سيسدل مو فرح الستار على مسيرته في بطولة العالم لألعاب القوى بمحاولة الجمع بين لقبي المسافات الطويلة في لندن ورغم إنجازاته الضخمة السابقة فإن العداء البريطاني لا يزال يحاول اكتساب التقدير في بعض الأمور.
ومنذ خمس سنوات وفي المكان نفسه تمكن فرح أمام جماهير بلاده من
خطف الأضواء والفوز باللقبين الأولمبيين لسباقي عشرة وخمسة آلاف متر.
ومنذ ذلك الحين دافع فرح بنجاح عن لقبيه في أولمبياد ريو دي جانيرو العام الماضي، وهو أمر لم يفعله قبله سوى لاسه فيرن، كما احتفظ بقبضته على اللقبين في بطولة العالم.
وسيحاول فرح الفوز باللقبين العالميين في لندن للمرة الثالثة على التوالي وحصد لقبه العالمي السابع بينما كانت هزيمته الأخيرة في سباق عشرة آلاف متر في دايغو عام 2011، وحصد فرح أيضا خمسة ألقاب في بطولة أوروبا.
ولوضع الأمور في نصابها فإنه لم يسبق لأي بريطاني قبل ذلك الفوز بسباق عشرة آلاف أو خمسة آلاف متر سواء في بطولة العالم أو في الأولمبياد، ولم يسبق لأي رياضي بريطاني في ألعاب القوى إحراز أكثر من ذهبيتين أولمبيتين.
لكن وكما هو الحال في سباق فرنسا للدراجات، حيث كان مجرد التفكير في فوز بريطاني باللقب يعتبر أشبه بمزحة قبل أن يتحول إلى أمر عادي، فإن إنجازات فرح أصبحت متوقعة إلى حد كبير ولم يعد يخطف الأضواء كما كان يحدث سابقا.
وربما لا يتم اعتبار فرح، المولود في الصومال والمقيم في الولايات المتحدة، بريطانياً بالقدر الكافي مثل متسابق الدراجات كريس فروم المقيم في موناكو الذي نشأ في أفريقيا.
وبالنسبة لبعض المشجعين فإنه ليس مهما إمساك فرح بمكبر الصوت عقب انتصاراته للتعبير عن مدى حبه لمدينة لندن، التي أقام فيها بعد الوصول إلى بريطانيا وعمره ثماني سنوات، لو كان يقفز في أول طائرة للعودة إلى أجواء المران المفضلة لديه في أوريجون.
وبين جماهير ألعاب القوى هناك بعض الشكوك تجاه فرح. وليس من المفترض مناقشة إنجازات العداء البريطاني لكن تبقى بعض الأصوات التي تهمس بأنه حققها بسهولة بطريقة ما. ويقول منتقدون إن فرح كان محظوظا بظهوره خلال فترة انتقلت خلالها أبرز المواهب الأفريقية في سن صغير إلى سباق الماراثون الأكثر ربحا وإن منافسيه ليسوا في مستوى أبطال سابقين مثل كنينيسا بيكيلي.
ويستطيع فرح بالتأكيد التفوق على كل منافسيه الحاليين. ومن السهل القول من خارج الخطوط إن أبرز الكينيين والإثيوبيين يجب عليهم محاولة منافسته لكن في الواقع هم يفتقرون للقدرة على فعل ذلك لفترة كافية لإحداث فارق.
وتطور فرح أيضا في الجانب الخططي خلال السباقات ويستطيع دائما الرد على أي تحرك من منافسيه.
وقد يسكت تحقيق رقم عالمي في سباق خمسة آلاف أو عشرة آلاف متر كل المنتقدين لكن في عامه 34 يبدو الأمر مستحيلا إلا لو حدث شيء استثنائي في الأسبوعين المقبلين.
وبعد بطولة العالم في لندن سيخوض فرح سباقين جديدين في برمنغهام وزيوريخ قبل أن يوجه اهتمامه بشكل كامل إلى الماراثون.
ويستحق فرح الدعم الكبير المتوقع من المشجعين في ظهوره الأخير ببطولة العالم وسيتمنى أن يحصل على دفعة من الثقة عندما يخوض سباق عشرة آلاف متر يوم الجمعة مع انطلاق البطولة. وبغض النظر عما إذا كان فرح سيتمكن من الفوز بهذا السباق أو بسباق المسافة الأقصر بعدها بثمانية أيام فإنه سيودع بطولة العالم كأعظم متسابق بريطاني في ألعاب القوى بلا شك وربما يكون أيضا من أبرز الرياضيين في تاريخ البلاد في أي رياضة.
فرح يتطلع لتوديع بطولة العالم وهو في القمة
أكد أنه أفضل متسابق بريطاني في ألعاب القوى على مر التاريخ
فرح يتطلع لتوديع بطولة العالم وهو في القمة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة