البرلمان الإيطالي يجيز مهمة بحرية لمكافحة مهربي المهاجرين في ليبيا

السراج يلتقي وفداً أمنياً وعسكرياً من الاتحاد الأوروبي

TT

البرلمان الإيطالي يجيز مهمة بحرية لمكافحة مهربي المهاجرين في ليبيا

رغم معارضة الجيش الوطني الليبي، فإن مجلس النواب الإيطالي أقر أمس وللمرة الأولى إرسال بعثة للبحرية الإيطالية بهدف مساعدة خفر السواحل الليبي في التصدي لمهربي البشر والهجرة غير النظامية، وفي غضون ذلك وصل زورق تابع للبحرية الإيطالية إلى قاعدة أبو ستة البحرية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وتزامنت هذه التطورات مع اجتماع عقده فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة، مع وفد أمني وعسكري من الاتحاد الأوروبي في طرابلس، ضم الأدميرال أنجيلو فرديس نائب قائد عملية صوفيا، والجنرال دي فنشينزو مسؤول الوحدة الأوروبية للتخطيط والاتصال ومسؤولين آخرين.
وأعربت بيتينا موشايدت، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، عن أملها في أن ترى تنفيذ بيان باريس، الصادر عقب اجتماع السراج مع المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني في العاصمة الفرنسية مؤخرا، على أرض الواقع باعتباره تضمن بنوداً إيجابية لحل الأزمة الليبية، مؤكدة أن هناك موقفاً أوروبيا موحدا لدعم الاستقرار في ليبيا.
وخلال هذا اللقاء شدد السراج على أن اجتماع باريس هو بداية لاجتماعات أخرى مع رئيس المجلس الأعلى للدولة، ورئيس مجلس النواب وفعاليات سياسية واجتماعية والمجتمع المدني، مشيرا إلى ضرورة تحديد معالم الشراكة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ومتابعة ما تم تنفيذه. كما شدد السراج في بيان أصدره أمس على ضرورة رفع الحظر عن تسليح وتجهيز خفر السواحل الليبي والأجهزة الأمنية الأخرى، بما يمكنه من مواجهة عصابات الاتجار بالبشر، وأن يتم التركيز أيضا على تأمين الحدود الجنوبية التي يتدفق عبرها المهاجرون غير الشرعيين.
من جهته قال أيوب قاسم، الناطق باسم القوات البحرية التابعة لحكومة السراج، إن السفينة «كوماندانتي بروزيني» التابعة للقوات البحرية الإيطالية وصلت بالفعل أمس، وعلى متنها مجموعة من الخبراء إلى قاعدة طرابلس البحرية، في زيارة عمل تدوم خمسة أيام، مشيرا إلى أن وصولها يندرج في إطار ما وصفه باستمرار تعزيز التعاون الفني القتالي والتدريبي بين الطرفين.
كما عقد وفد الاتحاد اجتماعا مع رئاسة أركان القوات البحرية بقاعدة طرابلس البحرية، أبلغ خلاله الجانب الأوروبي نظيره الليبي بتمديد عملية صوفيا حتى نهاية العام المقبل، مع إضافة مهمة مساعدة ليبيا في مكافحة كل الأعمال غير القانونية، كتهريب الوقود والصيد غير القانوني وتهريب البضائع والمخدرات.
وفى وقت سابق، صادق مجلس الشيوخ الإيطالي على إرسال بعثة للبحرية الإيطالية إلى سواحل ليبيا، كما أقر الشيوخ مشروع قرار آخر من جانب حزب «فورتسا إيطاليا» المعارض، الذي وصف إرسال البعثة كـ«أول خطوة جاءت متأخرة على الطريق الصحيح»، حيث صوت 328 نائبا لصالح المهمة ورفضها 111 آخرون. وبهذا التصويت يكون البرلمان الإيطالي قد منح تفويضا رسميا لمهمة بحرية محدودة لمساعدة خفر السواحل الليبي على الحد من تدفق المهاجرين.
وقال مسؤول إيطالي إن روما تعتزم إرسال سفينتين للمياه الليبية، فيما قالت وزيرة الدفاع الإيطالية روبرتا بينوتي إن السفينتين ستكتفيان بتقديم الدعم الفني، ولن تنتهكا سيادة ليبيا.
وفي حال التعرض لهجوم أجيز للعسكريين الإيطاليين في المهمة استخدام القوة للرد «بشكل محدود».
وأوضحت الوزيرة أن روما لا تعتزم البتة فرض «حصار بحري»، ما يشكل «عملا عدائيا»، مشددة على ضرورة تلقي «طلب دعم ومساعدة من خفر السواحل الليبيين»، ولفتت إلى أن منطقة التحرك ستحدد بالتعاون مع السلطات الليبية.
وتأتي موافقة البرلمان الإيطالي بعد إصدار روما «مدونة سلوك» تهدف إلى تشديد ضبط أنشطة غوث المهاجرين بحراً، التي تجريها سفن منظمات غير حكومية قرب السواحل الليبية، تبنتها المفوضية الأوروبية وناشدت المنظمات توقيعها، بينما يحتاج الاتحاد الأوروبي، في حال رغب في إدخال طواقم صوفيا إلى المياه الإقليمية الليبية، إلى طلب من السلطات الليبية وموافقة من الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي لا يزال غامضاً حتى الآن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.