أدى إلى تأخير استكمال استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة، وأثار شكوكا شملت اقتراح إقالة قائد القوات الأميركية هناك».
حسب «رويترز»، ثار «توتر شديد خلال الاجتماع، عندما قال ترمب إن على وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد النظر في إقالة الجنرال جون نيكلسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، لأنه لم ينتصر في الحرب».
وغادر بعض المسؤولين الاجتماع «مذهولين» من شكاوى الرئيس بأن الجنرالات مسؤولون عن عدم الانتصار في الحرب. وحسب تلفزيون «إن بي سي»، صار ترمب «متوترا جدا» مع جنرالاته ومستشاريه في البيت الأبيض لأنهم لم يقدموا له خطة يريدها عن الحرب في أفغانستان. حسب هذه المصادر، اشتكى ترمب أثناء الاجتماع من حلفاء واشنطن في الناتو، وقال إنهم يساهمون أقل من مساهمة الولايات المتحدة في توزيع الموارد ومساهمات التنمية في أفغانستان. وانتقد بشدة مستشاريه العسكريين، وكرر أن الولايات المتحدة تخسر الحرب؛ بل أعلن خيبة أمله في وزير الدفاع ماتيس شخصيا، وأضاف أنه، رغم اعتماد ميزانية عسكرية إضافية للقوات الأميركية في أفغانستان قبل أشهر قليلة؛ «تستمر القوات الأميركية في فقدان مواقعها في أفغانستان، مع زيادة سيطرة طالبان على البلاد». وحسب المصادر أيضا أن ماتيس رد على ذلك بالقول إن سبب هذه الخسائر هو «غياب استراتيجية محددة وواضحة عن أفغانستان في واشنطن».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.