وزير الداخلية المغربي يشدد على ربط المسؤولية بالمحاسبة

لفتيت أكد خلال اجتماعه بالمحافظين والقيادات الأمنية أنه لا مجال للإفلات من العقاب

TT

وزير الداخلية المغربي يشدد على ربط المسؤولية بالمحاسبة

عقد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي، أمس بمقر وزارة الداخلية في الرباط، لقاء جمع جميع الولاة والعمال (المحافظون)، وعرف حضور كل من الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والفريق أول قائد الدرك الملكي، والمدير العام للأمن الوطني، والمدير العام لإدارة مراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية)، والمدير العام للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية)، واللواء مفتش القوات المساعدة (المنطقة الجنوبية)، واللواء مفتش الوقاية المدنية، بالإضافة إلى المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، واللواء مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية.
وخصص اللقاء، حسب بيان صادر عن وزارة الداخلية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، لعرض وتدارس التوجيهات الملكية الواردة في الخطاب، الذي ألقاه العاهل المغربي بمناسبة عيد الجلوس مساء السبت الماضي.
وأشار البيان إلى أن مضامين هذا الخطاب «تشكل نبراسا يهتدى به لحاضر ومستقبل الفعل العمومي، بما يمكن من ترسيخ المكاسب وتجذيرها وتجاوز التحديات المطروحة»، واعتبره «أساسا مرجعيا للتدابير الإجرائية، التي ستنهجها وزارة الداخلية بتنسيق مع مختلف القطاعات الحكومية والهيئات المنتخبة، لتعزيز السياسات التنموية لصالح المواطنين بكل جهات المملكة، وبما ينعكس إيجابا على تطلعاتهم وانشغالاتهم الحقيقية».
وأشار البيان إلى أن اللقاء، الذي جمع وزير الداخلية مع المحافظين والقيادات الأمنية، استعرض «السبل الكفيلة بتنفيذ مختلف التوجيهات التي تضمنها الخطاب الملكي، في أفق تعميق النقاش بشأنها في إطار من الشراكة مع مختلف القطاعات الحكومية والجماعات الترابية (البلدية)، واستشراف السبل الكفيلة بتعزيز عمل وزارة الداخلية، والرفع من مستوى نجاعة مصالحها، والارتقاء بآليات الحكامة بها على ضوء التوجيهات الملكية. كما تم التأكيد على مواصلة الانخراط المكثف والفعال لكل مصالح الوزارة بمختلف مستوياتها للرفع من وتيرة الإنجازات، بما يمكن من تحقيق المواكبة المثلى للمشروعات التنموية والإصلاحات السياسية والمؤسسية التي تعرفها بلادنا».
وأحدث الخطاب الملكي بمناسبة عيد الجلوس رجة قوية وسط المجتمع السياسي والحزبي، وطبقة المسؤولين المشرفين على تدبير وإدارة شؤون البلاد بشكل عام، لما تضمنه من انتقادات شديدة، خصوصا للمتقاعسين والانتهازيين والمتهاونين في الوفاء بالمسؤوليات والأمانات الملقاة على عاتقهم.
ودعا العاهل المغربي كل هؤلاء إلى تحمل مسؤولياتهم وأداء مهامهم كاملة أو الاستقالة. كما شدد العاهل المغربي في خطابه، الذي اتسم بالدقة والصراحة، على ضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة. وقال العاهل المغربي في خطابه: «إننا في مرحلة جديدة لا فرق فيها بين المسؤول والمواطن في حقوق وواجبات المواطنة، ولا مجال فيها للتهرب من المسؤولية أو الإفلات من العقاب. إني ألح هنا على ضرورة التفعيل الكامل والسليم للدستور. كما أؤكد أن الأمر يتعلق بمسؤولية جماعية تهم كل الفاعلين، حكومة وبرلمانا، وأحزابا، وكافة المؤسسات، كل في مجال اختصاصه. ومن جهة أخرى، عندما يقوم مسؤول بتوقيف أو تعطيل مشروع تنموي أو اجتماعي، لحسابات سياسية أو شخصية، فهذا ليس فقط إخلالاً بالواجب، وإنما هو خيانة لأنه يضر بمصالح المواطنين، ويحرمهم من حقوقهم المشروعة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.