وزيرة الداخلية البريطانية تحض وادي السيليكون على التصدي للمتشددين

شركات الإنترنت الأميركية ترفض طلب إلغاء التشفير

وزيرة الداخلية البريطانية  (أ.ب)
وزيرة الداخلية البريطانية (أ.ب)
TT

وزيرة الداخلية البريطانية تحض وادي السيليكون على التصدي للمتشددين

وزيرة الداخلية البريطانية  (أ.ب)
وزيرة الداخلية البريطانية (أ.ب)

أعربت وزيرة الداخلية البريطانية «أمبر راد» عن قلقها حول استخدام تقنيات التشفير (الترميز) في تطبيقات الدردشة، مثل «واتساب» من قبل المتشددين، وذلك بسبب صعوبة كشف الأجهزة الأمنية عن المؤامرات الإرهابية، مشيرة إلى أن المستفيد الحقيقي من هذه التقنية هم الإرهابيون وليس من يستخدم التطبيق للدردشة مع الأهل والأصدقاء، ذلك أنه لن يحتاج إلى تقنيات تشفير معقدة لحماية رسائله العادية، وحثت وزيرة الداخلية البريطانية شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل يوتيوب على تعزيز جهودها للتصدي للمحتوى الذي يشجع المتطرفين على شن هجمات عنيفة.
وتتزايد أعداد مستخدمي تطبيقات الدردشة الفورية بشكل كبير، وخصوصا بين من يقوم بتنظيم الهجمات الإرهابية، حيث إنهم يستخدمون هذه المنصات للتخطيط لأعمال العنف، وخصوصا بعدما أظهرت تحقيقات بريطانية أن بعض منفذي الهجمات الإرهابية في بريطانيا قد استخدموا هذه المنصات للتواصل بسرية. ومع بداية جولتها في «وادي السيليكون»، قالت الوزيرة البريطانية لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس إن «الناس الحقيقيين» لا يحتاجون إلى «مستويات عالية من الأمن» وإن «المستفيدين الحقيقيين» من التشفير الجديد هم الإرهابيون. وإن الهجمات الإرهابية هذه السنة «أظهرت بصورة متزايدة أن الإرهابيين يستخدمون هذه المنصات الإلكترونية للتخطيط لأعمال عنف». وأضافت الوزيرة أنها لا تريد «وقف التشفير المكثف» في «واتساب». لكنها تريد «خيارات أفضل». وقالت: «يقلل من قدرات أجهزتنا الأمنية عدم قدرتها على الوصول إلى بيانات مشفرة في حالات معينة، رغم وجود مذكرة من قاض كبير». ولا تعتزم وزيرة الداخلية البريطانية وقف التشفير، بل تطلب من الشركات المطورة تقديم خيارات أفضل في حال حاجة نظم المراقبة إلى تتبع شخص مشتبه به بعد الحصول على المذكرات والأوراق اللازمة من قاض كبير. وكانت وزيرة الداخلية البريطانية قد التقت أول من أمس بممثلي «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر» و«مايكروسوفت» في كاليفورنيا، واجتمعت مع المديرين التنفيذيين لـ«آبل» و«واتساب» يوم أمس الثلاثاء، لمناقشة هذا الأمر.
بينما تقوم أمبر راد، وزيرة داخلية بريطانيا بجولة في «وادي السيليكون» (ولاية كاليفورنيا)، حيث رئاسات شركات كبيرة في الكومبيوتر والإنترنت، لإقناع هذه الشركات بتخفيض تشفير رسائل المشتركين لأن الإرهابيين يستغلونها، أصدرت بعض هذه الشركات بيانات توضح حرص الشركات على «احترام حقوق الإنسان». أشار إلى ذلك بيان أصدرته شركة «واتساب». وكانت الوزيرة البريطانية طلبت إلغاء تشفير جديد لرسائل المشتركين كانت الشركة طبقته قبل شهور. في الوقت نفسه، أصدرت شركة «تويتر» بيانا قالت فيه: «مهمتنا هي عرقلة قدرة الإرهابيين على استخدام الإنترنت، وأيضا، احترام حقوق الإنسان».
وقبل شهور، كثفت «واتساب» الإجراءات الأمنية لحماية رسائل المشتركين، خاصة لمنع طرف ثالث من اختراق رسائل بين شخصين.
وقابلت راد أول من أمس مسؤولين في شركات «غوغل» و«فيسبوك» و«تويتر» و«مايكروسوفت»، ويتوقع أن تكون قابلت أمس الثلاثاء أيضا مسؤولين في شركات «آبل» و«واتساب» و«يوتيوب» و«ألفابيت». في الوقت نفسه، تحضر راد مؤتمرا عن الحرب الإلكترونية ضد الإرهاب، اشترك فيه ممثلون لهذه الشركات، وغيرها. ونقلت مجلة «يو إس نيوز» أمس أن تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، والتي كانت وزيرة للداخلية، كانت بدأت اتصالات مع شركات «وادي السيليكون» حول موضوع التشفير. وأن وزيرة الداخلية الحالية، أمبر راد، واصلت العمل في هذا الملف.
وأشارت الصحيفة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ظل، لقرابة عامين، يحاول إقناع شركات الإنترنت بفك الشفرات التي تعرقل جهود المكتب لمتابعة الإرهابيين والمجرمين. في بداية هذا العام، قال جيمس كومي، مدير «إف بي آي» في ذلك الوقت، أن 46 في المائة من أكثر من 6.000 جهاز إلكتروني عثرت عليه الشرطة خلال تحقيقات واعتقالات «صار من دون فائدة»، لأن الشرطة لم تقدر على فك شفرات هذه الأجهزة. وقال تلفزيون «آي بي سي» أمس إن شركات الإنترنت، بالإضافة إلى حديثها عن «احترام حقوق الإنسان» و«خصوصية المشتركين» فيها، تخشى أن تخفيض قوة الشفرات يمكن أن يؤثر على المعاملات البنكية الإلكترونية، وعلى شركات البيع والشراء في الإنترنت، مثل «إيباي»، وغيرها.
وتشفير الرسائل والملفات المرفقة في «واتساب» وغيره من تطبيقات الدردشة يعني أنه لن يكون بمقدور أي جهة معرفة المحتوى إلا أطراف المحادثة نفسها، ولن يستطيع أحد معرفتها حتى لو كان يتنصت على المحادثة، سواء كانوا قراصنة أو مجرمين أو نظم مراقبة حكومية. ويستفيد الكثير من الأشخاص من هذه التقنية لحماية المحتوى الذي يتبادلونه مع الآخرين، مثل الصحافيين الذين يرغبون بحماية المواد المتبادلة مع مصادرهم وإدارة التحرير، ورواد الأعمال والمصممين والكُتّاب والموسيقيين، وغيرهم. ويمكن معرفة ما إذا كانت محادثتك مع الطرف الآخر في «واتساب»، سواء كان فردا أم مجموعة، مشفرة بالنقر على اسم الفرد أو المجموعة ومعاينة حالة التشفير ما إذا كان مفعلا أم لا، الأمر سيظهر على شكل صورة قفل ونص يشرح ذلك.
ويستخدم «واتساب» بروتوكول «سيغنال» الذي صممته شركة «أوبين ويسبر سيستمز»، والذي يهدف إلى منع الأطراف الأخرى من استراق النظر إلى المحتوى المتبادل بين الأطراف، مع عدم قدرة الأطراف الخارجية على استخدام المفاتيح الموجودة في أجهزة المستخدم لفك تشفير المحادثات. وتبدأ عملية إيجاد المفاتيح الرقمية بتحميل الطرف الأول لمفتاح عام من الأجهزة الخادمة للشركة، وتشفير الرسالة المرغوبة وإرسالها إلى الأجهزة الخادمة التي سترسلها بدورها إلى الطرف المتلقي الذي سيفك تشفيرها باستخدام مفتاح خاص. وتزداد أعداد التطبيقات التي تدعم تشفير المحادثات، مثل «تليغرام» و«سيغنال»، وغيرها، الأمر الذي يجعل بعض الحكومات تفكر بحجب هذه الخدمات بسبب عدم قدرتها على مراقبة المحتوى في حال رفضت الشركات المطورة مشاركة آلية فك التشفير. ولكن الكثير من الشركات لا تستطيع مشاركة المفاتيح الرقمية لأنها لا تعرفها، نظرا لأنه يتم صنع تلك المفاتيح وفقا لعوامل كثيرة مرتبطة بالمستخدمين أنفسهم، وليس الشركة المطورة، الأمر الذي نجم عنه انتقادات كبيرة في حلقات قوى الأمن الرقمي التي تبحث عن المجرمين وأدلة مرتبطة بهم لحماية أمن المجتمعات.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.