تركيا تركز على الإصلاحات الهيكلية مؤكدة تجاوز اقتصادها «الأيام الصعبة»

ارتفاع عائدات السياحة والصادرات وزيادة الإنفاق على الواردات

TT

تركيا تركز على الإصلاحات الهيكلية مؤكدة تجاوز اقتصادها «الأيام الصعبة»

فيما أشارت بيانات رسمية إلى ارتفاع عائدات السياحة والصادرات التركية خلال الربع الثاني من العام الحالي، أكد نائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية محمد شيمشيك أن «الأسوأ قد انتهى بالنسبة للاقتصاد التركي»، وأنه «حان الوقت للقفز إلى الأمام».
وأشار شيمشيك في مقابلة صحافية أمس (الاثنين) إلى أن تركيا اجتذبت نحو 5 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، قائلاً إن «تركيا تركت وراء ظهرها فترة زمنية صعبة للغاية وتمر بمرحلة تطبيع الآن. وقد أظهر اقتصادنا مرونة قوية ضد أي صدمات داخلية أو خارجية في هذه الفترة. وبما أن أساسيات اقتصادنا أصبحت قوية جداً بفضل إصلاحاتنا منذ بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإن الاقتصاد التركي أصبح مرناً للغاية، وقد حان الوقت لإنجاز إصلاحات تكميلية».
وأوضح شيمشيك أن تركيا تحتاج فوراً إلى زيادة قدرتها على التنبؤ والوفاء بإصلاحاتها الهيكلية خلال فترة الـ12 شهراً المقبلة، مشيراً إلى أن حاجة تركيا ليست إلى جذب «الأموال الساخنة»، ولكن للاستثمارات المباشرة المستقرة والمستدامة للتغلب على مشكلتها الرئيسية، وهي العجز في الحساب الحالي.
في غضون ذلك، ارتفعت عائدات تركيا من السياحة خلال الربع الثاني من العام الحالي بنسبة 8.7 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي بالتزامن مع ارتفاع عدد السياح بنسبة 18.3 في المائة.
وجاء في تقرير لهيئة الإحصاء التركية حول السياحة في البلاد خلال الربع الثاني من العام الحالي، أن دخل السياحة بلغ 5 مليارات و413 مليوناً و48 ألف دولار. وأن 81.3 في المائة من الدخل السياحي جاء من السياح الأجانب، في حين جاء 18.7 في المائة من ذلك الدخل من زيارات الأتراك المقيمين في الخارج.
وأشار التقرير إلى أن معدل إنفاق السائح الواحد في تركيا وصل إلى 611 دولاراً بالمتوسط، بواقع 570 دولاراً للسائح الأجنبي، وللزوار من الأتراك المقيمين بالخارج 845 دولاراً. وزاد عدد السياح القادمين إلى تركيا بنسبة 18.3 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ وصل إلى 8 ملايين و863 ألفاً و391 سائحاً، 86.6 في المائة منهم من الأجانب، و13.4 في المائة من الأتراك المقيمين خارج البلاد.
في سياق موازٍ، سجلت الصادرات التركية زيادة بنسبة 2.3 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وبحسب معطيات هيئة الإحصاء التركية، بلغت قيمة الصادرات في يونيو نحو 13.17 مليار دولار، أما الواردات فانخفضت بمعدل 1.5 في المائة خلال الفترة نفسها، وتراجع حجمها إلى نحو 19.18 مليار دولار. كما تقلص عجز التجارة الخارجية في يونيو بنسبة 9.1 في المائة وبلغ أكثر قليلاً من 6 مليارات دولار.
وحققت الصادرات زيادة في الفترة ما بين يناير (كانون الثاني) ويونيو بنسبة 8.2 في المائة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغت 77.45 مليار دولار. وأظهرت معطيات هيئة الإحصاء، زيادة في الواردات في النصف الأول من العام الحالي بنسبة 8.7 في المائة، لتصل إلى 108 مليارات و324 مليون دولار.
كما حققت الصادرات التركية بالعملة المحلية زيادة بنسبة 102 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي 2017، مقارنة بالفترة نفسها من 2016، إذ بلغت قيمتها ما يوازي 7.5 مليار دولار. أما الواردات بالليرة التركية فزادت بـ24.7 في المائة، إذ وصلت قيمتها إلى ما يعادل 8.6 مليار دولار، خلال الفترة نفسها.
وبينما كانت حصة الليرة في صادرات تركيا خلال النصف الأول من العام الماضي 5.1 في المائة من إجمالي الصادرات، ارتفعت الحصة إلى 9.7 في المائة في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي. وفيما يخص الاعتماد على الليرة التركية في الواردات، ارتفعت النسبة إلى 7.9 في المائة في النصف الأول من العام الحالي، بعد أن كانت 6.9 في المائة في الفترة ذاتها من 2016.
ورصدت هيئة الإحصاء التركية، زيادة في واردات البلاد من الطاقة في شهر يونيو الماضي بنسبة 8.9 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وبحسب بيان الهيئة، بلغ إجمالي واردات تركيا الإجمالية خلال يونيو نحو 19.18 مليار دولار، أي أقل بنسبة 1.5 في المائة مقارنة بشهر يونيو 2016. وشكلت واردات الطاقة منها نحو 2.5 مليار دولار.
وبلغت قيمة واردات النفط الخام المستورد مليونين و52 ألفاً و62 طناً، بزيادة نسبتها 6.93 في المائة مقارنة بيونيو 2016.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.